دفعت حادثة وفاة المقتل اليمني بغوانتانامو محمد صالح الحنشي, الذي تدعي السلطات الأميركية أنه انتحر في زنزانته، إلى سجال جديد بين الحكومة ومنظمات حقوقية حول مصير المعتقلين اليمنيين بقاعدة غوانتانامو. ففيما اعتبرت منظمة هود لحقوق الانسان في صنعاء على لسان مديرها التنفيذي المحامي خالد الآنسي أن الحكومة اليمنية شريكة في جريمة قتل المعتقل اليمني الحنشي, متهمة الحكومة برفض استلام معتقليها, مشترطة على أميركا الحصول على 100 مليون دولار مقابل إنشاء مركز لإعادة تأهيلهم, نفى مصدر حكومي تلك المزاعم ، مجدد تأكيده على أن الحكومة اليمنية لم يسبق لها طلب مبالغ مالية من السلطات الأمريكية مقابل استلام المعتقلين في غوانتانامو , موضحا أنه سبق للحكومة ان طالبت السلطات الأمريكية بتسليمهم أكثر من مرة وأنها مصرة على تسليمهم وعودتهم إلى بلادهم لإعادة تأهيلهم. واستغرب المصدر الحكومي إعادة ترديد هذه المزاعم الكاذبة التي سبق للحكومة اليمنية أن نفتها وجددت مطالبتها سواء عبر سفارة اليمن في واشنطن أو من خلال اللقاءات مع المسئولين الأمريكيين بتسليم المعتقلين اليمنيين .معتبرا مزاعم المحامي خالد الآنسي بهذا الشأن لا أساس لها من الصحة , مطالبا الآنسي بتنشيط ذاكرته والعودة إلى ما نشر من قبل في مختلف الصحف والمواقع الاليكترونية حول هذا الموضوع حيث كان الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية نفي في ابريل الماضي تقارير إعلامية زعمت أن اليمن اشترط على الولايات المتحدة الأمريكية تسليمه مبلغ 100 مليون دولار لاستقبال المعتقلين اليمنيين في معتقل غوانتانامو. *الحنشي ..قتل ام انتحر؟؟ وكان المدير التنفيذي لمنظمة هود المحامي خالد الآنسي قد شكك ضمن اتهاماته للسلطات اليمنية برفض استلام معتقليها, شكك في فرضية السلطات الأمريكية بانتحار المعتقل اليمني الحنشي (الذي تسلمت اليمن جثته يوم الجمعة الماضي ودفن امس الاول في عدن). واكد ان فرضية انتحار الحنشي في زنزانته هي قضية مثار دعوى لأنها محل شك, موضحا أن "هناك شكوك في روايات الانتحار لأن السلطات الأميركية لم تقم حتى الآن بالتحقيق في قضية المعتقل اليمني السابق صلاح السلمي, التي ادعت أنه انتحر أيضا داخل المعتقل". واعتبر الانسي أن السلطات الأميركية مسؤولة عن المعتقلين في كل الأحوال, لأن من ضمن مسؤوليتها الحفاظ على أمن وحياة وسلامة السجناء, قائلا "إما أنها قتلتهم أو دفعتهم للانتحار", وتساءل عن كيفية إقدام السجناء على الانتحار في ظل وجود رقابة مشددة من قبل سلطات المعتقل إضافة إلى عدم وجود الأدوات والظروف التي تمكنهم من الانتحار. وقال: أن أميركا تعتبر هؤلاء المعتقلين مسلمين متشددين ومتطرفين, والمعروف أن المسلمين لا يقدمون على الانتحار باعتباره محرما في الإسلام, فما بالك بهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم أشد الناس تمسكا به, مستدرك بالقول " لكن يبدو أن أميركا بدأت تستنسخ التجربة العربية في ادعاءات انتحار السجناء." وحتى اللحظة لم يصدر أي تصريح رسمي يمني بشأن نتائج متابعة التحقيق حول وفاة الحنشي ، بعد ان كانت الخارجية اليمنية كلفت السفارة بواشنطن للقيام بهذه المهمة. وكان المتحدث الرسمي للبنتاجون القائد البحري جفري جوردن أفاد انه تم تسليم اليمن جثمان الشاب اليمني محمد أحمد عبدالله صالح الحنشي البالغ من العمر31 عاماً ، بعد أن تم تشريح جثته على يدي أخصائيين بعلم الأمراض والذي خلص على أنه أنهى حياته بعملية انتحار. ووجد الجنود والطاقم الطبي الحنشي ملقى داخل زنزانته لا يتنفس ولا يستجيب ليلة يوم الاثنين الماضي ولم يستطيعوا إنعاشه, ولكنهم رفضوا التحدث عن ما جعلهم يؤمنون بأن وفاته كانت نتيجة عملية انتحار ولم يقوموا بنشر أي تفاصيل حول وفاته. ولم يعرف بعد عما إذا سبق للحنشي وأن قام محاولات انتحار من قبل أم لا, ولكنه شارك في الإضراب عن الطعام من قبل وتم أطعامه جبرياً. ويعد انتحار الحنشي المزعوم أول حادث انتحار في عهد أوباما, وهو الخامس الذي تم الإبلاغ عنه من خليج جوانتانامو منذ أن تم افتتاحه في يناير 2002م ليُحشد بداخله رجال من أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م على الولايات المتحدة. وكان الحنشي أحد المعتقلين القساة الثمانية من بين ال 240 الباقون على خليج جوانتانامو الذين لم يلتقوا البتة بمحام, وفقاً لما أفاده المحامي شايانا كاديدال لدى مركز الحقوق الدستورية التي يقع مقرها في مدينة نيويورك. وأعيدت العديد من الرسائل التي تعرض على الحنشي المساعدة القانونية والتي قوبلت بالرفض. ولكن كاديدال قال بأن فريق من المحامين الذين يعملون طوعاً التقوا بأسرة صالح في اليمن على الرغم من أن رفيقة في السجن أبلغ بأنه يحذر من فكرة التقائه بمحامين. ووفقاً لما ذكرته محاضر جلسات الاستماع ب جوانتانامو بأن الحنشي سافر إلى أفغانستان في أوائل عام 2001م وأعترف بأنة قاتل مع حركة طالبان ضد تحالف الشمال. كما زعم بأنة عاش في أربعة منازل مختلفة للاستضافة التابعة لتنظيم القاعدة وحركة طالبان قبل أن يلقى القبض عليه في مزار الشريف. والقي القبض على صالح من دون توجيه أي تهمة ضده منذ شهر فبراير للعام 2002م أنظم إلى الإضراب عن الطعام لفترة طويلة حيث أنقص من وزنة من جراء ذلك ما يقارب 86 رطل أي (39 كيلو) في عام 2005م, وقال محامي لمعتقل آخر بأن الحنشي كان في غرفة للأمراض النفسية في وقت وفاته, وقال جوس رويز المتحدث الرسمي لجنوب القيادة الأمريكية بأنه لن يتم نشر أي تفاصيل حول موته إلا بعد أن تكمل مصلحة التحقيق الجنائي للقاعدة البحرية تحقيقاتها.