قال السفير التونسي باليمن توفيق جابر إن فيلم " الهائمون" الذي عرض اليوم بالمركز الثقافي بصنعاء قطعة من الفن الصافي، من سينما تبحث عن ذاتها و تجد شكلها و أسلوب سردها و تعابيرها و إيقاعها في تراث صاحبها و جذوره الثقافية. وأضاف إن فيلم "الهائمون" الذي حصد جوائز دولية عديدة يحكي عن الزمن والحنين والرغبات المستحيلة و ينزع نحو الإتيان بالزمن و ناسه ضائعون فى صحراء، وحضارة انتشرت وامتدت ولكنها اليوم ضمرت وتكاد تضيق عليها الرمال وتحجبها، يعيشون فى مدينة لها ملامح أندلسية، منقطعين عن العالم، يعانون من صعوبة الانتقال من ماض لم يعرفوا كيف يدافعون عنه إلى مستقبل غير موجود. كأن اللعنة حلت عليهم ، أو كأنهم أمام أفق مسدود. وأشار الى الناصر خمير مخرج الفيلم رسام وروائي وقصاص ( حكواتي ) قبل أن يكون سينمائيا. وهو لا يروي قصة في فيلمه، وإنما يحكي حكاية عن شيء وعن كل شيء. والحكاية هي حكايات تنسج نفسها وتتوسع وتتبعثر. وقال السفير :" في الهائمون ليس ثمة رواية تبدأ وتبحث عن عقدتها ثم تجد نهايتها، وإنما هناك حكاية مثل ألف ليلة و ليلة يرويها المخرج كما كانت تروي شهرزاد حكاياتها ، وهو مثلها لا يحرم نفسه من متعة السفر في الزمان وفي المخيلة، ومن التنقل بين السحر والحقيقة، بين الذاكرة والحلم، بين الماضي والحاضر، كما يتنقل الشاعر في قصيدته من بيت إلى آخر أو الموسيقي بين جملة موسيقية وأخرى. واعتبر الهائمون قصيدة أو قطعة موسيقية صافية ومتكاملة. والسرد في الهائمون مبعثر، وهو في تراكمه يجد انسجامه وتناغمه، يعطي العيون حق الكلام، وهل تجد العيون أفضل من السينما لتقول، فتعبر بالنظرات و الأقوال.