زكى المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) بأغلبية أعضاءه عبد الرحمن على الجفري لرئاسة حزب الرابطة . وقالت مصادر في المؤتمر إن عبد الرحمن علي الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) حضي على تزكية (551) مندوبا ومندوبة، منهن (117 ) مندوبة، يمثلون قوام المؤتمر العام التاسع الذي انعقد الأربعاء الماضي بمدينة عدن والذي يعد المؤتمر الأول الذي تحتضنه عدن منذ نفي المستعمر البريطاني لمؤسسي الحزب في عام 1956م، وبذلك يتقلد الجفري رئاسة حزب الرابطة خلال الخمس السنوات المقبلة. وفيما تتواصل أعمال المؤتمر العام التاسع لحزب رابطة أبناء اليمن (رأي) ، حتى السبت القادم، والتي من المنتظر أن يقف فيها المشاركون أمام عدد من الوثائق والتقارير الخاصة بأداء مختلف تكوينات الحزب، والوقوف أمام مشروع التعديلات على النظام الداخلي، وانتخاب رئيس الحزب والهيئة المركزية الجديدة، وتحديد الموقف من الانتخابات البرلمانية القادم، تحدثت قيادة الحزب في جلسة افتتاح المؤتمر عن تاريخ الرابطة خلال الفترة الماضية ومساهمته الفعالة في الحياة السياسية، حيث أكد أمينه العام (محسن محمد أبوبكر بن فريد ) على قدم السبق لحزبه في تحديد أهداف وطنية وسياسية واضحة في منتصف القرن الماضي, تمثلت في التحرر من الاستعمار البريطاني, ووحدة 23 مستعمرة وسلطنة ومشيخة وإمارة في كيان سياسي واحد على طريق وحدة الجنوب العربي الكبير (اليمن الطبيعية)، إضافة إلى " إذكاءه المشاعر الوطنية, وفي النضال السلمي والعسكري, من خلال دعم معظم جبهات المقاومة المسلحة في مختلف مناطق الجنوب، كما كان حزب الرابطة هو أول من أدخل قضية بلادنا إلى الأمم المتحدة في عام 1959 كقضية تحرر من الاستعمار ووحدة أراضيه المبعثرة إلى 23 كياناً"، واصفا الحزب منذ تكوينه" بالاعتدال, والوسطية, والواقعية, والولاء أولاً وأخيراً للوطن أرضاً وإنساناً في فترة ساد فيها التطرف والقفز على الواقع, ودفع حزبنا ثمن مواقفه الوطنية العقلانية". وعن تأثير حزبه في الحياة السياسية أكد بن فريد أن " حزب الرابطة لايزال صامداً, صابراً, ثابتاً, رقماً مؤثراً في الحياة السياسية اليمنية, بعد مرور 58 عاماً منذ تأسيسه" ، مذكرا بمشروع الإصلاحات الشاملة التي أعلنها حزب رأي في 7 نوفمبر 2005م, ورؤيته حول السياسات الداخلية والخارجية المعلنة في 17 يناير 2008م, مؤكداً في هذا الصدد بأن المشاريع والرؤى لا معنى لها ما لم تجد طريقها إلى التنفيذ. أما رئيس الحزب (عبد الرحمن الجفري) فضمن في كلمته الخاصة بافتتاح أعمال المؤتمر حديث عن المرأة وموقف حزبها ومنها، وآخر عن الحوار الوطني وثالث عن مشكلة صعده، وقبلها كان لهوقفة مع الماضي، حيث ذكر المؤتمريين بأن الرابطة " أول الأحزاب في المنطقة" و" أول من رفع راية النضال للاستقلال" و" وأول من نادى بوحدة الجنوب العربي المجزأ والمستعمر"و" وأول من نادى بوحدة الجنوب العربي الكبير –اليمن الطبيعية– وكان لهم السبق في المساهمة في تأسيس الحركة الوطنية اليمنية في سبتمبر 1940م هم والشهيد الزبيري والأستاذ أحمد النعمان والمسمري وغيرهم". بعدها راح الرئيس الجفري يتحدث عن موقف الحزب الرابطة عن المرأة ودورها، مشيرا في هذا الاتجاه إلى موقف وصفه ب" المستنير" من دور المرأة الهام في البناء المجتمعي والسياسي والاقتصادي للوطن، منوها إلى إفساح حزبه المجال للمرأة لتحتل 20% كحد أدنى من قوام الأطر القيادية لحزبنا لتشارك في صنع القرار، داعيا الدولة إلى أن تبادر الدولة إلى تحقيق حد أدني 20% لنصيب المرأة في الوظيفة العامة وكذلك في المقاعد النيابية والمحلية المنتخبة والذي يمكن تحقيقه بيسر إن اعتمدنا نظام الانتخابات بالقائمة النسبية. وفيما يخص موقف حزب الرابطة من الانتخابات النيابية القادمة، فأكد أنهم " مع انتخابات حرة ونزيهة"، مناشدا جميع القوى في الساحة إلى أن تتجه إلى حوار وطني إيجابي بعيداً عن المماحكات والإثارة لتجنيب بلادنا خطر الإنقسامات، مؤكدا أن في " استمرار احتكار الوطن واقتصار تحديد حاضره ومستقبله على جهات بعينها من المنظومة السياسية واعتماد معايير مخرجات انتخابات سابقة تمت في ظروف مختلفة وإقصاء قطاعات هامة وفاعلة لن يقود إلا إلى مزيد من التمزق. وقال : إن قياس حاضر ومستقبل الوطن على معايير تلك المخرجات التي تمت إعادة إنتاجها على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمن ما هو إلا جمود وتجميد لحركة الحياة والزمن وما يفترض أن يكون تطوراً ديمقراطياً ، فلقد تمت في ظروف وأجواء مختلفة ،وطبقاً لنفس الشروط والآليات التي يطالب الجميع اليوم بتغييرها، إن استمرار قياس معايير حاضر ومستقبل الوطن على تلك المخرجات وطبقاً لنفس تلك الشروط والآليات التي ولّدتها هو طريق خطِر لا يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج كل السلبيات والاختلالات التي يسعى الجميع إلى إزالتها. ووصف الجفري التوجه إلى حل مشكلة صعدة بإنهاء القتال والاتجاه إلى الأعمار والاستيعاب لتداعياتها وآثارها ب"القراراً الشجاعا والصائب"، مؤكدا بالمثل أن "ا لجنوب يستحق ويحتاج قرارات وطنية شجاعة من القيادة السياسية للدولة لمعالجة ما جرى ويجري فيه، من منطلق الحرص على درء كل عوامل ودوافع الشعور بالغبن، باعتماد مفهوم المواطنة السوية". وكان رئيس حزب الرابطة قد وجه رسالة رسمية إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا (القاضي عصام السماوي) يطلب فيها انتداب من يراه من القضاة للإشراف على انتخابات المؤتمر العام التاسع للحزب.
