فيما يؤكد اتساع حجم التأزم بين الأحزاب والتنظيمات السياسية في اليمن حول كافة القضايا حد تفشي الاستغلال السياسي في ساحة الإرهاب لتصفية حساباتها ، اختلفت بيانات إدانة الأحزاب للهجوم المفخخ الذي استهدف مقر معسكر الأمن بمديرية سيئون محافظة حضرموت وأدى إلى استشهاد جندي وإصابة 17 آخرين ، كلا بحسب أجندته ، بين من يراه اعتداء إرهابي من عناصر متطرفة ضالةانحرفت أفكارهم وباتت تحركهم نوازع إجرامية ويتعمدون الإساءة إلى الدين الإسلامي وبلدهم ، وأخر يتجنب وصفه ب(ارهابي) ويعتبره (اعتداء آثم)، ملمح إلى أن الاحتقانات في جنوب البلاد سبب في تلك الإعمال. التحالف الوطني الديمقراطي -المنشئ حديثا و يضم (حزب المؤتمر الشعبي الحاكم و13 حزبا معارضا ) -في بيان له – وصف ما حدث باعتداء ارهابي ويأتي ضمن سلسلة من المؤامرات التي تستهدف اليمن وأمنه واستقراره ،و أن هذه الأعمال الإرهابية التي لا تمت بصلة إلى قيم الدين الإسلامي وثقافة المجتمع اليمني تلحق أفدح الأضرار باقتصاد الوطن وتشوه سمعة اليمن أمام العالم. وقال" أن العناصر التي تقف خلف هذه الاعتداءات هي عناصر ضالة انحرفت أفكارهم وباتت تحركهم نوازع إجرامية ويتعمدون الإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وللمسلمين في كل مكان من خلال تلك الأعمال الإجرامية والجرائم اللاانسانية وإقلاق السكينة العامة وإزهاق أرواح الأبرياء وإشاعة الخراب والدمار خدمة لأهداف ومخططات خبيثة معادية للوطن وللأمة". واضاف البيان :إن التحالف وهو يدين بشدة هذا العمل يدعو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكافة أبناء الوطن ليس إلى إدانة هذه الأعمال الإرهابية والوقوف صفاً واحداً ضد التطرف بكافة أشكاله وصوره ،كما يدعو الحكومة إلى سرعة تنفيذ الخطة المتعلقة بمواجهة الغلو والتطرف والإرهاب وتكثيف البرامج التوعوية والتثقيفية في أوساط المجتمع وخصوصاً الشباب بمخاطر الانحراف الفكري والثقافي وانعكاساته على الوطن والمواطن. وطالب التحالف الوطني الديمقراطي الأجهزة الأمنية بمتابعة تلك العناصر المجرمة أينما كانت والتعامل معها ومع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره والإضرار بمصالحه بحزم وقوة وبما يكفل ردعهم واستئصال شأفة الإرهاب وكل أشكال الإجرام . وبالمقابل دان اللقاء المشترك المعارض والذي يضم خمس أحزاب معارضة (الاشتراكي اليمني ،الإصلاح الإسلامي ،التنظيم الناصري ،اتحاد القوى ، الحق) الحادث الذي تجنب وصفه ب(الإرهابي) واكتفى باعتباره "اعتداء أثم يستهدف إقلاق السكينة العامة والسلم الإجتماعي. وأكد الدكتور محمد صالح القباطي الناطق الرسمي بأسم احزاب المشترك على موقفهم الرافض لإستخدام العنف والقوة في سبيل تحقيق أي مطالب، مؤكدا بأن النضال السلمي هو الوسيلة الكفلية بتحقيق المطالب، والخيار الأول للوصول إليها. وفيما دعا رئيس تنفيذية المشترك السلطات الأمنية إلى سرعة ضبط الجناة والتحقيق في الحادث وإطلاع الرأي العام على تفاصيل القضية، كما حملها مسئولية حماية المواطنين وتأمين حياتهم. جدد القباطي في تصريح لموقع "الصحوة نت" التأكيد على ضرورة إخراج المعسكرات من المدن، ومعالجة الإختلالات الأمنية التي تشهدها عدد من المحافظات وتهدد حياة الناس كما حدث في محافظة أبين قبل يومين حيث أقدمت عناصر مسلحة على إحراق 12 منزلا في جعار. وطالب القباطي السلطة بمعالجة الأسباب الحقيقية المنتجة للعنف والإرهاب والقتل، بما في ذلك الإحتقانات في المحافظات الجنوبية، داعيا السلطة إلى التعاطي بشك إيجابي مع الإحتجاجات السلمية والديمقراطية الحضارية ووقف إجراءاتها القمعية ضدها.