مقالات
حسن عبدالوارث
هذي اعترافات يُمكن نشرها من دون حرج ولا خدش، لا للذات ولا للآخر، برغم حصارنا بكثير من التعقيدات التي تكتظ بها القواميس والنواميس معاً:
لم أعُد أكتب الشعر. ولا عادت تهمُّني الفلسفة، ولا تجذبني السياسة، ولا تهُزُّ خيالي الرواياتُ (...)
نجمٌ آخر في فلك سبتمبر وأكتوبر يترجَّل. وعلمٌ آخر من الأعلام، التي تأسست على مداميكها خيمة الوطن، يُحفظ في ذاكرة التاريخ. وهو اسمٌ جدير بذلك، ورقمٌ يستحقه تماماً.
للأستاذ سعيد أحمد إسماعيل علي الجوفي الأغبري الجناحي رصيد نفيس جداً في غير مجال من (...)
سعت الحركة الصهيونية، منذ نشأتها أواخر القرن 19، إلى إيجاد "وطن" قومي لليهود، بتواطؤ ودعم من قِبل الأوساط السياسية والاستخبارية البريطانية وغيرها
ومنذها، كانت البدائل تتعدد والخيارات تتغيّر بين حينٍ وآخر، إلى أن استقر الأمر على فلسطين. وقد كان ما (...)
كان الشعار القديم: محو الأمية.. صار اليوم: نحو الأمية!
لا نهضة حقيقية لأُمَّة أو دولة أو مجتمع من دون تعليم حقيقي. حقيقي لا مغشوش، ولا مخدوع!
فالجهل لا يصنع مجداً.. والأمية لا تبني تنمية.. ومزارع التفقيس والتدجين المُسمَّاة زوراً: مدارس وجامعات (...)
يموت الكثيرون كل يوم، غير أن قليلين هم الذين يؤثر موتهم لدى كثيرين - وليس أقاربهم فقط - ويغرس رحيلهم شتلات حزن وأسى، لا تذبل ولا تُنسى.
هؤلاء الأشخاص أيضاً يحفرون في القلوب آبار فرح وبهجة وسلام، تتدفق منها شلالات حب وطمأنينة ووئام على مدار (...)
===========
صُعقتُ، يوم أمس، بنبأ رحيل صديق حميم كان من القلة القليلة التي جمعتني بها وشائج صداقة حقَّة، منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
في ناصفة أول شهور هذي السنة داهمت جلطةٌ دماغَ محمد عبدالرحمن أحمد (ميفع عبدالرحمن)، وهو أحد رموز المشهد الأدبي (...)
قصعة القذافي !
=========
في صيف العام 1994م تلقَّيتُ دعوة من جهة سيادية ليبية لزيارة " الجماهيرية " وحضور الاحتفالات التي تُقام هناك سنوياً لاحياء ذكرى ثورة الفاتح من سبتمبر والمشاركة في فعاليات ما كان يُسمى يومها المؤتمر القومي العربي - أو شيء من (...)
==========
السبت :
--------
لا أدري ما هو السرّ وراء استشراء داء الشيزوفرينيا في أوساط المثقفين ؟
لي عديد من الأصدقاء والزملاء المثقفين كانوا يتحلُّون بصفات حميدة وأخلاق مجيدة ومواقف سديدة تجاه الرثّ والغثّ من الأقوال والأفعال والظواهر والمظاهر (...)
==================
قُلْ : الحوثيون ، أو قُلْ : أنصار الله ، أو ما شئت فَقُلْ . المهم أنك تتحدث عن جهة معلومة وهوية محددة ، لا لبس فيها من حيث الاسم والفعل والانتماء . ولا يهمك اذا طالبك أحدهم بالكفّ عن منطوق " الحوثيين " وتستبدله بالنعت الرسمي " (...)
أنتقلتُ مؤخراً الى منزل جديد آخر في صنعاء ، اضطراراً . صارت ايجارات المنازل في العاصمة - بعد الحرب وتداعياتها ونزوح الملايين اليها - ضرباً من الجنون الهيستيري المطلق . وعرفتُ أن مدينة عدن أصابها الوباء نفسه بعد أن صارت " عاصمة مؤقتة " محتشدة بالانس (...)
=============
في أحد نهارات عدن الدافئة ، في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي ، جاء أحدهم الى متحف عبدالفتاح اسماعيل المُقام في بيته القديم الذي قُصف صبيحة ومساء 13 يناير 1986م والأيام التالية ،على تلك الرابية المُطلّة على حيّ التواهي بمدينة (...)
ستسمع كثيرين يخبرونك أن الحياة أيام زمان كانت آخر روقان . والحق أن هذه الحالة طالت حتى السياسة - وأقصد السياسة الدولية بالذات - والكتابة فيها والقراءة عنها والحديث حولها ، أكان ذلك بالنسبة للصحافيين أو حتى للعامة .
كانت الكتابة في السياسة الدولية هي (...)
