أجمعت نقاشات ومكاشفات ساخنة لقرابة 500 شخص من علماء الدين والدعاة والمرشدين على غياب رؤية واضحة وممنهجة للخطاب الديني في اليمن ، مؤكدين ان ضعف الإشراف الرسمي على المساجد البالغ عددها 75 ألف مسجد منتشرة في عموم قرى ومدن الجمهورية منها 27 ألفا تقام فيها صلاة الجمعة مكن أحزاب وجماعات الإسلام السياسي وتياراتها المتطرفة عبر ما تنتجه مؤسساتها من السيطرة على هذه المساجد عابثة بعقول الناس والشباب كما تشاء. وبينت النقاشات أن ضعف الإشراف الرسمي اوجد فراغا كبيرا استفاد منه "متطفلين على المنابر"، استغلوا ذلك الفراغ ومناخات الحرية لخطاب متطرف انحرف برسالة المسجد السامية والدين القائم على الاعتدال والوسطية باتجاه خدمة أغراض حزبية تحرض على الفتن وتكرس دعوات المناطقية والكراهية وتمس بالوحدة الوطنية فضلا عن إنتاج الارهاب. ورغم اعتراف وزارة الأوقاف والإرشاد بصعوبة السيطرة على المنابر ، إلا أنها قالت أنها أقصت عدد من الخطباء ثبت تورطهم بتجييش المنابر والمساجد لأغراض حزبية دعائية ضيقة ولخطاب متطرف مغذي للعنف والإرهاب. حمود الهتار وزير الاوقاف طالب الدعاة والخطباء والمرشدين بالتركيز على محاربة العصبية المذهبية والمناطقية وحماية وصون الوحدة الوطنية وهي مرتكزات خطاب ديني تفرضه الشريعة الإسلامية السمحاء ، مؤكدا أن اليمن تعيش تسامح ديني . غير أن العديد من علماء الدين والمرشدين هاجموا وزير الاوقاف والارشاد ، مشيرين الى انه في المرحلة الاخيرة سيطرة عناصر متطرفة ومتشددة على المساجد ومراكز تعليم تقيمها وزير الاوقاف ، وهو ما نفاه الهتار. واللافت ان عديد من الخطباء والمرشدين انتقد وبشدة تخلف الخطاب الديني ، في مقابل خطاب متقدم حمله الرئيس على عبدالله صالح في كلمته التوجيهية يوم الأربعاء والذي وصفوه بالخطاب الشفاف والموضوعي والنابع من القلب ، مؤكدين اهمية ترجمة كلمة الرئيس صالح الى خطوط عمل للخطباء وموجهات للخطاب الديني للحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسبات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والحرية.