رفض مجلس الامن عقد "اجتماع طارئ" دعت اليه ليبيا ويخصص لمناقشة تقرير غولدستون بشان الحرب على غزة ، واتفقت بدلا من ذلك على بحث التقرير في اطار مناقشة عامة حول الوضع في الشرق الاوسط في 14 تشرين الاول. وتبنى مجلس الامن المنقسم هذا القرار كحل وسط خلال مشاورات مغلقة تلت طلب ليبيا المدعومة من المجموعة العربية ودول عدم الانحياز عقد "اجتماع طارئ" للمجلس لمناقشة تقرير لجنة غولدستون. وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة عبد الرحمن شلقم إن المندوبين اتفقوا على ان تكون الجلسة علنية كما طلبت ليبيا وستركز على مناقشة توصيات التقرير ، مؤكدا أن جلسة الليلة كانت إجرائية ، مشيرا إلى أن بعض المندوبين أثار مشاكل إجرائية مفادها أن مجلس حقوق الإنسان هو الذي يجب أن يحيل التقرير إلى مجلس الأمن. وقوبل طلب عقد جلسة علنية بمعارضة قوية من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بدعوى أنه ليس هناك مبرر لعقد مثل هذه الجلسة بشأن التقرير المذكور طالما أن مجلس حقوق الإنسان قرر إرجاء النظر فيه إلى اذار المقبل. وقال نائب السفيرة الاميركية اليخاندرو وولف "وافقنا فقط على تقديم موعد المناقشة الشهرية حول الشرق الاوسط وستكون كل الوفود حرة في طرح كل المسائل التي ستعتبرها ملحة في هذه المناسبة". واضاف ان تقرير غولدستون "ليس مدرجا على جدول اعمال مجلس الامن.. والمنتدى الملائم لمناقشته هو مجلس حقوق الانسان". ووصف وولف التقرير بانه "مليء بالعيوب" مشيرا الى ان "المكان الصحيح لمناقشته هو جنيف في مجلس حقوق الانسان". الا ان السفراء العرب في المجلس اعربوا صراحة عن عزمهم الاستفادة من هذه المناقشة لتسليط الضوء على النتائج التي توصل اليها التقرير الذي ينتقد اسرائيل بشدة. وقال شلقم "سنجري نقاشا مفتوحا وسيشارك فيه وزير الخارجية الفلسطيني" مشيرا الى ان الهدف من النقاش هو "ابقاء الزخم بشان هذا التقرير". بدوره اكد السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم محمد الذي يرأس حاليا المجموعة العربية المؤلفة من 22 عضوا في الامم المتحدة ان المجموعة قررت انه يجب "تفعيل" تقرير غولدستون "وعدم تهميشه". وحذر من انه اذا فشل المجلس في تطبيق توصيات تقرير غولدستون "فاننا سنتوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة" التي تضم 192 دولة عضوا. من جانبها ، دعت حركة فتح كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس الى تشكيل اطار وطني فلسطيني تكون مهمته تفعيل تقرير غولدستون في المؤسسات الدولية من اجل ملاحقة جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وقال اللواء جبريل الرجوب نائب امين سر حركة فتح في مؤتمر صحافي في رام الله ان "حركة فتح ترى في تقرير غولدستون شهادة حية ومقنعة لادانة الاحتلال الاسرائيلي وتوظيفه لملاحقة جرائم اسرائيل ضد شعبنا الفلسطيني وخاصة خلال الحرب الاسرائيلية على غزة". واضاف ان "هذه مهمة كل الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله وقيادة حركة فتح قررت ان تدعو حركة حماس وكافة الفصائل الفلسطينية الى تشكيل اطار وطني فلسطيني يضم الجميع". واوضح ان هدفه هو "التحرك على المستويين الاقليمي والدولي لتفعيل تقرير غولدستون ونحن في فتح جاهزون لتشكيل اطار وطني فورا لهذه القضية البالغة الاهمية". وتابع ان حركة فتح "تعتبر هذا الاطار ضروريا من خلال جهد فلسطيني مشترك واليات موحدة تشارك بها كل القوى الفلسطينية". ( نيويورك – وكالات)