يحتفل اليمن يوم بعد غد السبت بتصدير أول شحنة من الغاز الطبيعي المسال في منطقة بلحاف محافظة شبوة على الساحل الجنوبي للبلاد بعد نجاح التسييل التجريبي وبدء الإنتاج الفعلي منتصف أكتوبر الماضي. فعالية الاحتفال التي يرعاها رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح سيحضرها الشركاء في المشروع والمانحون ومدراء الشركات النفطية وقيادة السلطة المحلية في محافظة شبوة ورجال الإعلام –حسبما أفاد تقرير لصحيفة سبتمبر الرسمية الخميس. وقال وزير النفط والمعادن أمير العيدروس ان أول شحنات الغاز الطبيعي التي ستصدر السبت إيذانا بتسجيل اليمن ضمن قائمة الدول المصدرة للغاز الطبيعي ، يصل حجمها 149 ألف متر مكعب عبر سفينة كورية ستكون راسية في رصيف المشروع لنقل الغاز إلى السوق الكوري . مضيفا أن الشحنة الثانية سيكون حجمها 160 ألف متر مكعب وستنقلها السفينة أروى إحدى ناقلات الشركة اليمنية للغاز الطبيعي، حيث تمتلك الشركة أربع ناقلات هي بلحاف وبلقيس وأروى ومأرب تم تصنيعها خصيصاً لأغراض المشروع بقيمة تزيد عن مليار دولار . ووفقا للعيدروس فأن الشحنات التي سيتم تصديرها تباعا مجدولة وتم تعديلها وفقاً لأولويات السوق العالمي، حيث سيتم التركيز على أوروبا وآسيا وخصوصاً الصين والهند في الفترة القادمة ، مشيراً إلى أن عملية التصدير ستأخذ مسارها الطبيعي بالكميات المعلن عنها بعد دخول القطار الثاني للإنتاج والتصدير في الفصل الثاني من العام 2010 حيث تم تنفيذ ما نسبته 90 % منه حتى الآن . واعتبر تدشين تصدير الغاز والذي حظي بدعم منقطع النظير من رئيس الجمهورية "لا تكمن أهميته فقط في حجم الإستثمار فيه والذي بلغ 4 مليارات دولار ، وإنما بما سيشكله من رافد إقتصادي كبير تعول عليه برامج وطموحات التنمية على المدى القريب والبعيد عبر ما سيضخه من إيرادات قد تصل إلى نحو 50 مليار دولار على مدى خمسة وعشرين عاماً ، فضلا عن إحداث نهضة صناعية نوعية في اليمن خلال الأعوام القادمة وسيساعد في تعزيز فرص الإستثمار للشركات المحلية من خلال الخوض في منافسات تجارية على مستويات محلية ، وإسهامه في خلق فرص عمل مباشرة لنحو 10 آلاف يمني، وكذا فرص العمل والتأهيل الواسعة للشركات المحلية في مختلف مراحله ، منوها إلى ان 75 % من العمالة في المشروع من الكوادر اليمنية المدربة، متوقعا ان يرتفع نسبة اليمننة إلى 90 % خلال عام 2015 ". مضيفا بأن مشروع بلحاف يمثل رسالة بليغة إلى العالم بأن اليمن هي أرض الفرص والمناخ الملائم للاستثمار ، كما يجعل اليمن على خارطة الغاز العالمية لتكون من روافد الطاقة النظيفة إلى الأسواق الرئيسية في أمريكا الشمالية وكوريا الجنوبية وأسواق مستقبلية أخرى . واشار وزير النفط إلى تقدم عديد من الشركات بطلبات لإقامة مصانع بتروكيماوية كبيرة في بلحاف، وقال "تأمل وزارة النفط والمعادن أن تكون بلحاف نموذجاً للمدينة الصناعية على طراز عالمي" . ويصل الطاقة الاجمالية للمشروع إلى 7ر6 مليون طن من الغاز المسال سنويا، وتملك توتال 62ر39 في المئة من اسهم المشروع البالغ قيمته 5ر4 مليار دولار وهو اكبر واضخم مشروع اقتصادي استثماري يشهده اليمن. وتساهم الشركة اليمنية للغاز في المشروع بنسبة 73ر16 في المئة مقابل 22ر17 في المئة لشركة هنت اويل و55ر9 في المئة لشركة اس.كيه انريجي الكورية الجنوبية، و(5%) للهيئة العامة اليمنية للتأمينات الاجتماعية والمعاشات، فيما المؤسسة الكورية للغاز – «كوغاز» (6%)، وشركة «هيونداي» (5.88%). ويجرى تزويد المشروع بالغاز الطبيعي من حقول الغاز في القطاع رقم (18) في صافر مأرب بوسط إلى منطقة ميناء بلحاف على ساحل البحر العربي وعبر خط الانبوب الممتد من صافر إلى منشآت التسييل والتصدير في بلحاف بطول 322 كيلومترا.