تعتزم اليمن تنفيذ خطة شاملة لترشيد الخطاب الديني وتحديث آلياته وأساليبه وتطوير إدارة الإرشاد والتعليم الديني بما سيهم بالحد من أي انحرافات فكرية . وأحالت الحكومة بهذا الشأن في اجتماعها الدوري يوم الثلاثاء برئاسة الدكتور علي مجور رئيس الوزراء خطة إصلاح إدارة التوجيه والإرشاد وتطوير الخطاب الديني المقدمة من وزير الأوقاف والإرشاد إلى لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن لمراجعتها ورفع تقرير إلى المجلس بالنتائج للمناقشة واتخاذ القرار المناسب. وتهدف الخطة إلى تطوير الواقع التشريعي والمؤسسي والبشري لقطاع التوجيه والإرشاد ووضع معالم السياسة الإرشادية بما يحقق المقاصد الشرعية، ويواكب التطورات والمتغيرات ونشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة وتنمية الوعي الديني والقيم الأخلاقية . كما تهدف إلى إحياء رسالة المسجد وتعزيز دوره وتحسين أوضاع القائمين عليه، وكذا ترشيد الخطاب الديني وتحديث آلياته وأساليبه وتطوير إدارة الإرشاد والتعليم الديني والمساهمة في تربية النشء والشباب وإعدادهم علميا وثقافيا وروحيا وأخلاقيا وفقا للتعاليم الإسلامية والقيم الأخلاقية وتحصينهم من الإنحرافات الفكرية وغيرها من الأهداف المرتبطة بترسيخ الثوابت الدينية والوطنية والولاء الوطني كفريضة شرعية وضرورة وطنية. وسبق للحكومة ان أقرت نهاية يونيو الماضي خطة لمواجهة التطرف والارهاب . وأسندت ل 6 وزارات (الإعلام ،الثقافة ، الأوقاف ،التربية ،التعليم العالي ،الشباب والرياضة )مهمة تنفيذ ووضع البرامج التنفيذية لمضامين خطة مواجهة الغلو والإرهاب والتمرد والنعرات العنصرية التي اقرها الحكومة. وهدفت تلك خطة إلى التوعية الفكرية والسياسية لمواجهة مخاطر تهدد تماسك المجتمع اليمني وتضر ضرراًَ بالغاًَ بالنظام الجمهوري والشرعية الدستورية والثوابت المبدئية العقيدية والوطنية والمتمثلة في أعمال العدوان والإرهاب والتمرد والدعوات الطائفية العنصرية والمناطقية البغيضة ،حيث اكدت الحكومة على أهمية التصدي الحازم لتلك التحديات بكل الوسائل والأساليب وكانت نقاشات ومكاشفات ساخنة لقرابة 500 شخص من علماء الدين والدعاة والمرشدين في لقاء عقد قبيل شهر رمضان بصنعاء أجمعت على غياب رؤية واضحة وممنهجة للخطاب الديني في اليمن ، مؤكدين ان ضعف الإشراف الرسمي على المساجد البالغ عددها 75 ألف مسجد منتشرة في عموم قرى ومدن الجمهورية منها 27 ألفا تقام فيها صلاة الجمعة مكن أحزاب وجماعات الإسلام السياسي وتياراتها المتطرفة عبر ما تنتجه مؤسساتها من السيطرة على هذه المساجد عابثة بعقول الناس والشباب كما تشاء. وبينت النقاشات أن ضعف الإشراف الرسمي اوجد فراغا كبيرا استفاد منه "متطفلين على المنابر"، استغلوا ذلك الفراغ ومناخات الحرية لخطاب متطرف انحرف برسالة المسجد السامية والدين القائم على الاعتدال والوسطية باتجاه خدمة أغراض حزبية تحرض على الفتن وتكرس دعوات المناطقية والكراهية وتمس بالوحدة الوطنية فضلا عن إنتاج الارهاب. ورغم اعتراف وزارة الأوقاف والإرشاد بصعوبة السيطرة على المنابر ، إلا أنها قالت أنها أقصت عدد من الخطباء ثبت تورطهم بتجييش المنابر والمساجد لأغراض حزبية دعائية ضيقة ولخطاب متطرف مغذي للعنف والإرهاب. وطالب حمود الهتار وزير الاوقاف الدعاة والخطباء والمرشدين بالتركيز على محاربة العصبية المذهبية والمناطقية وحماية وصون الوحدة الوطنية وهي مرتكزات خطاب ديني تفرضه الشريعة الإسلامية السمحاء ، مؤكدا أن اليمن تعيش تسامح ديني . غير أن العديد من علماء الدين والمرشدين هاجموا وزير الاوقاف والارشاد ، مشيرين الى انه في المرحلة الاخيرة سيطرة عناصر متطرفة ومتشددة على المساجد ومراكز تعليم تقيمها وزير الاوقاف ، وهو ما نفاه الهتار.