أيد (75%) في استبيان أجرته قناة BBC بالعربية تحديد سن الزواج للفتيات بالدول العربية ب(18) عاماً . الاستبيان الذي دعت إليه قناة BBC ليل امس الاثنين جاء ضمن برنامج نقطة حوار الذي كرس لمناقشة تحديد سن الزواج للفتيات وذلك على إثر وفاة فتاة يمنية بعد أربعة أيام من زواجها متأثرة بجراحها جراء جماع وحشي تسبب في تفكيك جاهزها التناسلي غير المتكافئ . ورفض (25%) من المشاركين في الاستبيان تحديد سن للزواج أسوة بمطالب تيار الخطباء ومتشددين في حزب التجمع اليمني للإصلاح الديني المعارض في اليمن الذين يخوضون معارضة تزعم أن تحديد سن الزواج للفتيات هو تنفيذ لتوجهات غربية تريد خلخلة المجتمع اليمني والإسلامي تحت طائلة اتفاقية السيدوا . وتقابلهم في الطرف الأخر منظمات مجتمع مدني تنشط بقوة ضد التيار المتشدد وتتمثل باللجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن وصحفيات بلا قيود و على رأس الناشطين "شوقي القاضي " قيادي برلماني لحزب الإصلاحي لكنه يقود معارضة شرسة لتيار حزبه من الفقهاء المطالبين بعدم تحديد سن الزواج . وتطرق البرنامج الذي بثته قناة "BBC" الى عرض مأساة الفتاة "سالى " من اليمن التي تزوجت وعمرها (10) سنوات ، حيث قالت أنها كانت تعتقد أن الزواج هو فستان جديد ومكياج وحفل وتفاجأت بأمور أخرى في ليلة الدخلة لم تكن تعلم ماذا يحدث لها بالضبط خصوصاً وأن تجهل العملية برمتها . وأكدت أنها كرهت الزواج ولن تتزوج أبداً بعد الخلاص من زوجها متهمة أبوها بالمأساة . والدها الذي كان أيضاً على اتصال بالقناة قال أنه تعرض لخدعة من أخت امرأته حيث اشترط تربيتها حتى تبلغ سن الرشد خصوصاً وأنه كان محتاجاً لفلوس ليتدبر بها شئونه وشئون أولاده . وقال : اشترط على أم العريس " خالة الطفلة سالي" تربيتها ولكنهم انقلبوا على الاتفاق وتفاجأ عند علمه بدخول الزواج على ابنته وهي لا تفقه شيئا من أمور المعاشرة الزوجية وغير قادرة على تسيير أمور البيت. وتوالت النقاشات من قبل مشاركين من اليمن ودول عديدة واستضاف البرنامج متخصصين وأطباء أكدوا عدم قدرة الفتاة على استيعاب المعاشرة المبكرة حيث ينجم عن ذلك كوارث تصل معصمها إلى الوفاة جراء الحمل والولادة ، في حين أكد أحد الفقهاء المستضافين في البرنامج أن زواج الفتاة تحت سن 16 عاماً يعتبر جريمة ضد الانسانية فيما أكد المشاركين الفقهاء من مصر أن وزارة الصحة بدولة مصر حددت سن الزواج قبل أعوام ب(18) عاماً . يأتي هذا البرنامج وسط جدل لا يزال يعم اليمن حول تحديد السن القانونية لزواج الفتيات حيث تبلغ نسبة الفتيات اللواتي يتزوجن دون سن الخامسة عشر 25%. وكان تقرير طبي صادر عن المستشفى الذي نقلت إليه الفتاة - مثار قضية النقاش- للعلاج أورد أنها عانت من مزق في أعضائها التناسلية ناجم عن عملية الجماع. وقالت سيجريد كاج المدير الإقليمي للمنظمة الدولية لرعاية الطفولة (اليونيسيف) أن المنظمة تشعر بالاستياء الشديد بسبب "وفاة طفلة عروس ثانية في اليمن". يذكر أن المئات من اليمنيات قد تظاهرن خارج مبني البرلمان اليمني قبل أسبوعين لتأييد مشروع قانون يضع حدا أدنى لسن الزواج في البلاد وهو 18 عاما. وجاءت المظاهرات التي نظمها الاتحاد العام لنساء اليمن ومنظمات نسائية أخرى ردا على احتجاج قبل يومين من المظاهرة وشارك فيه الآلاف من النساء ضد مشروع القانون، بناء على دعوة رجال الدين الإسلاميين والمحافظين. وسعى مسئولون بالحكومة اليمنية في فبراير/شباط عام 2009 إلى تفعيل قانون يمنع زواج الفتيات قبل سن 17 عاما والفتيان قبل 18 عاما لكن أعضاء في البرلمان عارضوا ذلك قائلين إنه يخالف الشريعة الإسلامية. وتشير بيانات صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى أن ربع الفتيات في اليمن يتزوجن في سن 15 عاما.