ذكر حاخام يمني ان ثلاث اسر يهودية أخرى ستغادر اليمن إلى اسرائيل هذا الاسبوع معبرا عن أسفه لتضاؤل عدد اليهود الذين يشعرون بالقلق بعد تهديدات ومقتل يهودي العام الماضي. ويشعر يهود اليمن وهم طائفة عريقة بعدم الارتياح مع وجود تمرد شيعي في المناطق الجبلية في الشمال وتنامي التوجهات الاسلامية السنية في البلاد. ولم يبق سوى ما يتراوح بين 200 و300 يهودي يعيشون بين 23 مليون مسلم في اليمن ومعظمهم في الشمال. وأبلغ الحاخام يحيى يوسف موسى (31 عاما) رويترز بأن الاسر الثلاث من بلدة ريدة على بعد نحو 70 كيلومترا شمال العاصمة صنعاء حيث قتل يهودي في كانون الاول (ديسمبر) على يدي مسلم حكم عليه بالاعدام بسبب الحادث. وانتقل 16 يهوديا يمنيا من ريدة للعيش في اسرائيل في حزيران (يونيو) ومن بينهم اقارب للضحية الذي يدعى ماشا يعيش النهري. ورفض مسؤول بوزارة الهجرة الاسرائيلية التعليق بسبب حساسية الموضوع. ونظمت اسرائيل عام 1949 رحيل زهاء 50 ألف يهودي من اليمن يمثلون معظم افراد الاقلية التي كانت نابضة بالحياة في وقت من الاوقات وتشتهر بالحرفيين والصناع الى دولة اسرائيل في أعقاب انشائها. وكان الحاخام موسى من بين 67 يهوديا اجبروا العام الماضي على مغادرة قرية السالم في محافظة صعدة بشمال اليمن بعد تهديدات من المتمردين الشيعة المعروفين بالحوثيين. وقال موسى "الحوثيون طردونا" معددا هجمات على الممتلكات وحوادث سرقة كتب دينية وانتهاكات اخرى. وأضاف "امهلونا عشرة ايام لمغادرة القرية والا خطفونا وقتلونا". وأجلي يهود السالم من قريتهم الى مدينة صعدة ثم نقلوا بطائرات هليكوبتر الى صنعاء وهم يعيشون الان في مساكن وفرتها الحكومة مع حصص طعام وراتب شهري صغير. وتتهم الحكومة المتمردين بقيادة عبد المالك الحوثي بالسعي لإعادة حكم الامامة الزيدية التي اطيح بها عام 1962. والزيدية طائفة من الشيعة يمثلون اقلية في اليمن ذي الاغلبية السنية. وقال موسى الذي يعمل صائغا للفضة ان الأسر الخمس عشرة القادمة من السالم تشعر بالامان في صنعاء على عكس نظرائها في ريدة. فأطفالها يذهبون الى المدارس ويلعبون مع اطفال المسلمين. وسئل ان كانوا يعتزمون الذهاب الى اسرائيل فقال "ليست لدينا نية لمغادرة البلاد لاننا نحب وطننا. نفضل العيش في امن وسلام في صنعاء". واضاف ان الرئيس علي عبد الله صالح اعتنى بيهود السالم لكن وعده بنقل اليهود من محافظة عمران حيث تقع ريدة لم ينفذ. وتابع "إنهم يزدادون قلقا وخوفا يوما بعد يوم. هذا اجبرهم على مغادرة البلاد فلم يكن لديهم خيار آخر". وتدعم الحكومة اليمنية وكذلك حزب الاصلاح الاسلامي المعارض اليهود المتبقين في البلاد. وقال محمد السعدي الامين العام المساعد لحزب الإصلاح ان اليهود اليمنيين مواطنون يجب ان تكون لهم حياتهم كيمنيين. وقال انه يفضل بقاءهم في اليمن لا انتقالهم الى دولة اخرى لانهم جزء من المجتمع اليمني. لكن العدد الصغير المتبقي من اليهود يواجه مستقبلا غامضا. وقال موسى " اذا اتخذت اجراءات رادعة ضد من يهددون اليهود فسيكون حتى من هاجروا مستعدين للعودة.. أما بالنسبة لمن بقوا فاذا توفر الامن لهم ولاسرهم وممتلكاتهم فلن يكون لديهم سبب لترك بلادهم".