أدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الخميس عدم إحراز أي تقدم في تحقيق تجريه الوكالة حول البرنامج النووي السوري، وعلى الأخص في ما يتعلق بالعثور على مركبات يورانيوم في موقع دير الزور الذي دمره الطيران الإسرائيلي في عام 2007. وأكد مدير عام الوكالة محمد البرادعي لدى افتتاح اجتماع لجنة حكام الوكالة الخمسة والثلاثين انه "لم يتم إحراز أي تقدم " في هذا التحقيق. وقال في تقرير وزع على مجلس الحكام في فيينا قبل اجتماعهم اليوم الخميس إن الوكالة "تشكك" في المسوغات السورية لوجود مركبات اليورانيوم في موقع دير الزور الذي أغار عليه الطيران الإسرائيلي وكذلك في مبنى مفاعل للأبحاث النووية في دمشق. وكتب البرادعي في التقرير أن سوريا "لم تبد التعاون اللازم الذي يخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحديد مصدر مركبات اليورانيوم الطبيعي المرصودة في عينات أخذها مفتشو الوكالة في موقع دير الزور". وتابع أن دمشق "لم تقدم كذلك المعلومات أو تسمح بالحصول على المتطلبات اللازمة لتأكيد أقوال سوريا التي تنفي صلة المبنى المدمر بأية أنشطة نووية". تشدد روسي وعلى صعيد آخر، دعت روسيا اليوم الخميس حليفتها إيران إلى احترام التزاماتها في ما يتعلق بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج وذلك في لقاء جمع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مع السفير الايراني محمود رضا سجادي. وجاء في بيان للمسؤول الروسي ان "الجانب الروسي اكد على ضرورة احترام الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها في جنيف في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي". وكان ممثلو القوى الكبرى الست المكلفة بالملف الإيراني وهي الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا قد توصلوا إلى اتفاق مبدئي حول تصدير اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى بلدان اخرى يجري فيها تحويله إلى وقود نووي يستخدم في مفاعل الأبحاث الإيراني. غير أن إيران أعلنت في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري عدم قبولها نقل اليورانيوم إلى الخارج، رافضة بذلك النقطة الأولى من المشروع الذي قدمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 من الشهر الماضي. وعادت إيران في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لتعلن موافقتها على نقل اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.5 بالمئة إلى الخارج ولكن شرط ان يجري استبداله مع اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 20 بالمئة في الوقت نفسه على أرضها، وهو ما رفضه المدير العام للوكالة محمد البرادعي. ويشكل الملف النووي الايراني نقطة التوتر الاساسية بين إيران والغرب الذي يشكك في النوايا السلمية للبرنامج النووي الإيراني. محطة بوشهر وعلى صعيد متصل، يجري وزير الطاقة الروسي سيرغي شماكتو زيارة إلى إيران يومي 29 و30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري للتباحث حول تطور أعمال بناء محطة بوشهر في جنوب إيران التي تنفذها موسكو. ومن المقرر أن يشارك الوزير الروسي في اجتماع للجنة الحكومية الروسية - الإيرانية التي يترأسها إلى جانب وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي. ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية الرسمية عن مصدر في وزارة الطاقة قوله إن بناء محطة بوشهر سيكون على لائحة المباحثات. وكان سيرغي شماكتو قد أعلن في منتصف الشهر الحالي أن محطة بوشهر لن تكون جاهزة للتشغيل قبل نهاية عام 2009 كما كان متوقعا. وكالات