وافقت الحكومة يوم الثلاثاء على مشروع قانون المساجد ، قالت انه يهدف إلى إحياء رسالة المسجد الإيمانية والتعليمية والإرشادية والحفاظ على الأمن والطمأنينة فيها، وحسن إداراتها وعمارتها والحفاظ على تراثها الثقافي والحضاري المتعلق بها ، وتحقيق ترشيد الخطاب الديني وتعزيز دوره في خدمة الدين والوطن، فضلا عن رفع مستوى أداء القائمين على المساجد وتحسين أوضاعهم المعيشية. ومشروع القانون الذي احتوى مواد تصب في اتجاه كبح جماح شبح التطرف الذي خيم على غالبية مساجد اليمن اثر سيطرت متطرفين دينيا وسياسيا عليها في الآونة الأخيرة ، يرجح أن يلاقى معارضة قوية من قبل الأحزاب والجماعات الدينية في اليمن في إطار البرلمان وخارجه. ويتجه مشروع قانون المساجد الاول في اليمن صوب لجنة وزارية وفقا لما أقرته الحكومة في اجتماعها الدوري ، وذلك لمراجعته، ومن ثم إقرار إحالته للبرلمان لاستكمال الإجراءات الدستورية لإصدار القانون. وحددت المادة 31 من المشروع واجبات الائمة والخطباء والمرشدين وجميع العاملين في المساجد، وشددت على التزامهم بالدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم الجدال الا بالتي هي ا حسن، وآداب حرية الرأي في الشريعة الاسلامية والقوانين النافذة والنأي بالمساجد عن الصراع الحزبي والمذهبي والقبلي والمناطقي ونبذ العصبية والعمل على تأكيد مساهمتهم في ترسيخ الوحدة والثوابت الدينية والوطنية، ونبذ اسباب الفرقة والخلاف وابراز الحضارة الاسلامية ودورها في اثراء الفكر الانساني وغيرها من الواجبات . واشتملت المادة 32 من القانون على المحظورات على جميع العاملين في المساجد، ومنها الترويج لأفكار تناقض العقيدة الاسلامية ومبادئها السامية ، او تمس الثوابت الدينية والوطنية ، وكذلك استخدام المسجد للدعاية او التحريض مع او ضد حزب او جماعة او طائفة، او الاساءة او التشهير بالاشخاص والهيئات او التحريض على اعمال العنف والارهاب و العصيان المدني والخروج على الدستو والقانون وغيرها من الاعمال المخلة بوظيفة المسجد ورسالته الدينية والوطنية . وكانت أجمعت نقاشات ومكاشفات ساخنة لقرابة 500 شخص من علماء الدين والدعاة والمرشدين بنهاية العام الماضي في لقاء موسع ، على غياب رؤية واضحة وممنهجة للخطاب الديني في اليمن ، مؤكدين ان ضعف الإشراف الرسمي على المساجد البالغ عددها 75 ألف مسجد منتشرة في عموم قرى ومدن الجمهورية منها 27 ألفا تقام فيها صلاة الجمعة مكن أحزاب وجماعات الإسلام السياسي وتياراتها المتطرفة عبر ما تنتجه مؤسساتها من السيطرة على هذه المساجد عابثة بعقول الناس والشباب كما تشاء. وبينت النقاشات أن ضعف الإشراف الرسمي اوجد فراغا كبيرا استفاد منه "متطفلين على المنابر"، استغلوا ذلك الفراغ ومناخات الحرية لخطاب متطرف انحرف برسالة المسجد السامية والدين القائم على الاعتدال والوسطية باتجاه خدمة أغراض حزبية تحرض على الفتن وتكرس دعوات المناطقية والكراهية وتمس بالوحدة الوطنية فضلا عن إنتاج الارهاب.