أكد الدكتور رشاد العليمي- نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية- إن اليمن يعاني من مشكلة كبيرة جراء تدفق اللاجئين الذين يتسللون إلى الأراضي اليمنية عن طريق قوارب التهريب التي لا تكتفي بتهريب البشر بل تمارس أيضا عمليات تهريب للمخدرات والسلاح. وقال أن: "استمرار الأوضاع المضطربة في الصومال وغياب الدولة أدى إلى تفاقم المشكلة كثيراً"، مشيراً إلى أن "مشكلة اللجوء لم تعد تقتصر على اللاجئين الصوماليين بل اللاجئين من دول أخرى مثل إثيوبيا وكينيا وتنزانيا". وقال الدكتور العليمي: إن الموقع الجغرافي لليمن والتزاماتها الإنسانية باستقبال اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب هناك أدى إلى احتضانها عشرات الآلاف من الصوماليين وحاليا الحكومة تقدم لهم ما تستطيع وأشار إلى أن اليوم هناك عدد يتجاوز 750 ألف لاجئ صومالي في اليمن". ويأتي تصريح وزير الداخلية اليمني في وقت بدأ قرابة 3 آلاف إثيوبي وعدد آخر من الصوماليين الهاربين من الاقتتال الدائر في مقديشو وضواحيها بالتجمع في مدينة بوساسو للشروع في رحلة مليئة بالمخاطر عبر خليج عدن إلى اليمن. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها حصلت عكاظ على نسخة منه إن “الأحوال الجوية الرديئة، منعت زوارق المهربين من الإبحار في يوليو وأغسطس الماضيين، لكن تلك الظروف قد بدأت تتحسن ومن المتوقع أن تبدأ عمليات النزوح في الأيام القليلة المقبلة.ونقلت المفوضية عن مدير مكتب منظمة الهجرة العالمية بهرجيسا في الصومال يوليان سيركو إن "عشرات الآلاف من الأشخاص يعبرون بوساسو في الموسم الواحد” مؤكدا أن “هذا الأمر لا يحصل في الخفاء، فالبنية التحتية اللازمة للاتجار بالبشر موجودة والسلطات تستفيد من هذا الطريق". وكشف مسئول منظمة الهجرة العالمية عن الأخطار التي يواجهها الإثيوبيين أثناء مرورهم عبر أرض الصومال في طريقهم إلى بوساسو، مشيرا إلى أن السماسرة يعتمدون طريقاً معروفاً يبدأ من شمال إثيوبيا عبر أديس أبابا وهرار وهرتيشيك وبعدها عبر أرض الصومال مروراً ببوراو. وأشارت شبكة الأنباء الإنسانية “ايرين” إن النازحين يتركون جياعا لمدة قد تصل إلى خمسة أيام يدفع المهاجرون حوالي 300 دولار للانضمام إلى الرحلة، وعادة ما يحصلون على هذه الأموال عن طريق سلفة يلتزمون بردها مضاعفة. ويعد شهر سبتمبر من كل عام مفتتحا لشهور هجرة الأفارقة صوب اليمن وتستمر حتى أواخر مارس وذلك لاستقرار أمواج البحر التي تستمر حتى منتصف العام وهذه الأشهر يستغلها المهربون بشكل بشع يتم من خلالها تهريب آلاف البشر عبر قوارب صغيرة لا يعيش بعدها كثيرون. منذ مطلع هذا العام غرق 385 مهاجرا وفقد 118 آخرون فيما كانوا يحاولون الوصول إلى السواحل اليمنية، بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وخلال النصف الأول من شهر فبراير الماضي ضبطت القوات الأمنية اليمنية 574 نازحا صوماليا منهم 121 امرأة على سواحل محافظة شبوة أثناء وصولهم إلى تلك الشواطيء وتم تسليمهم إلى مفوضية اللاجئين في المحافظة التي كانت قد استقبلت 600 نازح من القرن الإفريقي خلال يناير منهم 500 صومالي بينهم 77 امرأة و 100 إثيوبي. في ذات الشهرين كانت السلطات الأمنية قد عثرت على جثث 30 صوماليا وإثيوبيا في شواطيء خليج عدن بينما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فقدان 78 آخرين قبل ثلاثة أيام لكن العدد استقر بعد ذلك عند 107 جثث لمهاجرين صوماليين وإثيوبيين تم دفنها بعد أن لقوا حتفهم غرقا قبيل وصولهم إلى السواحل بعد غرق أحد زورقين كان يقلهم قبالة بينما كان مصير 133 شخصا آخرين مجهولا حيث كان إجمالي الأشخاص المهاجرين على متن الزورقين 235 شخصا صومالي وإثيوبي. أواخر يناير من هذا العام أنقذت قوات خفر السواحل اليمنية 250 نازحا يحملون الجنسية الإثيوبية والصومالية في منطقة رأس عمران قبالة السواحل اليمنية بعد أن أصيب قاربهم بعطب فني ودونت أسماء النازحين في قوائم الإيواء بمنطقة خرز نظرا لحالتهم الاجتماعية. وفي مارس الماضي عثر على جثث 29 شخصا قبالة سواحل اليمن بينما اعتبر 71 آخرين في عداد المفقودين بعد أن أجبر مهربون يحملون سكاكين نحو 450 صوماليا وإثيوبيا على القفز في مياه البحر الهائجة. في مثل هذا الشهر من العام الماضي أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن تزايد هائل لأعداد الفارين الصوماليين من بلادهم إلى اليمن حيث أشارت إلى أن أكثر من 3500 صومالي فروا وصلوا إلى سواحل اليمن خلال شهر سبتمبر فقط. حينها كانت المحاكم الصومالية قد سيطرت على العاصمة الصومالية مقديشو قبل تدخل القوات الأثيوبية بمساندة أمريكية ليتم طرد المحاكم منها حينها ازدادت أعداد النازحين بشكل كبير بسبب المواجهات المسلحة بين الأطراف المتحاربة ودخول الإثيوبيين. توفي في ذلك الشهر 54 شخصا بينما اعتبر 60 في عداد المفقودين خلال نفس الفترة بينما كانوا تحت إشراف المهربين الذين يحصلون على نحو 70 دولارا عن الرحلة. خلال شهر ونصف الشهر– بين سبتمبر وأكتوبر العام الماضي- بلغ إجمالي عدد الذين دخلوا اليمن من المهاجرين الإفريقيين (5700) لاجئ الغالبية العظمى منهم من الصوماليين على متن (56) زورقاً، قتل منهم قرابة 122 في البحر خلال رحلة عبر خليج عدن. وطبقا لأرقام المفوضية فقد وصل 23 ألف شخص خلال السنة الماضية إلى اليمن فارين من الصومال عبر رحلات بحرية غير شرعية في خليج عدن شهدت مقتل 360 شخصا وفقد 150 آخرين. عن (عكاظ السعودية)