قال المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، باراك أوباما، إن الولايات المتحدة تمر بأسوأ أزمة مالية في تاريخها منذ الكساد العظيم، واتهم الرئيس الأمريكي جورج بوش وخصمه الجمهوري جون ماكين بالتسبب بالأزمة قائلاً إنهما عملا على "تجريد القوانين واللوائح من سلطتها"، وذلك في الجولة الثانية من المناظرات بين المرشحين المتنافسين في السباق نحو البيت الأبيض. وذهب طرفا المناظرة إلى استخدام مصطلحات وتعابير عامة في الحديث عن تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، مثل "التخلص منه" و"قتله" و"يسحقه". وحول السياسة الخارجية قال ماكين إنه يعرف كيف يتعامل مع الشؤون الخارجية ويستطيع معالجتها، لكنه شكك في قدرة أوباما على ذلك، مشيراً إلى أن سجله في التعامل مع مثل هذه المسائل واضح وراسخ. وأضاف ماكين أن "التحدي" الذي يواجه الرئيس الأمريكي المقبل فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية هو "معرفة الوقت المناسب للقيام بذلك." من ناحيته شكك أوباما في حكم ماكين بخصوص غزو العراق قائلاً: "عندما كان جون ماكين يقود جوقة المؤيدين للرئيس في مهاجمة العراق، قال إنها ستكون حرباً سريعة وسهلة، وأنه سيتم الترحيب بنا بوصفنا محررين، وهو حكم خاطئ بالتأكيد." وتعهد أوباما بالانتصار على تنظيم القاعدة والتخلص من زعيمه أسامة بن لادن قائلاً: "سوف نقتل أسامة بن لادن ونسحق القاعدة." ورد ماكين بالقوة نفسها، وباستخدام كلمات مشابهة لكلمات أوباما. وقال ماكين: "سوف أقبض عليه.. إنني أعرف كيف أقبض عليه.. لكنني لن أوجه له رسالة محملة باللكمات كما فعل أوباما." واتفق أباما وماكين على أنه كانت هناك ظروف وجب على الولايات المتحدة فيها اللجوء إلى القوة لمنع حدوث أزمات إنسانية، حتى عندما لم تكن تتعرض لأي تهديد. وحول الأزمة المالية والاقتصادية التي تسبب بها الحزبان، قال أوباما "في حين أننا متفقون على أن لا أحد بريء من هذا الأمر بالمرة، فإن السنوات الثمانية الماضية شهدت زيادة كبيرة جداً في الإنفاق والدين القومي هي الأكبر في تاريخ بلادنا." واعتبر أوباما أن الأزمة التي تواجه الولايات المتحدة حالياً هي الأسوأ منذ الكساد العظيم، وحمل الرئيس الأمريكي جورج بوش، ومنافسه في الانتخابات الرئاسية جون ماكين المسؤولية عن تفاقم تلك الأزمة. وكان ماكين قد اقترح على الحكومة الأمريكية شراء قروض الإسكان المعدومة من أجل دفع سوق العقارات إلى الاستقرار، معترفاً بأن الخطة ستكون مكلفة للغاية، لكنه اعتبر ذلك أمراً ضرورياً. وجاءت هذه المناظرة بين مرشحي الرئاسة الأمريكية بعد أيام عدة من الهجمات والهجمات المضادة من وعلى معسكري الطرفين، كما أنها تسبق الموعد النهائي للاقتراع بأربعة أسابيع فقط. ومن الواضح أن المعركة بينهما ستكون حامية الوطيس، حيث "سخّن" لها الطرفان بهجمات تناولت الأوضاع الاقتصادية والسياسية ولامست أيضا الجوانب الشخصية. وكانت حاكمة ألاسكا سارة بالين، التي تخوض الانتخابات مرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة السيناتور الجمهوري جون ماكين، أوّل من أطلق الشرارة باتهامها أوباما "بملاطفة الإرهابيين الذين سيهاجمهم في عقر دولهم. لكنّ معسكر أوباما ردّ بإعلان دعائي استند إلى مقالات تصف ماكين "بغريب الأطوار." والاثنين، بثّ معسكر أوباما شريطاً وثائقياً على الانترنت ينتقد ماكين لدوره في فضيحة "كيتينغ فايف" في عقد الثمانينيات من القرن الماضي.