قالت منظمة سياج لحماية الطفولة أن فريق التحقيق التابع لها توصل إلى أن الطفلة "حنان" التي عثر عليها امن العاصمة نائمة في حديقة الثورة بصنعاء وهي ضحية لتزويج قسري، هددت بالتصفية الجسدية بسبب اتهامها لأحد الأشخاص باستغلالها جنسياً. وتحفظت الشرطة على زوج الطفلة وهو في الثلاثينات من العمر مع شخص آخر للتحقيق معهم حول عدد من التهم التي واجهتهم بها الضحية التي تبلغ 14 من العمر. وأشارت سياج في بلاغ -تلقته"الوطن"-إلى أن المسئولين الذين التقاهم فريقها أكدوا أن الطفلة ذات بنية جسمية صغيرة وتعاني من مشكلات نفسية جراء الزواج والهروب والتشرد ومحاولات الاستغلال التي تعرضت لها. وكان منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ذكر إن أفراد من قسم شرطة منطقة الثورة بأمانة العاصمة أوقفوا مساء أمس الطفلة الضحية أثناء محاولتها النوم في حديقة الثورة بعد تشردها في الشوارع لثلاثة أيام. وقال المنتدى ان "حنان" هي احد ضحايا الزواج المبكر، حيث تم تزويجها في سن 13 عاماً على احد أقربائها، وبعد تعرضها لإساءة المعاملة الشديدة ففد هربت إلى العاصمة. ودعت سياج علماء الدين والإعلاميين والجهات الحكومة والمجتمع المدني إلى القيام بواجبهم الإنساني في توعية المجتمع بمخاطر وأضرار تزويج الصغيرات وما قد ينتج عنه من مخاطر وأكدت رفضها لهذا النوع من الزواج. وبينت معلومات فريق سياج أن الضحية من أهالي محافظة المحويت وتسكن مع أسرتها في منطقة ضلاع همدان القريبة من صنعاء وأنها من أسرة فقيرة. وقالت المنظمة انها تسعى حالياً إلى تأمين المساندة القانونية للضحية حتى يتم خلاصها من الزواج والتواصل مع التنسيق مع الجهات الأمنية لتأمين حياتها. وحسب بلاغ سياج ، فقد أكد مسئولون بوزارة الداخلية أن عم الطفلة الضحية قام باستلامها ليلة أمس بتوجيهات من مدير أمن العاصمة . وكان منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان (إحدى منضمات المجتمع المدني في اليمن ) كشف أول ابريل الجاري عن وفاة طفلة يمنية في محافظة حجة بعد 3 ايام من زفافها اثر نزيف مميت نتج عن تمزق الأعضاء التناسلية للطفلة. وقال المنتدى ان الطفلة الهام مهدي شوعي العسي 13 سنة - توفيت في 2 ابريل بسبب تمزق كامل في الأعضاء التناسلية ونزيف مميت حسب تقرير طبي صادر عن مستشفى الثورة بعد زفافها يوم الاثنين الماضي 29 مارس 2010 . وأضاف منتدى الشقائق ان الطفلة إلهام تزوجت ضمن ما يعرف بزواج البدل حيث منحت الطفلة إلى عائلة الزوج ومنحت أخت الزوج بالمقابل إلى عائلة الهام المتوفية. ويعارض نواب في حزبي الإصلاح الإسلامي المعارض والمؤتمر الشعبي الحاكم قانون سنه البرلمان يمنع زواج القاصرات ويحدد سن الزواج ب17 عاماً كما يفرض عقوبات على المخالفين للقانون حيث يشدد العقوبات على أولياء الأمور الذين يزوجون بناتهم دون السن القانونية، كما يوقع عقوبات بالسجن وغرامات مالية بحق الأمناء الشرعيين الذين يعقدون قران طفلات وكذا بحق الشهود. ومن أبرز المعارضين لتحديد سن الزواج في اليمن، الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان وعضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح والمتهم أميركيا بدعم الإرهاب، إضافة إلى رموز في التيار السلفي الإصلاحي في اليمن. وتقدم نواب بعريضة لرئاسة البرلمان تطالب بإعادة المداولة في قانون تحديد سن الزواج الذي لم يطرح على قاعة البرلمان رغم كثير من الجدل اثير فيه بين المؤيدين وهم الغالبية من منظمات المجتمع المدني والبرلمانيين والمثقفين والاقلية المتطرفة التي تعارض القانون. وفي دراسة طبية حديثة أكد 94 % من الأطباء والطبيبات في اليمن أن السن الآمن للزواج هو بعد 16 عاماً ، ويذهب 81 % منهم إلى أنه سن 18 عاماً . وعن المخاطر التي تواجهها الفتاة التي تزوج قبل السن الآمن للزواج أكد 96 % في الدراسة –نشرتها "الوطن" الجمعة الماضية - وجود أضرار نفسية وعضوية وصحية ، منها ما هو متعلق بالزواج ، ومنها وهو الأخطر ما يتعلق بالحمل والولادة التي قد تصل إلى الوفاة ، ومن خلال تجاربهم كأطباء وطبيبات في المجتمع أكد 93 % منهم على وجود وانتشار ظاهرة تزويج الصغيرات في المجتمع اليمني. الدراسة التي نفذتها الباحثة الاجتماعية تيسير عقلان نفذتها في بداية إبريل 2010 ، شملت 200 طبيب وطبيبة من مختلف التخصصات الطبية ، في ثلاث محافظات يمنية هي: تعز ، وإب ، وذمار ، تعاون معها من محافظة إب كلُ من: خالد العزب ونوال الورافي من جمعية التنوير للتنمية الاجتماعية ، وسوزان الحروي وعبد الواحد النجار من جمعية صناع الحياة ، ومن محافظة ذمار الإخوة: ناصر علي البداي ، وعلي أحمد العذري ، وعبد الله مياس. ويقول المعارضون لمشروع القانون إن تحديد سن للزواج يخالف الشريعة الإسلامية، في حين يرفض المؤيدون هذا الطرح لأنه غير مدعم بنصوص من القرآن والسنة، ويؤكدون خطورة هذا الزواج على الفتيات صحيا واجتماعيا وتعليميا. وألقت حادثة وفاة الطفلة المتزوجة إلهام العشي - والتي راحت ضحية هذا النمط من الزواج بعد تعرضها لتمزقات ونزيف أدى إلى موتها-ألقت بضلالها على مشهد المعركة الحاصلة حول سن الزواج، لتصبح الطفلة الهام العنوان الأبرز كقضية رأي عام لسن هذا التشريع ، مضعفتا بذلك موقف الإسلاميين المتشددين من حزب الاصلاح المعارض والمناوئين لتحديد سن للزواج سواء في الشارع اليمني وتحت قبة البرلمان الذي يتوقع أن ينظر في المشروع قريبا.