يتزايد الطلب الآن على النساء المكتنزات، لذلك قررت هيئات تحرير العديد من المجلات المهتمة بعالم الأزياء والنساء الدخول في معركة ضد «قدسية النحافة» من خلال إصدار أعداد تركز على «النساء الحقيقيات»، لكن جميع المؤشرات حتى الآن تشير إلى أن الوضع في هذا المجال لن يتغير بين ليلة وضحاها، أو حتى بين شهر وآخر. ظهرت أولى علامات التحول من عالم النحافة إلى عالم الاكتناز خلال السنوات القليلة الماضية، سواء من خلال الحملة الدعائية التي نفذتها ماركة دوفي للتجميل أو من خلال سوفي دهلو عارضة الأزياء XXL، غير أن دخول النساء اللواتي تزيد قياساتهن عن XL أو S في عالم الأزياء والموضة لا يزال قليلا. وتبقى النجمة الأكبر بين اشهر العارضات كيت موس التي تعمل وفق مبدأ أن «لا شيء له طعم لذيذ مثل الشعور بالنحافة». هل سيكون عام 2010 ثوريا؟ إن مصممي مجلة V الأميركية يعون بان «تقديس» الأجسام النحيفة أصبح الآن مشكلة جدية، لهذا خصصوا عددا كاملا من مجلتهم للنساء اللواتي تزيد قياساتهن عن الأربعين، وبالتالي أصبح بالامكان مشاهدة أشياء لم تكن عادة تظهر في صور أخرى، مثل تموجات الجلد للأجسام المكتنزة، وفتيات لا يخجلن من أردافهن وبطونهن وصدورهن الكبيرة. وعلى الرغم من ذلك، أو بسبب ذلك، فان هؤلاء النساء ظهرن بشكل جذاب. لقد قام المصور النرويجي سولفي سوندسبو بتصوير نساء مكتنزات الجسم في ثياب داخلية مثيرة لشركات معروفة مثل «أجينت بروفوكاتور، و«غوتشي» و«دولسي اند غابانا»، وعقب على ذلك بالقول انه سعيد بأنه منح الفرصة لكي يظهر جمال وجاذبية النساء اللواتي يتواجدن خارج إطار المقاييس الضيقة التي يضعها مجتمعنا. للجمال أكثر من وجه وقد وعدت مجلة بريجيت الألمانية أيضا بتقديم "النساء الحقيقيات"، لذلك لم تظهر في عدد يناير الماضي أي صورة لعارضة أزياء، بسبب قيام المجلة تحت شعار "الجمال له أكثر من وجه" باختيار فنانة وموظفة استقبال ومعلمة تتراوح أعمارهن بين 20 و 45 عاما لتقديم أحدث الأزياء. وتقول رئيسة تحرير المجلة بريجيت هوبير بان النساء تغيرن، فلم يعدن يرغبن بمشاهدة العارضات اللواتي يظهرن من دون وجوه على صفحات المجلات، وإنما يردن مشاهدة نساء حقيقيات، لذلك أرادت هيئة التحرير التجاوب مع ذلك، واظهار النساء الحقيقيات لهن، أي النساء اللواتي يمارسن أعمالا عادية، ولديهن الاستعداد للتقدم في العمر. ويتبنى الناقد الفني المتخصص بعروض الأزياء في مجلة "فرانكفورتير الجيميني سونتازيتونغ" موقفا متشائما من هذا التوجه للمجلة قائلا إن النساء اللواتي تم اختيارهن لتقديم الموضة، هن من نوع عارضات الأزياء وان كن لا يمارسهن هذه المهنة. ويضيف: "من الممكن أنهن من العالم الواقعي، غير أنهن لسن قبيحات ولا بدينات، وبعضهن يمكن لهن العمل على الفور كعارضات أزياء، غير أنهن اخترن مهنة أخرى". وبالتوافق مع رئيسة تحرير مجلة "بريجيت" ترى كلارا اوليكسوفا رئيسة تحرير مجلة "مارياني" بان مثل هذه المشاريع يجب أن تظهر في المجلات النسائية، كما أن من المحتمل جدا أن يثير هذا الأمر التسلية لدى القراء، ولذلك يتوجب التفكير بهذا الأمر. أناس افتراضيون ويعبر مصمم الأزياء التشيكي يوزيف كليرا عن أسفه لعدم ظهور النساء الواقعيات في المجلات، وعلى إحداث تعديلات كبيرة ورتوش على صور العارضات في كل النواحي تقريبا، لذلك يرى بان ما يظهر على صفحات المجلات هو عمليا أناس من عالم افتراضي، لذلك دعا إلى التخفيف من تعديل صور العارضات عن طريق الكومبيوتر، والعمل على إظهارهن بشكل أكثر قربا إلى الواقع. وتعترف ميلادا كاراسوفا، مديرة إحدى الوكالات الخاصة بعروض الأزياء، بان تصوير الحد الأقصى من النحافة أصبح مبالغا به، غير أنها لا تعتقد بالمقابل انه يمكن من خلال عدد أو عددين من مجلة ما تغيير ما هو قائم الآن في عالم العروض والأزياء، أي احتلال العارضات النحيفات مكان الصدارة. كما أنها شككت بقيام أصحاب الموضة بالتعاون مع النساء من حجم XL أو ما فوق ذلك. ورغم كل ذلك يبدو أن النساء من الحجم الكبير يحظين الآن بشعبية لدى الناس فالمغنية الأميركية في فرقة غوسيب، بيث ديتو، تحمل الكيلوغرامات الزائدة على جسمها بنوع من الفخر، إلى درجة أنها لم تتورع عن ارتداء ثياب جريئة أثناء تصوير فيديو الكليبات الخاصة بها، إنما قامت بذلك أيضا على غلاف لمجلة «لاف». لا وزن للسعادة ويؤكد القائمون والقائمات على المجلات الذين يدعمون فكرة الإكثار من إظهار «النساء الحقيقيات» في مجلاتهم، بأنهم لا يسعون بأي شكل من الأشكال إلى دعم البدانة أو زيادة الوزن لدى النساء، لكنهم يشددون على أهمية شعور النساء بشكل جيد حتى في حال ارتفاع أوزانهن. أما في حال قلقهن من ظهور بعض الشحوم على الرغم من أن قياسهن 34، فان ذلك بالتأكيد يعني أن النساء المكتنزات أكثر سعادة منهن، لأنهن يعرفن أن العالم لا يقف أو ينهار على أساس القياسات أو لدى ظهور شحم قليل على البطن. ويبقى العددان الأخيران من مجلة بريجيت وV ماغازين رجة اهتزازية ضعيفة، لكن يمكن لهما أن يشكلا إلهاما ودعوة لبقية هيئات التحرير، ومن هناك تكون المسافة الفاصلة قصيرة جدا لتوقف تدفق عارضات الأزياء النحيفات اللواتي تبدو أرجلهن مثل نكاشات الأسنان إلى خشبات العرض، والتوقف عن أن يصبحن المثال والنموذج بالنسبة للآخرين.