طالب اليمن بعدم التسرع في إصدار الإحكام في قضية الطرود البريدية المشبوهة والتي وصفها بقضية "حساسة" ،قبل أن تتكشف نتائج التحقيقات وتظهر الحقيقة، مؤكدا بأن الأجهزة الأمنية وهيئة الطيران المدني باشرتا التحقيق حول المعلومات التي تزعم بشحنات طرود مشبوهة مصدرها اليمن . وقال مصدر يمني مسئول في اول تعليق رسمي اليوم السبت انه يتم في هذا الشأن التنسيق مع الأجهزة المختصة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفور التوصل إلى أي نتائج سيتم الإعلان عنها في حينه. ونفى المصدر وجود اي طائرات شحن لشركة (يو بي أس) الامريكية أقلعت أو تقلع من اليمن كما أنه لا يوجد أي طيران مباشر أو غير مباشر سواءً للركاب أو الشحن من أي من المطارات اليمنية إلى مطارات المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية، مستغربا الزج باسم اليمن فيما زعم عن اكتشاف متفجرة في طائرة شحن أمريكية تابعة لشركة (يو بي أس) كانت قادمة من اليمن إلى لندن. وأكد المصدر بأن الإجراءات الأمنية المتخذة في المطارات اليمنية للتفتيش على الركاب أو الحقائب أو طرود الشحن صارمة ودقيقة وتتم عبر أجهزة رقابية حديثة ومتطورة زودت بها بتلك المطارات للكشف عن أي أشياء مشبوهة تمس بسلامة الطيران وأمن الركاب وطبقاً للشروط والإجراءات المقرة من الوكالة الدولية للنقل الجوي(اياتا). غير انه اضاف"أن الأجهزة الأمنية اليمنية وهيئة الطيران المدني باشرتا التحقيق حول المعلومات عن شحنات مشبوهة مصدرها اليمن ويتم في هذا الشأن التنسيق مع الأجهزة المختصة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفور التوصل إلى أي نتائج سيتم الإعلان عنها في حينه". وجدد المصدر المسئول تأكيد ان اليمن سيواصل جهوده في مجال مكافحة الإرهاب التعاون مع المجتمع الدولي في هذا المجال لأن الإرهاب آفة تهدد امن وسلامة الجميع. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال في حديث مقتضب مساء الجمعة- السبت ان الطردين المشبوهين اللذين رصدتهما السلطات في دبي وبريطانيا كانا "يحتويان على مواد متفجرة مصدرهما اليمن "مضيفاً أن "وجهتهما النهائية كانت الولايات المتحدة لمركزي عبادة لليهود في مدينة شيكاغو". الشرطة البريطانية كانت قالت امس الجمعة انها عثرت في طائرة شحن قادمة من اليمن تتبع شركة (يو.بي.اس) الامريكية بمطار (ايست ميدلاندز) القريب من نوتينغهام في وسط انجلترا على محبرة طابعة جرى التلاعب فيها باضافة دوائر كهربائية واسلاك وكانت متجهة الى مدينة شيكاغو الامريكية. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الاماراتية في بيان رسمي بثته وكالة الانباء الاماراتية العثور على شحنة مشبوهة قادمة من اليمن وكان من المقرر شحنها على متن طائرة تابعة لشركة فدكس إلى الولايات المتحدة. وأوضحت أن الجهات المعنية قامت بتحويل تلك الشحنة إلى المختبر للفحص لتحديد نوعها .. وأن هناك تنسيقا مكثفا مع كل من سلطات الطيران المدني في اليمن والولايات المتحدة وبريطانيا حول الموضوع .. ونوهت الى أنه سيتم الإعلان لاحقا عن أي معلومات اضافية . وبالرغم ان عمليات فحص العبوة المشبوهة الاولى اثبتت خلوها من المتفجرات الا ان معلومات اوردها البيت الابيض في وقت لاحق اليوم السبت عن اكثر من طرد تشكل تركيب وتشغيل قنبلة ، عثر منها على اثنين في مطاري بريطانيا ودبي ، فيما يواصل الاستنفار امني للبحث عن البقية. الرئيس الامريكي اوباما وفي حديث لاحق لتطورات القضية من مقره بالبيت الابيض قال "اكتشفت استخباراتنا ومسؤولو انفاذ القانون بالتعاون مع اصدقائنا وحلفائنا ليل الخميس ويوم الجمعة طردين مشبوهين متوجهين الى الولايات المتحدة وعلى وجه التحديد داري عبادة لليهود في شيكاغو". واضاف ان "هذين الطردين حدد مكانهما في دبي ومطار (ايست ميدلاندز) بالمملكة المتحدة وقد كشف الفحص الأولي لهما أنهما يحتويان على مواد متفجرة على ما يبدو". وقال اوباما "نبهني الى هذا الخطر كبير مستشاريي مكافحة الارهاب جون برينان الليلة الماضية فوجهت وزارة الأمن الداخلي وجميع سلطات انفاذ القانون ووكالات الاستخبارات باتخاذ ما يلزم من خطوات لحماية مواطنينا من هذا النوع من الهجوم". واضاف "ادت هذه التدابير الى عمليات فحص اضافية لبعض الطائرات في نيوارك وفيلادلفيا كما اتخذت وزارة الأمن الوطني خطوات لتعزيز سلامة الطيران الجوي بما في ذلك عمليات فحص اضافية للبضائع". وطمأن الرئيس الامريكي بأن ادارته "ستواصل العمل باجراءات الحماية الاضافية طالما استدعى الامر لضمان امن وامان المواطنين. واضاف انه وجه ايضا "بأننا لن نألوا جهدا في التحقيق حول مصدر هذه الطرود المشبوهة وعلاقتها بأي مخطط ارهابي اخر". وذكر "بالرغم من اننا مانزال نتابع كل الحقائق حول هذا الموضوع الا اننا نعرف ان مصدر هذه الطرود هو اليمن كما نعرف ان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهي مجموعة ارهابية مقرها اليمن تواصل التخطيط لاعتداءات على ارضنا ومواطنينا واصدقائنا وحلفائنا". وقال اوباما ان بيرنان مستشاره لشئون مكافحة الاهاب اتصل بالرئيس علي عبدالله صالح مشيرا الى ان "الرئيس صالح تعهد بالتعاون الكامل من قبل الحكومة اليمنية في هذا التحقيق". واضاف "فيما نمضي قدما سنواصل تعزيز تعاوننا مع الحكومة اليمنية لعرقلة التآمر من قبل القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتدمير المجموعات التابعة لها وسنواصل ايضا جهودنا لتعزيز اضافي للاستقرار والامن والازدهار في اليمن بحيث لا يكون للمجموعات الارهابية الوقت والمساحة اللازمين للتخطيط لاعتداءات من داخل حدودها".