فيما أبدى مراقبون تخوفهم من الاتكاء على ورقة الدين في مواجهة دعوات الانفصال وبالذات حين لم يعلن حزب الإصلاح موقفا واضحا تجاه مسألة الوحدة ، بدأت اليوم بصنعاء أعمال الملتقى السلفي العام في اليمن وبمشاركة 20 فصيلا سلفيا لمناقشة الأحداث التي تمر بها اليمن بهدف الخروج برؤية موحدة حولها. وأكد عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح المعارض رئيس جامعة الإيمان الشيخ عبد المجيد الزنداني عدم استطاعة الحكومة منفردة أن تحل المشاكل القائمة في البلاد، ومثلها أحزاب المعارضة والحراك وأطراف الصراع في صعده والعلماء وزعماء القبائل، مؤكد أن الحل للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها اليمن يكمن في مؤتمر وطني عام يحضره ممثلون عن كافة شرائح وفئات المجتمع ومن مختلف مناطق اليمن. الشيخ الزنداني وفي كلمة له مع بدء أعمال الملتقى السلفي العام الذي اليوم بالعاصمة صنعاء وبمشاركة 20 فصيلا سلفيا باليمن شدد على ضرورة وجود ضوابط وضمانات للإلتزام بنتائج المؤتمر الوطني ابتداء برئيس الجمهورية والمعارضة وأطراف الأزمة وعلى ضرورة احترام الدستور والقانون ورفع المظالم وإعادة الحقوق لأصحابها. ودعا الحكومة إلى تسهيل عملية التعبير للناس عن آراءهم ، مشيرا إلى أن رفع المظالم ورعاية الحقوق واحترام الدستور والقانون وتحكيم شريعة الله ومراعاة أحوال الناس ستكون سبيلا ناجعا لإيجاد الحلول العملية لما تعيشه البلاد من أزمات ومشاكل. وشدد الزنداني في الملتقى السلفي على ضرورة الوضوح في المخارج والحلول التي يتوصل إليها المجتمعون، مؤكدا أن اليمن تستحق مثل هذا الإجتماع وأكثر ، مجددا التحذير من مخطط يستهدف وحدة اليمن، قال إنه يهدف للتحكم بمنابع النفط والممرات المائية ، معبرا عن تخوفه من الحشود العسكرية الدولية في المياه الإقليمية المحاذية لليمن، متسائلا على طريقة التعجب عما إذا كانت القرصنة تستحق هذا العدد الكبير من الأساطيل. ويرى أن التواجد العسكري له أهداف سماها ب"فوق القرصنة"، وهو " التدخل السافر في شؤون المنطقة"، معبرا عن ظنه بأن اليمن ليس بعيد عن المؤامرة. وكان ملتقى السلفيين في اليمن ، قد عبر من خلال كلمات منظميه عن وقوفهم ضد الدعوات الإنفصالية ومع لحمة اليمن الموحد والشعب الموحد، وقبل ذلك اصطفافهم العقدي والإسلامي، داعين جميع اليمنيين ألا يتأثروا بدعاة الفتنة والإنفصال. وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة اليمانية الخيرية الشيخ عبد العزيز الدبعي في كلمته الإفتتاحية لأعمال الملتقى السلفي " لقد جاء هؤلاء من حضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع ويافع وتعو والحديدة وصعده مؤكدين اصطفافهم العقدي والإسلامي وليؤكدوا من منظور شرعي واقعي ووطني أنه لا مناطقية ولا طائفية ولا شللية، ولكنها أخوة إسلامية إيمانية"، واصفا الدعوات الإنفصالية والمناطقية بأنها " دعوات جاهلية منتنة حرمها الإسلام ودعانا إلى محاربتها ومحوها". وأضاف:" لقد جئتم لتقولوا كلمتكم باستقلالية وحرية وعدل وإنصاف غير متأثرين بالأراجيف ودون إملاء أو إيعاز من أحد أوجهة". واعتبر الدبعي الملتقى السلفي العام " نقطة تحول في الدعوة السلفية في اليمن لتعلن للأمة اليمنية موقفها ورؤيتها دون محاباة"، وهو يعني الملتقى " دعوة صادقة لكل اليمنيين في أن ينضووا تحت راية القرآن والسنة وينبذوا خلافاتهم وليخرجوا من مآزقهم"، موجبا عليهم أن يكونوا كالجسد الواحد وألا يتأثروا بدعاة الفتنة والإنفصال وإزالة كل ما يسيء إلى الوحدة من ممارسات ومنغصات وفساد وتمهيد الطريق للأجيال القادمة ليعيشوا في يمن موحد آمن مستقل.