أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده تستعد للحرب مع "إسرائيل"، وترى أنها "احتمال قائم"، لكنه استبعد حصولها ربطاً بالمعطيات والمؤشرات المتوافرة، فيما توقع رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص أن تقوم "إسرائيل" باعتداء على لبنان في أي وقت، رغم أنها لم تستطع على مدى العقود الستة الماضية القضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية او هزيمتها في عدوان يوليو/ تموز ،2006 وما تلقته من ضربات موجعة من المقاومة اللبنانية وصمود المقاومة الفلسطينية، وهذا ما جعل الكيان يعيد حساباته في الإقدام على أية مغامرة عسكرية جديدة. وقال الاسد في لقاء جمعه مع المشاركين في مؤتمر "تجديد الفكر القومي والمصير العربي" المنعقد في دمشق، ونشرت صحيفة الأخبار اللبنانية دقائقه، إنّ السؤال الوجودي في "إسرائيل" طرح بعد الحرب العدوانية الاخيرة على لبنان، معرباً عن تفاؤله بالمستقبل العربي. وتطرق الأسد الى عناوين كثيرة تخص العالم العربي. وفي الملف اللبناني، قال إنّ "سوريا تعرف ما يجري في لبنان، وهي ليست على مسافة واحدة من الجميع. لكنّنا تصرفنا بمسؤولية في موضوع دعوة الرئيس فؤاد السنيورة إلى القمة العربية، رغم كل ما يوجه إلينا من إساءات من الفريق الذي ينتمي إليه السنيورة. وهي حملة مستمرة. لكننا نشعر بأن الولايات المتحدة راضية عن الوضع الحالي، ولا تريد التوصل الى حل في لبنان. نحن لا نعتقد بوجود خلاف دائم مع فريق سياسي، بل هو خلاف مؤقّت". وقال "نحن نرى الأمور بوضوح، إنّ أية مبادرة من جانبنا تحتاج الى علاقة جيدة مع الأطراف الأخرى المؤثرة في لبنان، مثل السعودية ومصر". من جهة اخرى قال الحص في لقاء حواري مع الإعلاميين في الإذاعة والتلفزيون السوريين على هامش مشاركته في المؤتمر، إن لا مصلحة ل "اسرائيل" بحل الأزمة في لبنان، والولايات المتحدة تمنع التوصل إلى حل لهذه الأزمة، لإبقائه معبراً لممارسة الضغوط على جميع دول المنطقة. وأشار الحص إلى خطورة المشروع الأمريكي الصهيوني "الشرق الأوسط الكبير" وإلى الآلية المتبعة لتطبيق هذا المشروع، والمتمثلة بما يسمى الفوضى الخلاقة، وأكد أنها أخطر من المشروع نفسه، لافتاً إلى ما يجري في العراق ومحاولات نقله إلى دول أخرى في المنطقة. وأكد أن هذا يستهدف الأمة العربية بأسرها وان الأزمات التي تشهدها المنطقة لم تكن من قبيل المصادفة وإنما هي مؤامرة بكل أبعادها تندرج في إطار هذا المخطط، مشيراً إلى أن المنطقة كلها ستبقى في دوامة الأزمات طالما لم تحل القضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. وقال الحص إن اللبنانيين يراهنون على نجاح مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لإعادة الحوار اللبناني، بيد انه اشار الى ان الأمل بنجاحها يبقى ضعيفاً في ضوء رفض القوى الخارجية وبعض الأطراف اللبنانية لها، الأمر الذي سيبقي لبنان في دائرة المجهول في حال عدم إجراء انتخابات نيابية عام 2009 مع استمرار الحكومة المطعون بشرعيتها. الخليج