تصدرت العناوين الرئيسية والصفحات الداخلية للصحف الأمريكية الصادرة في يوم الانتخابات التقارير والتحليلات عن وصول السباق إلى خط النهاية. فصحيفة الواشنطن بوست تابعت الجولات الانتخابية الأخيرة للمرشحين باراك أوباما وجون ماكين حيث قالت إن جولة ماكين أمس بين سبع ولايات كانت رهانا على تعويض تأخره في استطلاعات الرأي وتحقيق الفوز. ويقول التقرير الذي أعده مايكل ديشاير وجولييت إلبيرن إن ماكين منذ البداية خاض حملة انتخابية في ظروف سياسية معاكسة أهمها القلق الذي يعتري البلاد من الحرب في العراق وأفغانستان والإحباط الناجم عن الأزمة الاقتصادية ورغبة الناخبين في التغيير بعد ثمان سنوات قضاها جورج بوش في البيت الأبيض. وأضافت واشنطن بوست أن ماكين وجد نفسه أيضا في وجه تغير تاريخي وهو إمكانية أن يتولى أول أمريكي أسود رئاسة الولايات المتحدة. وبالنسية لأوباما تقول الصحيفة إنه وصل إلى يوم الحسم بعد نحو عامين من النجاحات والإخفاقات وعدد لايحصى من التحركات الذكية والفرص الضائعة. وتؤكد واشنطن بوست أن أوباما في سعيه لصنع تاريخ خاض حملة نالت اهتماما غير مسبوق في تاريخ البلاد وأنه مازال يتمتع بتفوق على ماكين الذي حمل على كاهله عبء تدهور شعبية الرئيس جورج بوش. الحملات الانتخابية وإلى نيويورك تايمز التي تصدرت عناوينها الرئيسية تقارير وصور المرحلة الأخيرة من السباق الانتخابي وقالت الصحيفة إن انتخابات 2008 غيرت أسلوب الحملات الانتخابية التي اعتادتها الولايات المتحدة. وأضافت نيويورك تايمز أن الانتخابات أعادت صياغة أساليب الوصول إلى الناخبين وجمع التبرعات وتنظيم المتطوعين واستخدام تكنولوجيا الإعلام وصياغة المواقف السياسية وأساليب الهجوم. وأوضحت الصحيفة أن الانتخابات غيرت أفكارا كانت سائدة عن الولايات الحاسمة فقد أصبح بمقدور الديمقراطيين التنافس على ولايات تعد عادة من معاقل الجمهوريين. وقالت نيويورك تايمز أيضا أن حجم وطبيعة الناخبين تغيرت نتيجة نجاح الحزب الديمقراطي في تسجيل أعداد كبيرة من الناخبين السود وذوي الأصول اللاتينية والشباب. أما الأساليب غير التقليدية للوصول إلى الناخبين فشملت الإنترنت سواء من خلال المدونات أو موقع يوتيوب إضافة إلى الهاتف المحمول وكل ذلك أثبت فعاليته إلى جانب الأساليب التقليدية وهي الصحف والتلفزيون. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما نجح كثيرا في استخدام الوسائل غير التقليدية مثل الإنترنت الذي أتاح له قانونيا جمع تبرعات هائلة حققت لحملته تفوقا من ناحية التمويل. وبصرف النظر عن النتيجة فقد أصبح بمقدور الحزب الديمقراطي من خلال الوسائل غير التقليدية مثل الإنترنت عرض أفكاره على عدد أكبر من الناخبن خاصة في ولايات تعد من معاقل الجمهوريين. ونقلت الصحيفة عن مارك ماكينون أحد أبرز مستشاري حملة بوش عامي2000 و2004 إن الخبراء يحتاجون سنوات لدراسة التحول الذي أحدثته انتخابات 2008. القرار بيد الناخبين "القرار الآن بأيدي الناخبين" كان هذا هو العنوان الرئيسي لصحيفة يو إس إيه توداي التي تقول إن الأمركيين سيصنعون اليوم تاريخا سواء بانتخاب أول رئيس أسود أو انتخاب أكبر مرشح لفترة رئاسية أولى مع امرأة لمنصب نائب الرئيس. وترى الصحيفة أن حملة أوباما حققت أداء جيدا في الولايات التي كثفت فيها أنشطتها رغم أنها لم تصوت لأي مرشح ديمقراطي منذ عقود. وأضافت يو إس إيه توداي أن دراما ليلة الانتخابات ستكشف تحولات كبيرة في خريطة الولايات باالانتخابات. وفي متابعاتها لحملات المرشحين قالت الصيحفة إن ماكين خاض مارثونا طويلا ضد التيار الذي يظهر تأخره في استطلاعات الرأي. أما أوباما فكان حتى اللحطات الأخيرة يحث مؤيديه على عدم التأكد من الفوز بالانتخابات. وترى الصحيفة أنه رغم استطلاعات الرأي تبقى النتيجة معلقة بطبيعة المعركة في الولايات الحاسمة ومدى قدرة المرشح على حصد ال270 صوتا اللازمة لدخول البيت الأبيض.