bbc - قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها بصدد إجراء تحقيق بشأن المزاعم التي أطلقتها الولايات المتحدة مؤخرا بشأن "قيام سورية ببناء مفاعل نووي سري بالتعاون مع كوريا الشمالية." وقال محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن المسؤولين الأمريكيين أحاطوه علما بمزاعمهم، قائلا: "إن الوكالة ستتعامل مع هذه المعلومات بالجدية التي تستحقها وستحقق بمدى دقتها وصحتها." البرادعي يتهم واشنطن إلا أن البرادعي انتقد واشنطن لعدم تزويدها الوكالة الدولية فورا بما حصلت عليه من معلومات، وقال إنه كان يتعين على إسرائيل منح المراقبين الدوليين الفرصة للتحقق من وجود المفاعل المزعوم قبل أن تفجره. كررت سورية نفيها القاطع وجود أي برنامج لديها لإنتاج أسلحة نووية أو وجود اتفاق مع كوريا الشمالية بهذا الشأن واتهم المسؤول الدولي الولايات المتحدة بالتكتم على المعلومات التي قالت إنها بحوزتها بشأن المفاعل المذكور والتعاون النووي المزعوم بين دمشق وبيونج يانج. من جهتها، نفت سورية أي صلات لها مع كوريا الشمالية وقالت إن المزاعم الأمريكية بشأن وجود مفاعل نووي سري لديها "مثيرة للقرف والسخرية". واتهمت سورية الولايات المتحدة بمساعدة إسرائيل في السادس من شهر سبتمبر/أيلول 2007 لتنفيذ الضربة الجوية على المفاعل المزعوم. وذكر بيان رسمي سوري أن "الإدارة الأمريكية تبدو أنها طرف في تنفيذ هذه العملية"، إلا أن الإدارة الأمريكية أفادت بأنها لم تعط أي ضوء أخضر لإسرائيل من أجل تنفيذ الضربة ضد المبنى في موقع تل أبيض في محافظة دير الزور الواقعة شمال شرقي البلاد. وطالب البيت الأبيض سورية بالإعلان عن تفاصيل "تعاونها السري مع كوريا الشمالية لبناء المفاعل النووي"، بينما نفى سفير سورية في الولايات المتحدة، عماد مصطفى، وجود أي تعاون بين بلاده وبيونجيانج بهذا الشأن. وقال البيت الابيض ان سورية حاولت إخفاء الأدلة على قيامها بمثل هذه النشاطات وقامت بازالة الموقع الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية بشكل كامل تقريبا. كما وصف البيت الأبيض تعاون كوريا الشمالية مع سورية بأنه "خطير" ودليل على امتلاكها برنامجا نوويا عسكريا وقيامها بأنشطة لنشر السلاح النووي. وجاءت هذه المطالبة في أعقاب تقديم مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والبيت الأبيض خلال جلسة استماع سرية للكونجرس ما قالوا عنها إنها أدلة على وجود "تعاون بين كوريا الشمالية وسورية في المجال النووي لأغراض غير سلمية". وقال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن قدمت شكوى ضد سورية إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، متهمة دمشق بخرق تعهداتها المنصوص عليها في اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية لعام 1970 والتي وقعت عليها. وقد حضر جلسة الاستماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مستشار الأمن القومي الأمريكي ستيفن هادلي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن. ونقلت الأنباء عن مسؤول أمريكي، فضل عدم الكشف عن اسمه، قوله إن صور الأقمار الصناعية "تثبت أن كوريين شماليين كانوا يعملون داخل مفاعل سري سوري". كما صرح مسؤول أمريكي آخر إن المنشأة التي تم تدميرها كانت قادرة على إنتاج البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة النووية فيما لو اكتمل بناؤها. إلا أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن المنشأة السورية لم تكن قد دخلت مرحلة التشغيل الفعلي، ولم يكن فيها وقود نووي. وتقول التقارير الإعلامية الأمريكية إن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها إسرائيل تظهر تشابها مدهشا بين المنشأة السورية التي استهدفتها الغارة وبين مفاعل يونجبيون الكوري الشمالي. مدعاة "للسخرية" وقد وصف سفير سورية لدى واشنطن ما قيل إنه تعاون بين بيونج يانج ودمشق في المجال النووي بأنه أمر "يدعو للسخرية" نافيا وجود مثل هذا التعاون. كما نفى مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وجود مثل هذا التعاون وقال: "لم يكن هناك أي تعاون نووي بين سورية وكوريا الشمالية البتة، ونحن ننفي هذه الشائعات جملة وتفصيلا." كما نفت كوريا الشمالية من جانبها أن تكون قد قامت بنقل التقنية النووية إلى سورية. وقال عضو الكونجرس الجمهوري بيت هوكسترا، الذي حضر جلسة الاستماع، إن الأدلة الاستخباراتية تشير إلى "انتشار خطير للتكنولوجيا النووية في دول الشرق الأوسط وفي الدول التي ربما تعاونت في ذلك الأمر في آسيا". رعاية الإرهاب ونقلت وكالة فرانس برس عن هوكسترا قوله إن الولايات المتحدة تحتاج إلى معلومات واضحة وجيدة ويمكن الوثوق بها من الدول المتورطة في ذلك الأمر وذلك قبل أن يتم شطب اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول الراعية للإرهاب. ويأمل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، الذي سيترك البيت الأبيض في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2009، تحقيق نجاح دبلوماسي كبير قبل انتهاء ولايته من خلال إغلاق ملف الأسلحة النووية في كوريا الشمالية. وقد يغذي أي تعاون فعلي بين كوريا الشمالية وسورية انتقادات المحافظين في الولايات المتحدة الذين يقولون إنه لا يمكن الوثوق بالنظام الكوري الشمالي وإن إدارة بوش تخطىء عندما تعد بيونج يانج بتطبيع العلاقات معها مقابل تخليها عن أنشطتها النووية. ويقول مراسل بي بي سي في واشنطن إن من شأن هذه التقارير، سواء أكانت صحيحة أم لا، أن تؤدي إلى إعاقة تطبيق الصفقة التي توصلت إليها الدول الست مع كوريا الشمالية وقضت بتخلي بيونج يانج عن أنشطتها النووية وتطبيع علاقاتها مع الغرب.