قد يبدو ذلك غريباً، لكن فصول الشتاء القاسية التي تشهدها أوروبا منذ 10 سنوات مرتبطة إلى حد كبير بالاحتباس الحراري العالمي، وفقاً لعلماء في ألمانيا . للوهلة الأولى، قد تبدو موجة البرد القارس التي تضرب أوروبا متناقضة مع معدل ارتفاع درجات الحرارة المتوقع بحلول نهاية القرن والذي قد يتراوح بين خمس وست درجات . وللمشككين الذين يعتبرون ان ذلك يشكل دليلاً على عدم وجود احتباس مناخي، يجيب بعض العلماء أن موجات البرد هذه هي برودة موقتة في خضم الاحتباس العالمي . لكن دراسة جديدة تذهب أبعد من ذلك وتظهر أن ارتفاع الحرارة العالمي هو بالتحديد وراء فصول الشتاء القارسة البرودة . والسبب يعود الى ذوبان الكتل الجليدية القطبية الشمالية . فالاحتباس الحراري الذي يفوق المعدل بثلاثة أضعاف أدى إلى تقليص هذه الكتل الجليدية بنسبة 20% في السنوات الثلاثين الأخيرة . وقد تختفي نهائيا خلال أشهر الصيف بحلول نهاية القرن . ويشرح ستيفان رامستورف، الخبير في المناخ في معهد بوتسدام العريق (ألمانيا) المعني بالأبحاث المناخية "لنفترض أن حرارة المحيط بلغت الصفر . سيكون بذلك أحر بكثير من الهواء المحيط به في هذه المنطقة القطبية في الشتاء . والنتيجة ستكون موجة دافئة تطال تأثيراتها الجو فوقها، وهو أمر لا يحصل عندما يكون المحيط مكسواً بالجليد . إنه تغير هائل" .