واصلت المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الارهاب وأمن الدولة في اليمن اليوم السبت محاكمة مجموعات من عناصر جماعة الحوثي التي كانت فتحت جبهة للقتال في منطقة بني حشيش التي تبعد نحو 30 كيلو متر عن العاصمة صنعاء واستمعت لاعترافات منها تنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال كبار القيادات العسكرية والأمنية فيما كانت أوزار "الحرب الخامسة" تشتد في جبهات القتال بمناطق محافظة صعدة بين جماعة التمرد الحوثي وقوات الجيش والأمن خلال عام 2008. وعرض الإدعاء أمام المحكمة في جلسة اليوم برئاسة القاضي محسن علوان اعترافات المتهمين عبدالله علي راجح الهمداني ومحمد احمد صالح العاقل والحسين حسن العركدة ومحمد حسين محمد المتوكل وشاهد محمد حسني القموم وإسماعيل إبراهيم علي إسحاق بأنهم تأثروا بالفكر الحوثي من خلال الملازم والمحاضرات التي تدعوهم إلى محاربة اليهود إسرائيل وأمريكا ممثلة الدولة والقوات المسلحة والأمن اليمني بناءا على توجيهات زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي عبر قائد التمرد في بني حشيش أبو عبدالله حسين الشامي. وتقول النيابة أن هؤلاء المتهمين وهم ضمن المجموعة السادسة اعترفوا بأنهم رتبوا في مناطق في بني حشيش وأنهم استخدموا الأسلحة وهي المدافعة المحمولة والقنابل و الألغام وصواريخ كتف والآليات الرشاشة والمعدلات بينما كانوا زرعوا الألغام في طريق الدبابات والأطقم العسكرية. وأفاد المتهمون إن الشخص المتخصص في زراعة الألغام يدعى أبو ثائر الذي أرسله زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي من صعده إلى بني حشيش لزراعة الألغام. وحسب اعترافات المتهمين فإن المتهم شاهر القموم قام بإيصال مجموعة من السيديهات(cd) تابعة للحوثيين إلى محل اتصالات الرحاب في الغول ليستلمها شخص آخر ويوصلها إلى بني حشيش موضحة أن تلك السيديهات هي عبارة عن أفلام للثورة الإيرانية وقتالها وأن المتمردين كانوا يدرسونها للقيام بتقليدها خلال تنفيذهم عمليات التخريب ومهاجمة قوات الجيش. كما عرضت النيابة اعترافات المتهم إسماعيل إبراهيم علي إسحاق الذي اعترف انه استغل عمله كجندي في الأمن لجمع معلومات عن مواعيد وتحركات وزير الداخلية ووزير الدفاع وقائد المنطقة العسكرية الشمالية العميد علي محسن وغالب القمش رئيس جهاز الأمن السياسي من خلال أرقام السيارات وألوانها وتحركاتهم وكان ينقل المعلومات عبر الاتصال من كبينة وعبر الرسائل المشفرة التي يعبر عنها بالأرقام حيث كل رقم يمثل حرف من الأحرف الأبجدية تم إرسالها له من صعدة ليتعامل معهم، وأنه اشترى سيديهات بمبلغ خمسين ألف ريال وأرسلها للحوثيين إلى بلدة الطلح. وأشارت الاعترافات التي قرأها ممثل الإدعاء سعيد العاقل أن الدعم المالي المحلي للتمردين كان عبر صناديق جمع التبرعات التي تم نشرها في المحلات التجارية وفي بيت الأغربي وبيت الحتمي وبعض مناطق بني حشيش وكذلك الزكاة كلا على قدر ماله. وبسؤال المتهمين عن أقوالهم أنكروا جميعهم مشددين على عدم شرعية المحكمة والمحاكمة ورددوا الشعارات المعتادة المناهضة"الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل... النصر للإسلام". ورفعت المحكمة الجلسة لتعاود عقدها يوم 27 يونيو الجاري لمواصلة الاستماع إلى أدلة النيابة ضد المتهمين. في غضون ذلك اقرت ذات المحاكمة في جلسة اخرى يمثل امامها افراد المجموعة الخامسة من مجموعات الحوثي المتهمين بالقتل والتخريب في بني حشيش اقرت ، حجز القضية للمرافعات الختامية في 27 يونيو 2009م وذلك في ختام جلسة يوم السبت. وقدم المحامي زكي الهمداني محامي المتهمان مدهش محمد كرشان ولطف محمد حسين المؤيد شهود النفي وهما الشيخ ذاكر محمد الأغربي شيخ رحام بني حشيش وفيصل مجاهد الشيخ اللذين شهدا أن المتهمين لم يشاركا في الحرب ضد الدولة. وعند سؤال عضو النيابة عبد الكريم الشيخ للشهود عما إذا كانا حاضرين أثناء قيام المتهمين وآخرين بضرب الدبابة في رجام أجاب الشاهدان بالنفي. من جهة اخرى أعلن مصدر في السلطة المحلية بمحافظة صعدة شمال اليمن إن المدعو عبد الملك الحوثي زعيم جماعة التمرد بصعدة قد وجه العناصر التابعة له بالاستيلاء على بعض المدارس في بعض المديريات التي تتواجد فيها عناصره. وأشار المصدر إلى أن ذلك من أجل استخدامها لعقد دورات تدريبية للترويج للفكر الأمامي الضال الذي يدعو إليه، وحشو عقول بعض السذج الذين يتم التغرير عليهم بمثل هذه الأفكار الظلامية والمتحجرة، بالإضافة إلى إقامة مراكز تدريبية نسوية في منطقتي الخمرات والطلح وعرض الأفلام الدعائية. وقال المصدر:"إن المدعو الحوثي يهدف من وراء هذه الخطوة وغيرها من الخطوات الاستفزازية والتخريبية إلى تصعيد الأمور... والدفع بها باتجاه التوتر بغية نسف الجهود المبذولة على طريق إحلال السلام في المحافظة، وسعيه إلى عرقلة جهود البناء وإعادة الأعمار فيها". ونسب موقع(26 سبتمبر نت) الحكومي إلى المصدر قوله إن عبد الملك الحوثي قام بتحريض بعض العناصر التي تم إلقاء القبض عليها أثناء قيامها بارتكاب أعمالها التخريبية الخارجة على النظام والقانون بافتعال الشغب والفوضى داخل السجن في صعده من أجل حدوث المواجهة بينهم وبين حراس السجن.