عاد المطلوببين اليمنيين رجل الدين انور العولقي ،وفهد محمد أحمد القصع الذي كانت انباء تحدثت عن مقتله مع عدد كبير من قياديي "القاعدة" في هجمات مختلفة شنتها طائرات أميركية بلا طيّار ضد أهداف بولاية وزيرستان الشمالية في سبتمبر الماضي، عادا إلى واجهة الاهتمام الامريكي ، مع اضفاء مزيد من الغموض حول مصير القصع. وأعلن قاضي فدرالي اميركي ،أمس، عدم اختصاصه النظر في الشكوى المقدمة من والد الامام الاميركي اليمني انور العولقي ضد قرار اغتياله الذي اصدرته، كما يقول، الولايات المتحدة بحق ابنه. واعتبر قاضي واشنطن الفدرالي جون باتيس، ان القضية "فريدة وغير عادية"، مشيرا الى ان "مشاكل دستورية واجرائيه" تضطره الى رد الشكوى منذ البداية. وقال في قرار من 83 صفحة صدر الثلاثاء ان "القضايا الخطيرة المتعلقة باساس السماح باغتيالات محددة لمواطن اميركي خارج البلاد سيتم بحثها في وقت اخر امام هيئة خارج النظام القضائي". ويحتج ناصر العولقي والد الامام انور الذي يعتقد بتواجده في احدى المناطق القبلية في اليمن على ادراج ابنه في قائمة الاشخاص المطلوب اغتيالهم ما يحرمه من الحق في محاكمة سليمة كما يقضي الدستور للمواطنين الاميركيين. ولم تعترف واشنطن ابدا بوجود مثل هذه القائمة لكن مسؤولين كبارا في الادارة سربوا امر اغتيال الامام العولقي الى الصحف.. إلى ذلك اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أمس ،الثلاثاء، عن تصنيفها المطلوب اليمني فهد محمد احمد القصع وهو احد زعماء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كارهابي عالمي بموجب القرار التنفيذي رقم 13224-دون الاشارة الى تأكيد او نفي انباء مصرعه. وجاء هذا الإعلان بعد أشهر قليلة على تسرب أنباء للمخابرات الباكستانية عن إن إحدى الضربة الأميركية بطائرات بدون طيار والتي وقعت في الثامن من (سبتمبر) بمنطقة وزيرستان ،قُتل فيها فهد محمد أحمد القصع (35 عاماً)، القيادي اليمني في فرع "القاعدة في جزيرة العرب" والموضوع على قائمة أبرز المطلوبين للولايات المتحدة بسبب دوره المزعوم في عملية تفجير المدمرة "يو أس أس كول" العام 2000 في ميناء عدن وعلاقته باثنين من الذين شاركوا في هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 ضد نيويورك وواشنطن. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الامريكية ان قرار كلينتون تصنيف فهد محمد احمد القصع كارهابي عالمي بموجب القرار التنفيذي رقم 13224."يستهدف الارهابيين ومن يوفرون الدعم للارهابيين او الاعمال الارهابية" كما وضعت وزارة الخارجية القصع على القائمة الموحدة في لجنة العقوبات لقرار الامم المتحدة رقم 1267 المتعلقة بالافراد المرتبطين بتنظيم القاعدة وحركة طالبان. وذكر البيان ان هذه الاجراءات "ستساعد في وقف تدفق تمويل القصع ومنع سفره" واصفا اياه بانه "خطير". من جهته رأى منسق وزارة الخارجية الامريكية لشؤون مكافحة الارهاب دانيال بنجامين ان تصنيف القصع "يسلط الضوء على العمل الامريكي ضد التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على الولايات المتحدة". واضاف بنجامين ان "التصنيف المشترك اليوم بين الولايات المتحدة والامم المتحدة يحذر الرأي العام بان فهد القصع منخرط في الارهاب.. هذه الاجراءات تكشف افرادا مثل القصع وتعزلهم وتؤدي الى حرمان وصولهم الى النظام المالي العالمي". ولفتت وزارة الخارجية الى انه قبل قيام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية كان القصع مرتبطا بعناصر القاعدة في اليمن ومتورطا في تفجير المدمرة الامريكية (يو.اس.اس كول) في ميناء عدن الذي اسفر عن مقتل 17 امريكيا. واشارت الى ان القصع ادرج في نوفمبر من العام الماضي على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي لاكثر الارهابيين المطلوبين. يذكر ان تصنيف القصع كارهابي عالمي بموجب القرار التنفيذي رقم 13224 يعني تجميد كل ممتلكاته الخاضعة للسيادة الامريكية ويحظر على الاشخاص الامريكيين الانخراط في معاملات لصالحه. وختمت وزارة الخارجية بيانها باعتبار ان هذه الاجراءات التي اتخذت "تظهر العزم الدولي على ازالة قدرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على تنفيذ هجمات عنيفة وتعطيل وتفكيك وهزيمة هذه الشبكات". ( وكالات)