تجددت الاشتباكات بفي مدينة طرابس ظهر الاثنين بين مسلحين تابعين للمعارضة وآخرين مناصرين للفريق الموالي للحكومة، حسبما اعلنت مصادر امنية لبنانية. افادت مصادر طبية لبنانية ان حصيلة معارك جبل لبنان التي تجري منذ الاحد بلغت 11 قتيلا من الطرفين المتنازعين. وكانت ساعات الليل قد شهدت هدوءا مع دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ مساء الاحد بين مقاتلي المعارضة وأنصار الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يقوده الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. الا ان بعض الخروقات قد سجلت خلال ساعات الليل في اعالي الجبل استمرت متقطعة حتى الفجر. وقالت التقارير إن الجيش اللبناني قد انتشر في المناطق التي شهدت قتالا عنيفا بعد ظهر الأحد خاصة في منطقة الشويفات حيث سلم مقاتلو المعارضة المناطق التي سيطروا عليها إلى الجيش. وفي التطورات السياسية الداخلية في لبنان يوم الاثنين، عقد رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان مؤتمرا صحفيا قال فيه ان هناك تفويضان منحا اليه. التفويض الاول هو الذي منحه اياه خصمه جنبلاط امنيا في الجبل، بينما التفويض الثاني منحه اياه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله نيابة عن المعارضة في مجال "تأمين امن المقاومة". واضاف ارسلان انه اتفق مع جنبلاط على على آلية تفصيلية لتنفيذ التفويض وفقا لخطة محددة هي بمثابة اختبار وان يوم الاثنين هو يوم مفصلي سيعرف بعده اذا كانت الامر سينجح وتنتهي المحنة. وطالب ارسلان جنبلاط بتسليم السلاح المتوسط والثقيل الذي يملكه وقال ان لديه لوائح بهذا السلاح وضعها بعهدة الجيش اللبناني. وركز ارسلان في حديثه على دور الجيش وقال انه تحدث الى الجيش والى رئيس المخابرات فيه ونسق معه. وختم ارسلان بالقول انه قد تم قطع نصف المسافة وبقي نصفها. وسبق مؤتمر ارسلان آخر عقده رئيس حزب الكتائب امين الجميل قال فيه انه يعمل على السعي للتهدئة من اجل عدم انتقال ما يجري من احداث امنية الى المناطق المسيحية التي لم تشهد احداث حتى الآن. وقال الجميل انه اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري وقال له ان الامر يستدعي تعهدا بعدم استعمال السلاح في الداخل. واضاف جعجع ان مساعيه على الصعيد المسيحي تمثلت بالاتصال برئيس تيار المردة المعارض سليمان فرنجية وزعيم القوات اللبنانية سمير جعجع. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع قرار اتخذه الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بإرسال وفد برئاسة رئيس الوزراء القطري وامين عام الجامعة الى لبنان على الفور لبحث "خريطة طريق" لحل الازمة اللبنانية. واعلن الاثنين ان اللجنة العربية ستصل الى بيروت يوم الاربعاء لبدء مشاوراتها مع المسؤولين اللبنانيين. وتعتمد الجهود العربية على اساس مبادرة سابقة، وتهدف الى الاتفاق على انتخاب رئيس توافقي للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون للانتخابات العامة، حسب نص البيان. وقد اختلفت العواصم العربية على توصيف الأوضاع فى لبنان ما بين القول بأنها شأن داخلى والدعوة إلى تحرك عربي ودولي لاحتواء الموقف. وتجتاح لبنان منذ أيام عارك بين أنصار الأكثرية النيابية وأنصار المعارضة في العاصمة بيروت وطرابلس عاصمة الشمال اللبناني ثاني أكبر المدن اللبنانية، بالاضافة الى منطقة الجبل التي تسكنها غالبية درزية. ويقول جيم موير مراسل بي بي سي في بيروت إن الهدف من المرحلة الأخيرة للمعارك التي يقودها حزب الله يتمثل في هدم أعمدة الدعم التني تستند إليها الحكومة اللبنانية. BBC