تصاعدت الإدانات العربية والعالمية ضد الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية بصنعاء الاربعاء ، في وقت اكدت فيه اليمن انها لن تتوانى في أداء واجبها في استئصال شأفة الارهاب وتعقب الارهابيين وتقديمهم للعدالة و اعتبر وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي ان الهجوم جاء ردا على إجراءات الحكومية الناجحة في مكافحة الإرهاب. وقال الدكتور القربي خلال لقائه بصنعاء سفراء الاتحاد الأوروبي "إن هذه العملية اليائسة تأتي كمحاولة من العناصر الإرهابية للرد على الإجراءات الحكومية الناجحة التي أدت إلى القضاء على عدد من المجموعات الإرهابية ومحاصرتها"، مشيدا بيقظة رجال الأمن وتصديهم للعملية الإرهابية والحيلولة دون تحقيق العناصر الإرهابية لأهدافها. وكانت قوات الامن التي تتولى حراسة مبنى السفارة الامريكية بصنعاء تمكنت في الساعة التاسعة والنصف من صباح الاربعاء من إفشال هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين كانتا تستهدفان مبنى السفارة الأمريكية . وقال بيان الداخلية اليمنية: إن سيارتين مفخختين حاولتا اقتحام الحواجز الأمنية المقامة في محيط مبنى السفارة الأمريكية،وقد تمكن جنود الحراسة من تفجيرها بعيدا عن المبنى،وأدى ذلك إلى مصرع المهاجمين وعددهم ستة ، كان من ضمنهم شخصا يحمل حزاما ناسفا ، كما أدى الحادث إلى مقتل أربعة مواطنين بينهم رجل وزوجته وحارس أمن مدني ومواطنه هندية كانت تمر في الشارع بالقرب من مبنى السفارة ، بالإضافة إلى استشهاد ستة من جنود الأمن الذين يتولون حراسة مبنى السفارة ،وجرح ثلاثة أخرين منهم،في حين لم يتعرض مبنى السفارة الأمريكية لأي أضرار ، كما لم يصب أي من العاملين فيها بأي إصابات . ودانت الولايات المتحدة الاربعاء الاعتداء ، وقال المتحدث باسم البيت الابيض غوردن جوندرو ان "الولايات المتحدة تدين هذا الاعتداء" مشيرا الى انه تم اطلاع الرئيس جورج بوش على الاحداث قبل الظهر. وتابع ان "هذا الاعتداء يذكرنا باننا لا نزال نواجه مخاطر متطرفين عنيفين هنا وفي الخارج" ، وقدم تعازي الولايات المتحدة لعائلات الضحايا. وقال "سنواصل تعاوننا مع حكومة اليمن من اجل تعزيز نشاطاتنا لمكافحة الارهاب ومنع وقوع اعتداءات جديدة". واعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء ان الاعتداء على السفارة الاميركية في اليمن هو تذكير بأن الولايات المتحدة "في حرب" ضد المتطرفين. وقال الرئيس الاميركي خلال تصريح صحافي مقتضب في ختام لقائه قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس ان "هذا الاعتداء يذكرنا باننا في حرب ضد المتطرفين المستعدين لقتل الابرياء لبلوغ اهدافهم العقائدية". واضاف ان "احد اهداف هؤلاء المتطرفين عندما يقتلون هو محاولة دفع الولايات المتحدة الى ان تفقد اعصابها وبأن ننسحب من مناطق في العالم". وتابع ان "رسالتنا هي اننا نريد مساعدة الحكومات على تعقب المتطرفين، ونريد ان يتمكن الناس من العيش بشكل طبيعي". واضاف "نريد ان تتمكن الامهات من تربية ابنائهم وبناتهم في بيئة آمنة لكي يتمكنوا من تحقيق آمالهم واحلامهم في عالم افضل". الى ذلك اكدت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس مواصلة دعم الولايات المتحدة الاميركية لجهود اليمن في مكافحة الارهاب وذلك إبان الهجوم الارهابي الذي تم افشاله صباح يوم الاربعاء من قبل جنود الامن اليمني والذي كان يستهدف السفارة الاميركية . ونقلت رايس في اتصال هاتفي مع الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم تعازي الرئيس الاميركي جورج بوش والادارة الاميركية لليمن واسر ضحايا حادث الهجوم. مؤكدة بأن اليمن والولايات والمتحدة شركاء في مكافحة الارهاب. و اشادت وزيرة الخارجية الامريكية بالدور البطولي لجنود الأمن اليمني الذين كانوا يتولون مسؤلية حراسة مبنى السفارة وتعاملهم السريع مع الهجومين الانتحاريين اللذين قاما بهما عدد من الارهابيين ،وتم افشالهما من قبل الجنود . وعبر رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح عن شكره للرئيس بوش لتعازية في ضحايا العمل الإجرامي الجبان .. مشيرا الى أن اليمن سيظل شركيا فعالا للولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي في مكافحة الارهاب . من جانبها دانت الجامعة العربية الهجوم ، وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن " الأسف الشديد" تجاه التفجير الذي استهدف السفارة الأمريكية في صنعاء يوم الاربعاء. وقال في لقاء مع الصحفيين بمقر الجامعة العربية بالقاهرة "إراقة الدماء وهذه الأعمال لا تؤدي الى أي نتيجة إيجابية. بالعكس النتائج الأولية تقول ان الحرس اليمني أُصيب إصابات بالغة." وأضاف "لست مع مثل هذه الاجراءات التي تؤدي الى إراقة الدماء ودماء كثير من الابرياء دون أي نتائج ايجابية على الاطلاق." وفي سياق متصل أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربي بشدة الهجوم الإرهابي ، معربا عن شديد المه وحزنه لما تخلفه مثل هذه العمليات الإرهابية من خسائر في إزهاق الأرواح البريئة وتعكر صفو امن واستقرار الوطن والمواطن. وجدد الأمين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية تضامن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع اليمن مؤكدا في الوقت نفسه موقفها الثابت من رفضها للإرهاب أياً كان نوعه ومصدره. وعبر العطية عن المه وحزنه لما تخلفه مثل هذه العمليات الإرهابية من خسائر في إزهاق الأرواح البريئة وتعكر صفو امن واستقرار الوطن والمواطن.