للحذاء دور في التاريخ.. وفي الحرب أيضاً.. وفي الخلاف بين البشر.. وبين الدول أيضاً.. كانت حادثة استخدام الحذاء من قبل الزعيم السوفييتي الراحل نيكيتا خروتشوف -في مقر منظمة الأمم المتحدة- واقعة متميزة في التاريخ. وقد دخل حذاء خروتشوف التاريخ منذ تلك اللحظة بصورة لم يسبق لها مثيل؛ إلاَّ -بصورة مغايرة- في حالة حذاء سندريللا. وقد أجّج حذاء خروتشوف المشاعر لدى العديد من الشعوب المقهورة آنذاك. فراح عدد من مواطني البلاد الواقعة تحت نير الاستعمار يستخدمون الأحذية ضد جنود الاحتلال عندما عجزوا عن امتلاك الأسلحة الأخرى. وتحكي ذاكرة عدن أثناء الاحتلال البريطاني عن استخدام عدد من طلبة وطالبات المدارس -بل وبعض الفئات الشعبية الأخرى- الأحذية ضد الجنود الانكليز في عدد من المظاهرات التي شهدتها عدن وقتذاك، فكان الحذاء خير تعبير عن المقاومة الممكنة للاحتلال لدى شرائح من المواطنين لم يمتلكوا يومها المسدس أو القنبلة! بعض زملائي الصحفيين -في الزمن واليمن المعاصرين- استخدموا الأحذية كسلاح ولكن... ضد بعضهم!! عند ناصفة ليل الأحد الماضي تحوَّل صحفي عراقي مغمور إلى بطل قومي من الطراز الأول بعد أن رمى زوجاً من الأحذية في وجه رئيس أقوى دولة في العالم، في عملية أقل ما توصف به أنها استشهادية حقاً في تعبير بالغ السفور والسطوع والدلالة على الموقف الحقيقي للشعب العراقي تجاه الاحتلال الأميركي وجرائمه الغاشمة التي أودت بحياة أكثر من مليون ومائتي ألف عراقي مسلم ومسيحي. وإذا كان الحذاء لم يُصِبْ جورج بوش بصورة مباشرة، فإنه قد أصاب ما هو أهم من بوش: العلم الأميركي!! لقد رجم حُجَّاج بيت الله الحرام الشيطان الأصغر -مؤخراً- بالحجارة. ولكن العراقيين رجموا الشيطان الأكبر، بالجِزَم!! [email protected] *رئيس تحرير صحيفة الوحدة المصدر : السياسية