( الوطن ) - في دراسة طبية حديثة 94 % من الأطباء والطبيبات في اليمن يؤكدون أن السن الآمن للزواج هو بعد 16 عاماً ، ويذهب 81 % منهم إلى أنه سن 18 عاماً . وعن المخاطر التي تواجهها الفتاة التي تزوج قبل السن الآمن للزواج أكد 96 % في الدراسة -حصلت "الوطن" على نسخة منها - على وجود أضرار نفسية وعضوية وصحية ، منها ما هو متعلق بالزواج ، ومنها وهو الأخطر ما يتعلق بالحمل والولادة التي قد تصل إلى الوفاة ، ومن خلال تجاربهم كأطباء وطبيبات في المجتمع أكد 93 % منهم على وجود وانتشار ظاهرة تزويج الصغيرات في المجتمع اليمني. الدراسة التي نفذتها الباحثة الاجتماعية تيسير عقلان نفذتها في بداية إبريل 2010 ، شملت 200 طبيب وطبيبة من مختلف التخصصات الطبية ، في ثلاث محافظات يمنية هي: تعز ، وإب ، وذمار ، تعاون معها من محافظة إب كلُ من: خالد العزب ونوال الورافي من جمعية التنوير للتنمية الاجتماعية ، وسوزان الحروي وعبد الواحد النجار من جمعية صناع الحياة ، ومن محافظة ذمار الإخوة: ناصر علي البداي ، وعلي أحمد العذري ، وعبد الله مياس. وجاءت هذه الدراسة في ظل الجدل المحتدم في الساحة اليمنية حول سَن تشريع يحدد سن الزواج، حيث يعارض عدد من النواب الإسلاميين تحديد سن الزواج، فيما يذهب مؤيدون لمطالبة البرلمان بسن التشريع للحد من ظاهرة الزواج المبكر أو زواج الصغيرات المتفشية في اليمن. ويقول المعارضون لمشروع القانون إن تحديد سن للزواج يخالف الشريعة الإسلامية، في حين يرفض المؤيدون هذا الطرح لأنه غير مدعم بنصوص من القرآن والسنة، ويؤكدون خطورة هذا الزواج على الفتيات صحيا واجتماعيا وتعليميا. وألقت حادثة وفاة الطفلة المتزوجة إلهام العشي،مؤخرا- والتي راحت ضحية هذا النمط من الزواج بعد تعرضها لتمزقات ونزيف أدى إلى موتها-ألقت بضلالها على مشهد المعركة الحاصلة حول سن الزواج، لتصبح الطفلة الهام العنوان الأبرز كقضية رأي عام لسن هذا التشريع ، مضعفتا بذلك موقف الإسلاميين المتشددين من حزب الاصلاح المعارض والمناوئين لتحديد سن للزواج في الشارع وتحت قبة البرلمان الذي يتوقع أن ينظر في المشروع قريبا. وينص مشروع تعديلات قانون الأحوال الشخصية على تحديد سن الزواج ب17 عاما، ويشدد العقوبات على أولياء الأمور الذين يزوجون بناتهم دون السن القانونية، كما يوقع عقوبات بالسجن وغرامات مالية بحق الأمناء الشرعيين الذين يعقدون قران طفلات وكذا بحق الشهود. ومن أبرز المعارضين لتحديد سن الزواج في اليمن، الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان وعضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح والمتهم أميركيا بدعم الإرهاب، إضافة إلى رموز في التيار السلفي الإصلاحي في اليمن.