افتتح أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة مؤتمر الحوار الوطني اللبناني بمشاركة قادة الصف الأول من الأكثرية والمعارضة بهدف إخراج البلاد من الأزمة المستعصية التي تواجهها. ووجه الشيخ حمد بن خليفة كلمة قصيرة إلى الفرقاء اللبنانيين في الجلسة الافتتاحية في فندق شيراتون قائلا إن قطر لا تسعى إلى "دور يفوق طاقتنا ولكن نطمح لأن نكون ساحة لقاء لنوايا حسنة". وشدد على أن لبنان يستحق بذل الجهود لإخراجه من أزمته، وخاطب الحاضرين قائلا "أمامكم عمل كبير وشاق وسوف نتابع مداولاتكم"، أعلن عقبها رفع الجلسة الافتتاحية. تبع ذلك إعلان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن الجلسة الأولى ستبدأ عند العاشرة والنصف صباح غد بتوقيت الدوحة. وقد افتتح المؤتمر فور وصول الأطراف اللبنانية إلى الدوحة مساء اليوم برفقة اللجنة الوزارية العربية التي ترأسها رئيس الوزراء القطري. ومن أبرز قادة المعارضة المشاركين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون , في حين أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يمثله في المؤتمر رئيس كتلة حزبه البرلمانية النائب محمد رعد. أما في معسكر الأكثرية فأبرز المشاركين رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع. ويأتي هذا التطور تنفيذا للاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة الوزارية العربية في بيروت أمس وتم الاتفاق بين الفرقاء اللبنانيين على عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة، والإنهاء الفوري للمظاهر المسلحة بكافة صورها، واستئناف الحوار على مستوى القيادات (الصف الأول) وذلك وفق جدول أعمال يشمل نقطتين هما حكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخابات الجديد. ويشمل الاتفاق كذلك تعهد الأطراف "بالامتناع عن أو العودة إلى استخدام السلاح أو العنف بهدف تحقيق مكاسب سياسية". وساد التفاؤل الحذر الأوساط السياسية في لبنان قبيل مغادرة ممثلي الفرقاء مع اللجنة الوزارية العربية إلى الدوحة، فيما استعادت بيروت والمناطق الأخرى حركتها الطبيعية مع إعادة فتح كل الطرق وإزالة السواتر الترابية والإطارات والعوائق. وقبيل مغادرته بيروت دعا زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الفرقاء اللبنانيين إلى تقديم تنازلات من أجل وأد الفتنة. وشدد جنبلاط -أثناء تجمع شعبي في الجبل حضره الآلاف من أنصاره في مدينة عاليه- على ضرورة الحفاظ على العيش المشترك خاصة بين الدروز والشيعة، وحل الخلافات عبر الحوار وليس بالسلاح رغم ما وصفه بالجرح الكبير. وجاء كلام جنبلاط بعد زيارته خصمه التقليدي رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان الذي نقل من جهته عن جنبلاط تأكيده على دور أهل الجبل في حماية ظهر المقاومة. من جهته قال النائب علي خريس من كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية وقانون انتخابي سيدفع بالمعارضة إلى رفع فوري للاعتصام في وسط بيروت وإنهاء كل أشكاله. ورغم جو التفاؤل فإن مصدرا دبلوماسيا عربيا في بيروت حرص على عدم الإفراط فيه، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه قوله "علينا أن نكون حذرين لأن المشاكل عميقة بين الطرفين وسنكون في حاجة لجهود كبيرة لإنجاح الحوار". *الجزيرة + وكالات