أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن خشيتها من انفجار الوضع في اليمن في أية لحظة بسبب الأخطار التي تهدد البلد وتأثير ذلك على أوضاع المشردين داخليا واللاجئين الذين جاءوا من الصومال. ورغم ما قاله رضوان نصير مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية بعد زيارته اليمن من حصوله على ضمانات أكيدة من الحكومة بتنفيذ تعهداتها إزاء أولئك اللاجئين، إلا أن الوضع يتدهور بالنسبة لربع مليون مشرد داخليا نتيجة الحرب مع الحوثيين، يعيش 30 ألفا منهم فقط في مخيمات بينما لجأ الآخرون إلى العيش مع الأسر التي قبلت استضافتهم نظرا لندرة الأرض المخصصة لإقامة المخيمات، كما يقول رضوان نصير: "منذ عدة شهور، ونحن نحاول بدعم السلطات المحلية في عمران والحكومة المركزية العثور على قطعة أرض نستأجرها حيث نقيم مخيما، ولم نتمكن من ذلك. ولم يكن بإمكان العديد من الأسر التي حصلت على الخيام أن تجد حتى عشرة أمتار مربعة لنصب خيامها. ويشوب التوتر الموقف لأن كثيرا من القبائل لا تريد أولئك المشردين بينهم لفترة طويلة." ورغم توقف القتال بين الحكومة والمتمردين، إلا أنه من المبكر، كما يقول مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مفوضية شؤون اللاجئين السماح بعودة المشردين إلى ديارهم بسبب تدمير كل الخدمات الأساسية فضلا عن الحاجة إلى إزالة الألغام الأرضية. ويقول رضوان نصير إن المفوضية لم تتلق أية مساعدات من مجموعة الملايين الستة عشر التي تحتاجها هذا العام لتلبية احتياجات المشردين داخليا في اليمن. ويضيف قائلا: "كما قلت من قبل، فقد اقترضنا أموالا من احتياطاتنا المخصصة للعمليات لتغطية العجز، لكنه لا يمكننا مواصلة الاقتراض إذا لم تكن هناك وعود بتقديم مساعدات دولية وقد يدفعنا ذلك إلى تعليق عملياتنا في اليمن." ويبدي مدير مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دهشته إزاء عدم تقديم المجتمع الدولي الدعم للعمليات الإنسانية في اليمن رغم ما لليمن من أهمية إستراتيجية وسياسية بالنسبة لكثير من الدول الكبرى. وأعلنت المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في 23 فبراير الماضي عن تخصيص 4.7 مليون دولار لتمويل أنشطتها في مخيمات النازحين جراء الحرب على المتمردين الحوثيين في صعده وسفيان. وقال المتحدث باسم المفوضية اندري ماهيسيتش إن المفوضية وافقت على قرض قيمته 4.7 مليون دولار لتمكينها من متابعة برامجها المخصصة للمساعدة لانها تواجه عجزا كبيرا في تمويل عملياتها في اليمن . واضاف ان "هذا التدبير هو بديل عن تراجع او تعليق برامج حماية ومساعدة للمفوضية التي يمكن ان يكون لها تأثير كبير على الأشخاص الذين تهجروا خلال المعارك بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين في شمال اليمن". وأشار ماهيسيتش إلى أن استجابة الجهات المانحة للمفوضية للنداء الموحد2010 للأمم المتحدة كانت "ضعيفة" حيث تلقت الوكالة من 10 في المائة من أصل 40 مليون دولار كانت قد طلبتها. وأوضح ماهيسيتش في مؤتمر صحفي ان "وكالة الأمم المتحدة تحتاج الى 39 مليون دولار لتمويل عملياتها في اليمن التي تتضمن بناء مخيمات وملاجىء مؤقتة وحتى اليوم تم تمويل 10 % فقط من هذا المبلغ"، معتبرا ان "إزالة الالغام وإعادة الخدمات الأساسية هما الأولوية لجعل العودة الكثيفة لهؤلاء الأشخاص ممكنة". وقال إن هناك حاجة ماسة إلى الأموال لتوسيع المخيمات المكتظة أصلا في المزرق وبناء مخيمات جديدة في شمال اليمن، بالإضافة إلى استخدامها لتوفير مواد الإيواء وخاصة الخيام والأغطية البلاستيكية، ومواد الإغاثة الأساسية، بما في ذلك البطاطين والمراتب ومستلزمات النظافة. وكانت هيلين كلارك، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، دعت الجمعة المجتمع الدولي إلى توفير الموارد اللازمة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة الناجمة عن النزاع في شمال اليمن، وتمكين الانتعاش المبكر، بعد أعلان وقف إطلاق النار. واعربت السيدة كلارك عن قلقها بشأن الوضع الإنساني في المناطق المتضررة ، حيث نزح نحو 250،000 من المدنيين من ديارهم منذ اندلاع الأشتباكات بين قوات الحكومة والمتمردين في عام 2004. وقالت السيدة كلارك، التي ترأس أيضا مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية ان وكالتها سوف تعمل مع جميع الاطراف لدعم الانتعاش والتنمية في شمال اليمن. وناشدت الامم المتحدة في ديسمبر الماضى شركائها، بالعمل مع الحكومة اليمنية، لتمويل اكثر من 177 مليون دولار كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، لتقديم المساعدة الحيوية لنحو 1.6 مليون شخص تضرروا من جراء النزاع، ومن المتوقع أن يعود السبت القادم ما بين 80-90 ألف طالب وطالبة بمحافظة صعدة (شمال اليمن) إلى مدارسهم في حين لا يزال ما بين 30-40 ألف آخرين محرومين من الدراسة بسبب تدمير مدارسهم او استمرار تمترس عناصر حوثية متمردة داخلها. وفيما بدأ الدوام المدرسي منذ السبت الماضي قال مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة صعدة – محمد الشميري- ان معظم مدارس مديرية صعدة سوف تستقبل الطلاب السبت القادم (6مارس)، بالإضافة إلى بعض مدارس مديرية سحار، وقرابة ثلثي مدارس مديريتي كتاف والصفراء، بالإضافة إلى مدارس مديرية الحشوة كاملة، وعدد قليل من مدارس مديريتي ( باقم، مجز ). مشيراً إلى أنهم لن يفتحوا مدرسة لاستقبال الطلاب إلا حينما يتمكن مكتب التربية والمجلس المحلي من الإشراف الكامل عليها مالم فإنها ستضل مغلقة . وأكد مدير تربية صعدة استمرار تمركز عناصر حوثية متمردة في عدد من المدارس ومنع المدرسين والطلاب من دخولها ومنوها الى ان اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على تنفيذ النقاط الست تبذل جهودها لإقناع الحوثيين بإخلاء المدارس . ووفقاً لإحصائيات أولية بحجم الأضرار التي تعرض لها قطاع التعليم جراء فتنة التمرد الحوثي الأخيرة بصعدة كشف المسئول الحكومي تضرر (213) مدرسة ابتدائية وإعدادية في جميع مديريات محافظة صعدة قال إنها تضررت كلياً وجزئياً جراء تعرضها للقصف بالهاون ، وتم إتلاف محتويات بعضها الآخر وإحراق الكتب والمعامل والأثاث .