المتتبع للاحوال في محافظة أبين وسير الوضع الوظيفي والخدمي فيها يكتشف ان كثيراً من القيادات التنفيذية تعمل بآلية عمل المتعهدين لاتجد فيها أدنى حدود الاحساس بالمسئولية. وكلاء مساعدون تجاوز عددهم الاثني عشر لكن للاسف كثر عددهم وقلت بركتهم.. معظمهم لانراه إلاّ آخر كل شهر عند استلام »المصروف« المخصصات. الدور الثاني في مبنى المحافظة الذي يطلق عليه في ابين« حارة الوكلاء» حجز مكاتب لهؤلاء الوكلاء.. برأي البعض ان غياب الوكلاء المساعدين افضل من حضورهم على الاقل غيابهم يوفر للدولة قيمة استهلاك الكهرباء.. كثير من مديري عموم المصالح الحكومية يعملون كمتعهدين او عمال بالقطعة لغياب أي دور يؤدونه غير التوقيع على بعض المراسلات والجلوس على مقعد المدير في المقاعد التي ضاقت ذرعاً بالبعض منهم لطول مدة جلوسهم عليها. يمارسون عملهم كمديري عموم داخل غرف مكاتبهم وبعد تجاوزهم عتبة باب المكتب كل مايدور أمامهم لا يعنيهم.. لم يحصل ان أحداً منهم قدحدد موقفاً تجاه ظاهرة سيئة تحدث أمامه.. انعدم دافع المبادرة لديهم وكأنه بعد انجازه التوقيع على تلك المراسلات داخل غرفة مكتبه قد انجز ما عليه من واجب كموظف دولة ويصبح غير معني بأي شيء آخر بعد ذلك. ينطبق الحال ايضاً على القيادات الأمنية التي بلغ بها الترهل حد البلاهة.. فقدت الاحساس بالمسئولية ووصل بها العجز حد عدم القدرة على التفاعل مع أية قضية قد تحدث داخل اسوار مباني الأمن. تداول الكثير من القيادات الأمنية على مؤسسات الأمن في أبين وكان منهم الناجح والفاشل.. لكن لم تشهد أبين وجود قيادات أمنية بالفشل التي هي عليه حالياً.. في ظل هذه الرداءة للأوضاع في أبين اليوم، على المحافظ أحمد بن احمد الميسري ان يسد الفجوة التي تركتها سلبية القيادات التنفيذية والأمنية في المحافظة، إذا قطع الماء في حارة من حارات زنجبار او جعار خرج المواطنون يتساءلون أين المحافظ؟! وإذا انفجرت بيارة وأغرقت أحد الشوارع اتفق الناس شاكين أين المحافظ؟! وإذا اختطف اللصوص قاطرة في ضيعة بالمحفد في أقصى أطراف المحافظة تسابق الناس للاتصال بالمحافظ. وإذا سقط عمود كهربائي متهالك مر على وقوفه أكثر من خمسين سنة شُقت الجيوب ولُطمت الوجوه متسائلةً أين المحافظ؟ وإذا ضاق الحال بمواطن بعد تردده على موظف متقاعس لم يحضر الى مكتبه بهدف التوقيع على مذكرة له.. لن يكون امامه إلاّ ان يسأل أين المحافظ؟ في وضعنا اليوم في أبين لابد للمهندس احمد الميسري كي يسد الفراغ الحاصل ان يعمل محافظاً ووكيلاً ومديراً عاماً لكل المديريات ومديراً للمياه والصرف الصحي والكهرباء ويقوم بالدوريات الأمنية الليلية في المدن.. الأوضاع التي يعمل فيها المحافظ الميسري تجعل كل من يقترب من معاناته يعرف كم هو صلب.. ولا أظن ان أحداً غيره قادر على مواجهة كل ما يواجهه. تعنت الكثير من الوزارات في المركز وخلق العراقيل التي لاتنتهي امامه.. وتقاعس وسلبية متعمدة من القيادات التنفيذية في المحافظة يأتي ذلك في مقدمة هذه المعاناة. لانتشال الأوضاع في أبين نحن بحاجة الى ثورة تغييرات واسعة تشمل معظم القيادات التنفيذية، ومطلوب من بعض القيادات أن ترفع يدها ولاتعترض على ثورة التغييرات ان كان منهم من تهمه أبين ويهمه اصلاح الأوضاع واصلاح أحوال الناس.