كلما أجرى أحدهم معي مقابلة حوارية مباشرة ، أقع في حيص بيص ( والعبارة من مُقتنيات متحف الضاد ) . وحتى هذه اللحظة ، أجدني أخبط خبط عشواء كالأبله قُبالة الصحافي أو المذيع أو المُحاوِر ، فاذا بي أتلعثم بين العبارات وأتبكّم بين الاجابات ، ولا تنتهي (...)
============
يبدو أن اليمنيين عجزوا عن الخروج من نفق الحرب في المستقبل المنظور على الأقل . فاذا كانوا قد قرَّروا اشعال فتيلها وتوسيع نطاقها في البدء ، فأن قرار استمرارها أو انهائها لم يعد في أيديهم على الاطلاق . فلا الطرف " الانقلابي " ولا الطرف " (...)
========
عرفتُ مناضلين حقيقيين وأقمار تنوير ورموز تثوير من طراز وحجم يوسف الشحاري وعمر الجاوي عن كثب ، فأدركتُ لماذا عاشوا وماتوا صُفْر الجيوب وخُضْر القلوب وبِيْض الدروب .
تعلَّمتُ من يوسف وعمر دروساً كثيرة ، كبيرة وخطيرة . وتعلَّمتُ من آخرين من (...)
===========
يمتاز المثقف عن السياسي في مضمار التعاطي مع القضايا العامة ( القضايا المتصلة بالدولة والمجتمع ) أن السياسي قد يُغلِّب حالةً من الديماغوجيا أو البراجماتيا في اتخاذ هذا الموقف أو ابداء ذلك الرأي تجاه هذه القضية أو تلك المسألة ، أما (...)
كثيرون هم الأدباء الذين تتم الكتابة عنهم ( أي عن أعمالهم ) من دون أن يعرف من يكتب عنهم شخصياتهم الحقيقية وتفاصيل هذه الشخصيات . حتى أنهم أحياناً لا يدرون ما جنس هذا الأديب . مرةً كتب أحدهم عن الشاعر والكاتب السوري المهاجر نوري الجرَّاح باعتباره أنثى (...)
==========
كثيرون هم الأدباء الذين تتم الكتابة عنهم ( أي عن أعمالهم ) من دون أن يعرف من يكتب عنهم شخصياتهم الحقيقية وتفاصيل هذه الشخصيات . حتى أنهم أحياناً لا يدرون ما جنس هذا الأديب . مرةً كتب أحدهم عن الشاعر والكاتب السوري المهاجر نوري الجرَّاح (...)
============
يعيش اليمني حياته كلها في خضم سلسلة مزدحمة وحلقات مترابطة من المآسي والويلات . ينام على مجاعة ويصحو على أوبئة . يغفو على مجزرة وينهض على مذبحة . يتخللها خوف دائم من أمورٍ شتى : مظالم الحاكم وغلاء الأسعار وبينهما مستقبل مُدلهم ، وكأنَّ (...)
يعيش اليمني حياته كلها في خضم سلسلة مزدحمة وحلقات مترابطة من المآسي والويلات . ينام على مجاعة ويصحو على أوبئة . يغفو على مجزرة وينهض على مذبحة . يتخللها خوف دائم من أمورٍ شتى : مظالم الحاكم وغلاء الأسعار وبينهما مستقبل مُدلهم ، وكأنَّ حياته كرة نار (...)
( 1 )
ليست ثمة أبعاد في تلك اللوحة البارزة في وجه الجدار المُبلَّل بدموع أُمٍّ جاء العيد وولدها الوحيد والقتيل يبحث عن قبر ولو في مكان قفر .
هناك – ربما – بُعْدٌ واحد فقط : الوضاعة في أنْتَن تجلياتها ، أو البشاعة في أمْقَت تحولاتها . فحين يغدو الوطن (...)
( 1 )
ليست ثمة أبعاد في تلك اللوحة البارزة في وجه الجدار المُبلَّل بدموع أُمٍّ جاء العيد وولدها الوحيد والقتيل يبحث عن قبر ولو في مكان قفر .
هناك - ربما - بُعْدٌ واحد فقط : الوضاعة في أنْتَن تجلياتها ، أو البشاعة في أمْقَت تحولاتها . فحين يغدو (...)
بالطبع أدري ، ولكنني أستهبل !
فالصحافي هو أكثر الناس قدرةً على استجلاب - بل واستحلاب - المعلومات بطرائق خاصة ومتميزة ، من دون اثارة أية شكوك ، باعتبار أن ذلك من صميم مهنته . ولأن المخابرات تعتمد كثيراً على المعلومات ، والصحافي خير من يمكنه أن (...)
ماذا أكتب؟ … عَمَّ أكتب؟ … وكيف أبدأ الكتابة؟
أعجز عن الكتابة.. أعجز عن الامساك بالفكرة، بل عن الامساك بالقلم!
يحدث أحياناً أن تنشلَّ قدرة المرء على التعبير.. أن يعجز عن التسطير.. أن يَحُول شيء بينه وتحبير الورقة.. ثم لا يدري ما السبب!
يحدث ذلك (...)