قرر حزب الامة السوداني المعارض مقاطعة الانتخابات التشريعية والرئاسية التي تجري الاسبوع القادم برمتها ليحسم بذلك جدلا حول موقفه النهائي منها وليلقي في ذات الوقت الشكوك حول مصير هذه الانتخابات بعد غد الاحد . وأعلن زعيم حزب الأمة الصادق المهدي مقاطعة الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية محذرا من أن فوز الرئيس السودانى عمر البشير في الانتخابات الرئاسية ستترتب عليه مخاطر كبيرة تتعلق باستقرار البلاد. وقال المهدي إن هناك معسكرا يمينيا في أمريكا يريد تحقيق أجندة إسرائيلية في السودان ، وهنالك منابر أخرى تدعو للديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية. بدورها قالت المسؤولة في الحزب سارة نقد الله ان المكتب السياسي للحزب قرر مقاطعة الانتخابات الحالية بجميع مستوياتها. بما في ذلك انتخابات حكام الولايات. واضافت ان زعيم حزب الامة الصادق المهدي تم منحه الحق في اتخاذ اجراء يحقق المصالح الوطنية لكن ثلاثة مسؤولين في الحزب قالوا ان هذا لن يؤثر على قرار مقاطعة الانتخابات. وكان الحزب قدم قائمة بثمانية شروط للمشاركة في الانتخابات منها التأجيل اربعة اسابيع وتمويل حكومي للاحزاب السياسية. ولم يتم تلبية سوى شرط واحد - وهو وضع حد اقصى للانفاق في الحملات الانتخابية - بحلول نهاية المهلة التي حددها الحزب في السادس من نيسان. كما اعلنت احزاب الشيوعي وحزب الامة - الاصلاح والتجديد وأحزاب أخرى اصغر مقاطعتها الكاملة للانتخابات. وكان الرئيس عمر حسن البشير يأمل في الفوز في الانتخابات كتحد لامر اعتقاله الصادر من المحكمة الجنائية الدولية وليضفي شرعية على حكمه لكن انسحاب حزب الامة بعد يوم من انسحاب الحركة الشعبية لتحرير السودان يلقي مزيدا من الشكوك على الانتخابات. و يشارك السودانيون الاحد في اول انتخابات تعددية منذ 1986 رغم مقاطعة قسم كبير من المعارضة ، وسيخوض البشير في 11 12و 13و نيسان اول اختبار انتخابي في اكبر بلد افريقي يقوده ، بلا منازع ، منذ انقلاب 30 حزيران 1989 بدعم الاسلاميين. وحشد الرئيس السوداني كل طاقته للفوز في هذه الانتخابات من اجل الحصول على دعم شعبي في مواجهة مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور المضطرب. وفي بداية الحملة الانتخابية بدا ان الاقتراع سيشهد منافسة على اصوات الناخبين ، حتى ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر تحدث عن احتمال تنظيم دورة ثانية. ولكن انسحاب ياسر عرمان بالاضافة الى انسحاب الصادق المهدي زعيم حزب الامة التاريخي غير الوضع حيث يرى محللون ان كل ذلك سيضمن فوزا مريحا للبشير.الا ان مراقبين يرون ان فوزه لن يكون ضمانه للاعتراف بشرعيته اذا ما طعن فيها على مستوى دولي. وفي مقابل نشاط البشير في حملته الانتخابية كانت المعارضة غارقة في الخلافات الداخلية وعدم قدرتها على الاتفاق في ما بينها على اسم مرشح واحد في مواجهة البشير. الا ان كل ذلك لا يمنع بحسب محللين من ان تشهد الانتخابات السودانية مفاجآت نظرا لتعقيدات المشهد السياسي السوداني . في سياق اخر اعلنت وساطة الامم المتحدة والوساطة القطرية لمحادثات الدوحة للسلام في دارفور ان المفاوضات بين وفد الحكومة السودانية ووفدي حركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة المتمردتين ستستأنف في قطر الشهر المقبل بعد الانتخابات السودانية.ودعت الوساطة جميع الاطراف المشاركة بفاعلية المفاوضات على اساس موضوعات التفاوض التي تم الاتفاق عليها في الاتفاقيات الموقعة. لكن بعثة الاتحاد الاوروبي لمراقبة الانتخابات السودانية في مقابل ذلك اعلنت سحب مراقبيها من دارفور . وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في السودان فيرونيك دو كيسير "قررت المغادرة مع اعضاء الفريق المكون من ستة مراقبين كانوا موجودين في دارفور".واضافت "انه يستحيل اتمام هذه المهمة بمصداقية". وقالت "لقد اغضبتني تهديدات الرئيس البشير لكن لا علاقة لها اطلاقا بالقرار انها مسالة قيود والمجازفة بالمس بمصداقية المهمة باكملها". ( وكالات )