فاقم تحذير اممي الثلاثاء حول زيادة رحلات تهريب الصوماليين من مخاوف امنية ابدتها اليمن مؤخرا على مستوى عالي بهذا الشأن نتيجة استمرار تدهور الاوضاع بالصومال وتغلل تنظيمات وجماعات اسلامية متشددة في الحرب الاهلية الدائرة هناك. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء أن عدد اللاجئين الهاربين من الصومال عبر طريق البحر باتجاه اليمن، عاد ليسجل ارتفاعا خلال الفترة الأخيرة ، وقال الناطق باسم المفوضية رون ردموند، إن (المعارك التي تجري في مقديشو ووسط الصومال تدفع آلاف المدنيين للمخاطرة بحياتهم واجتياز خليج عدن للوصول الى اليمن ). وأضاف ردموند (أن الكثيرين منهم وصلوا إلى مرحلة من اليأس باتت تدفعهم إلى المجازفة بحياتهم وحياة أفراد عائلاتهم للهروب) من الصومال. ووصل 30 الف مهاجر إلى اليمن في الأشهر الستة الأولى من السنة. ويوازي هذا الرقم عدد اللاجئين الصوماليين الى اليمن طوال العام 2007. وقضى حوال 300 منهم غرقا اثناء الرحلة، وفق المفوضية. وتابع المتحدث (تسعى المفوضية وشركاؤها الى إقناع الراغبين بالهجرة بعدم استخدام قوارب الهجرة غير الشرعية الشديدة الخطورة) مضيفا (أن معركتهم خاسرة سلفا، والشيء الأكيد أن هؤلاء الأشخاص يائسون جدا وباتوا مقتنعين بان لا مستقبل لهم في الصومال). ووصل 50 ألف صومالي إلى اليمن في العام 2008 وفقد نحو الف شخص حياته بعد ان رماهم أصحاب القوارب في البحر او اجبروا على ترك القوارب بعيدا جدا عن السواحل اليمنية. وأوضح ردموند أيضا أن (شركاءنا في بوساسو يؤكدون ان المناطق التي يتجمع فيها اللاجئون الراغبون بالهجرة مكتظة جدا. ويقوم أصحاب القوارب باختيار المرشحين للهجرة غير الشرعية الى اليمن من بينهم، ويجمعون المال منهم). وتعتبر بوساسو، وهي مدينة ساحلية شمال شرق الصومال، نقطة انطلاق بارزة للاجئين الراغبين بالهروب من بلدهم. وأضاف ردموند (بما ان البحر لا يزال هائجا في هذه الفترة سيتوجب على غالبية اللاجئين البقاء في بوساسو حتى ايلول/سبتمبر عندما تصبح الرياح مؤاتية) للسفر إلى اليمن. وكان اليمن أبدى مؤخرا مخاوف أمنية في اليمن أن يفاقم تدهور الأوضاع في الصومال إلى زيادة تدفق أعداد اللاجئين إلى السواحل اليمنية. وقال بيان للأجهزة الأمنية اليمنية الأحد الماضي" أن انهيار الأوضاع الأمنية في الصومال خلال الفترة القليلة الماضية دفع بالعشرات من الهاربين من جحيم الحرب إلى الهرب بحثا من ملاذ آمن في اليمن حيث كان وجهتهم ساحل ذباب بمحافظة تعز الذي استقبل منذ مطلع الشهر الجاري ما يزيد عن 1000 لاجئ صومالي بينهم العديد من النساء والأطفال تدفقوا بشكل يومي على ساحل ذباب. وطالب البيان المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء مشكلة اللاجئين الصومال الموجودين في اليمن والذين يقارب عددهم من أل 800 ألف لاجئ . موضحا أن الجمهورية اليمنية بإمكانياتها المحدودة لا يمكن لها ولوحدها مواجهة هذه المشكلة التي بدأت تعكس نفسها سلبا على اقتصاد اليمن وأمنها وتلقى بظلالها الكالحة على حياة المجتمع الذي يرزح تحت وطأة الفقر وانعدام فرص العمل ومشاكل أخرى.