يشعر اليهود في اليمن الذين تمتد جذورهم فيه إلى الزمن القديم بعدم الارتياح من وجود تمرد شيعي في المناطق الجبلية بالشمال وتنامي التوجهات الإسلامية السنية في البلاد. وفي أعقاب مقتل يهودي العام الماضي غادر كثير من أفراد الطائفة ديارهم وقراهم. وسافر بعضهم إلى إسرائيل بينما وجد آخرون ملاذا في مجمع سكني حكومي بالعاصمة صنعاء على بعد 70 كيلومترا جنوبي مدينة ريدة التي وجهت إليهم فيها تهديدات. وذكر الحاخام يحيى يوسف موسى (31 عاما) أن المتمردين الشيعة الحوثيين في شمال اليمن أجبروه على الرحيل من ريدة العام الماضي مع 66 يهوديا آخرين. وقال موسى 'كلهم (الأسر اليهودية) مسافرين لما جات عليهم (لما يتعرضون له) من الضغوطات والمضايقات عليهم في ريدة وهم مسافرين (إلى إسرائيل). هذا الأسبوع مسافرين ناس (مجموعة) وثاني أسبوع بيسافروا البقية. لانهم متضايقين هناك وتحت التهديدات في ريدة'. وأجلي يهود آل سالم من قريتهم إلى مدينة صعدة ثم نقلوا بطائرات هليكوبتر إلى صنعاء وهم يعيشون حاليا في مساكن وفرتها لهم الحكومة مع حصص طعام وراتب شهري صغير. وذكر موسى الذي يعمل صائغا للفضة أن الأسر الخمس عشرة القادمة من آل سالم تشعر بالأمان في صنعاء على عكس نظيرتها في ريدة وأن أطفالها يذهبون إلى المدارس ويلعبون مع أطفال المسلمين. وقال 'احنا (نحن) في آل سالم. بس أعطوا لنا إنذار أصحاب الحوثي. قالوا لكم عشرة أيام تخرجوا من هذه البلد ما لم سوف تندموا وإلا نقتلكم أو نختطف أحد منك او نعمل لكم مشاكل. ورجعنا رحنا (رحلنا) من صعدة وانتقلنا إلى المجمع الحكومي (في صنعاء)'. وتتهم الحكومة المتمردين بقيادة عبد الملك الحوثي بالسعي لإعادة حكم الإمامة الزيدية التي أطيح بها عام 1962. والزيدية طائفة من الشيعة يمثلون أفرادها أقلية في اليمن ذي الأغلبية السنية. وبعد فترة من الهدوء عاد التمرد الشيعي المستمر على نحو متقطع على الحكومة منذ خمس سنوات للاشتعال مجددا هذا الشهر. ولم يتبق في اليمن سوى ما يتراوح بين 200 و300 يهودي معظمهم في الشمال يعيشون بين 23 مليون مسلم. وانتقل 16 يهوديا يمنيا من ريدة للعيش في اسرائيل في حزيران (يونيو) ومن بينهم أقارب الرجل الذي قتله مسلم وكان يدعى ماشا يعيش النهاري. ورفض مسؤول بوزارة الهجرة الاسرائيلية التعليق بسبب حساسية الموضوع. ونظمت اسرائيل عام 1949 رحيل زهاء 50 ألف يهودي من اليمن كانوا معظم أفراد أقلية نابضة بالحياة اشتهرت بأبنائها الحرفيين والصناع إلى دولة إسرائيل في أعقاب انشائها. وذكر موسى أنه وأسرته لا يفكرون في الرحيل من اليمن في الوقت الحالي. وقال 'احنا ما نفكر ولا عندنا نية لمغادرة البلاد لان مسقط الرأس غالي. ونحن بنجلس هنا بصنعاء لاننا من حيث الأمن والأمان احنا آمنين هنا بصنعاء والحمد لله'. وأضاف 'الذين يهددون اليهود إذا جالهم ردع مستعدين يرجعوا (اليهود) الذين سافروا وشافوا (علموا) ان بقية اليهود آمنين ومؤمنين على أنفسهم وعلى أولادهم وممتلكاتهم وعلى جميع ممتلكاتهم. مستعدين هولاك (هؤلاء) ان يرجعوا وما يشتوا ان يتخلوا عن وطنهم أبدا'. وقال موسى إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اعتنى بيهود آل سالم لكن وعده بنقل اليهود من محافظة عمران حيث تقع ريدة لم ينفذ. وتدعم الحكومة اليمنية وكذلك حزب الإصلاح الإسلامي المعارض اليهود المتبقين في البلاد. ( رويترز )