استأنف رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قبل ظهر يوم الخميس مشاوراته البرلمانية غير الملزمة لتشكيل الحكومة وذلك بعد مرور ثمانين يوما على تكليفه الأول وستة أيام على اعتذاره عن القيام بالمهمة بسبب خلاف على الحقائب والأسماء مع الأقلية النيابية. وتتميز الاستشارات هذه المرة بأنها مطولة تستمر حتى الثلاثاء المقبل خلافا لما درجت عليه العادة إذا كانت تقتضي يوما واحدا أو يومان على ابعد تقدير. وخصص الحريري، وفق جدول الاستشارات الذي وزعه البرلمان، ساعة للقاء كل كتلة ونصف ساعة لكل نائب منفرد فيما كانت هذه الاستشارات تتطلب عادة 20 دقيقة للكتلة و10 دقائق للنائب المنفرد. وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للصحافيين اثر لقائه الحريري (بغض النظر عن تفاصيل شكل الحكومة، والمطالب والشروط، ما تمنيته على دولة الرئيس هو أن يأخذ في الاعتبار أن البلد لا يجوز أن يبقى من دون حكومة). وتطالب الأكثرية كما الأقلية بالإسراع في تشكيل الحكومة بعدما أمضت حكومة تصريف الأعمال اكثر من ثلاثة اشهر في مهامها. وتشير التصريحات العلنية لمصادر الأكثرية أنها ما تزال متمسكة بحكومة تعكس نتائج الانتخابات التي فازت بها بغالبية 71 مقعدا من اصل 128 فيما تمترس الأقلية خلف شروطها وأبرزها التمسك بالصيغة التي تم التوصل إليها في الفترة السابقة. وتعطي هذه الصيغة في حكومة ثلاثينية 15 مقعدا وزاريا للأكثرية و10 للأقلية وخمسة لرئيس الجمهورية. وتأتي هذه الاستشارات غداة خطوة مفاجئة تجسدت بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد الرياض ومشاركته في افتتاح جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز. ورحب الفرقاء اللبنانيون بهذه الخطوة خصوصا وان اعتذار الحريري في المرة الأولى جاء وسط اتهامات متبادلة بالعرقلة بسبب الخلافات الإقليمية وأبرزها العلاقات السورية-السعودية باعتبار دمشق تدعم الأقلية والرياض تدعم الأكثرية.