عندي حساسية مفرطة من الأخطاء النحوية واللغوية أو الكوارث التي تسببها الأخطاء الصحفية والمطبعية التي قد تقلب المعنى رأسا على عقب ! في الأسبوع الماضي سببت لي الصحافة آلاما مبرحه حيث وجدت من قد نسب لي كلاما طويلا عريضا لم اقله وهنا تسأل عن أمانة المهنة ولا تجد ردا غير الحسرة ومن جانب اخر وجدت خطأ في مقالي الاسبوع الماضي سبب لي صداعاَ "نحوياَ " فقد تم نشر جملة "رحلة غياب "هكذا" رحلت غياب" بالتاء المفتوحة وليس بالتاء المربوطة كما يجب ولم أجد مبررا لذلك غير أننا جميعا المصحح اللغوي والطباع وأنا نخشى الربط ولو على مستوى " التاء المربوطة" أو لسبب آخر هو أن كل شي صار مربوطاَ ابتداء من الأمعاء الخاوية للناس وانتهاء بلسان الصراحة والصدق فلماذا لا نفتح التاء على الأقل !! وعلى ذكر الأخطاء المطبعية واللغوية في الصحافة فإن لي قصصاَ لاتنسى وأيام العمل في صحيفة الجمهورية منذ سنوات بعيدة كانت لنا زاوية يومية اسمها " تنويهات" ولا تخلو صفحة من خطأ يتم الاعتذار عنه في اليوم التالي وكان صديقي النحوي يهوى متابعة الأخطاء من اجل تعبئة العمود الجديد "تنويهات" وكل يوم يؤكد أن اللغة متجددة حسب الزمان والمكان وبالتالي لايمكن أن يبقى الفاعل دائما فاعل ولا المفعول به ثابتا دائما ! لهذا لابد أن تكتب مثلاَ كلمة "مسئولون" في حالة الرفع الدائم و لايمكن أن يقبل العقل أن يكونوا "مسئولين" أي في حالة مفعول به فهم "فاعل مرفوع بحرق الشعب والشعب مفعول به مكسور بالضمة والقهر!! كما لايمكن ان تأتي كلمة مسئول بعد حروف النصب على اساس ان النصب لايقع الا على المساكين وعلى الشعب المنصوب وآثار النصب والكسر واضحة في وجوه وظهور الناس ودائماَ ما كنا نردد أيام الاستاذ / محمد عبدالرحمن المجاهد " رعاه الله " استاذ جيلنا وهو رئيس تحرير الجمهورية ذلك الخطأ الذي صار نكتة العصر وهو خطاَ مطبعيي يفطس من الضحك حيث كانت الجريدة تصف" بحروف الرصاص " قبل أن يأتي عصر الكمبيوتر وجاء احد الزملاء يلح في نشر تعزية مستعجلة ولا يريد أن ينتظر للصباح وتنشر عبر قسم الإعلانات بل تنشر مجاناَ وتنزل الليلة ولأن الجريدة صارت في اللحظات الأخيرة كتب المسئول المناوب في أسفل التعزية ملاحظة لمسئول الجمع اليدوي بالجريدة كلمة واحدة هي "إذا وجد فراغ" ويعني بها إذا كان هناك أي فراغ في الصحيفة تنشر التعزية أو تؤجل إلى اليوم الثاني ولأن الطباع يعمل بطريقة آلية ولم ينتبه احد لما أنجزه في آخر اللحظات ظهرت التعزية في اليوم التالي هكذا !.. نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته إذا وجد فراغ !! وتحول العزاء إلى حالة من " الهرج" بدلاَ من العويل!! لأنهم خشوا أن لا يجد الميت فراغاَ في الجنة كما لم يجده في الدنيا وعلى كل من المؤكد اّلان انه من الصعب علينا نحن المساكين الذين نعاني من حالة الكسر والنصب ان نجد فراغاَ في الجنة أو الدنيا .. لأن خوفنا زاد عن الحد وأخطاءنا شملت كل شي .. وليست اللغة وحدها فالكل يغرق بالغلط.