هاجم اليمن الذي يخوض مواجهات محتدمة مع عناصر القاعدة وبشدة تقارير لوسائل الإعلام الأمريكية والغربية صبت مؤخرا حول التضخم من حجم خطر عناصر القاعدة في اليمن بوصفها المهدد الاكبر للدول الشقيقة والصديقة وتفوق في قدراتها الفرع الام في افغانستان، واصفا ايها ب"تسريبات لاصحة لها". و أكد مصدر يمني مسؤول أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب من عمليات ناجحة في مواجهات القاعدة والعمل على اجتثاثهم من المناطق التي يتحصنون فيها قد أثبت قدرة وكفاءة قوات الأمن اليمنية ونجاحها في التصدي للعناصر الإرهابية ومكافحة الإرهاب. ولم يستبعد المصدر اليمني المسئول ان تكون حملة التسريبات الأخيرة مرتبطة بأجواء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية ، غير انه اكد انها لن تؤثر على سياسة الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب أو على التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهته ودون المساس بسيادة اليمن ودستورها وقوانينها. وجدد المصدر التأكيد على تمسك الجمهورية اليمنية, بأن مكافحة الإرهاب ستظل مسؤولية أجهزة الأمن اليمنية. وقال: " إن القوات اليمنية وبدعم الأصدقاء والأشقاء قادرة على تحمل مسؤوليتها كاملة في القضاء على عناصر القاعدة ومن يساندهم من عناصر التخريب، وقد حققت نجاحات في هذا المجال,حيث يشهد تنظيم القاعدة حاليا انهيارات كبيرة في صفوفه سواء من خلال الضربات الإستباقية التي تنفذها الأجهزة الأمنية أو استسلام عدد من قيادات وعناصر التنظيم أو إلقاء القبض على عدد منها خلال الملاحقات الأمنية المستمرة التي تنفذها الأجهزة الأمنية ضد العناصر الإرهابية وتضييق الخناق عليها". وكانت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر امس الأربعاء قالت أن محللي وكالة الاستخبارات الأميركية، وللمرة الأولى منذ اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، توصلوا إلى أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن يشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي أكثر من الخطر الذي تشكله مجموعة قيادات القاعدة الموجودة في باكستان. ونقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله ان الولايات المتحدة تتجه الى تصعيد كبير في عملياتها العسكرية ضد مسلحي تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية خلال الشهور القليلة المقبلة. ونشرت الصحيفة تقريرا كشفت فيه النقاب عن تقرير وضعته المخابرات المركزية الاميركية (سي.آي.أيه) يقر بأن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تفوق الآن في خطورتها وقدرتها على تهديد الولايات المتحدة القيادة التقليدية للقاعدة التي يرأسها كل من أسامة بن لادن وايمن الظواهري. وقالت الصحيفة ان التقرير الذي رفع الى ادارة الرئيس باراك اوباما أسفر عن دعوة من الادارة الى الاجهزة المعنية بتكثيف العمليات العسكرية في اليمن التي تعد مقر فرع القاعدة في الجزيرة العربية والى بحث تكثيف استخدام الطائرات القاذفة بدون طيار في مناطق تمركز مسلحي المنظمة باليمن. في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول يمني قوله ان بلاده لن ترحب بأي تصعيد أو تدخل أميركي مباشر في مواجهة المسلحين على أراضيها. وقال المسؤول الذي لم تنشر الصحيفة اسمه ان «الوضع في اليمن لا يشبه الوضع في باكستان أو أفغانستان. اننا نتحكم في الموقف». وقال مسئول امني رفيع بأن اليمن واجهت الإرهاب وعملت على مكافحته, قبل أن تتحول مكافحة الإرهاب إلى قضية دولية, وهي اليوم تواصل حربها على الإرهاب ومكافحته في إطار الجهود الدولية, ولكن مكافحته تظل قضية يمنية , وشأن أجهزة الأمن اليمنية, والتي تمتلك القدرة على هزيمته ,وقد فعلت ذلك في أكثر من مواجهه, ووجهت إليه ضربات استباقية نوعية موجعة يزيد عددها عن 70 ضربة قتلت خلالها وأصابت العشرات من العناصر الإرهابية, وألقت القبض على أكثر من 250 من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة ،مؤكدا الاستمرار في جهود مكافحة الإرهاب دفاعاً عن اليمن ومصالحها العليا.