عزيز محمد - شهدت الساعات الماضية تصعيدا في خطاب القوى السياسية خلافا لتوقعات كانت سادت بين الطرفين بتقارب مرتقب عقب مبادرة المؤتمر الشعبي العام الأخيرة بخصوص الانتخابات والتعديلات الدستورية. التصعيد حملته كلمات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزيري الدفاع والداخلية وبيان قادة الجيش والأمن في مؤتمرهم السنوي وقابله بيان لأحزاب المشترك المعارضة في اليمن واللجنة التحضيرية للحوار الوطني. رئيس الجمهورية وعلى خلفية تظاهرات متفرقة تنظمها احزاب اللقاء المشترك احتجاجا على سير المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن نحو اجراء الانتخابات واجراء تعديل دستوري شن هجوما عيفاً على المعارضة في الوقت الذي كان رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية بنفس الحدة في الهجوم على احزاب المشترك. بيان مؤتمر الجيش والامن السنوي حمل رسائل عديدة الى عدة اطراف وتصدره الجانب السياسي حيث وجه قادة الجيش والامن تهديدات مبطنة قد تفرز انعكاسات ميدانية خلال الايام القادمة خصوصا مع اصرار المشترك على مواصلة الاحتجاجات الجماهيرية في مديريات ومدن المحافظات. المؤتمر السنوي لقادة القوات المسلحة والأمن خرج بتوصيات عديدة كان اهمها تشكيل قيادة عسكرية وأمنية عليا للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة والسلام الاجتماعي العام في اشارة الى استعداد الجيش والامن لبدء مهام تستدعي التنسيق كون الامن لن يكون بمقدوره مواجهة ما هو قادم لوحدة. قادة الجيش والأمن اشادوا بجهود السلطة التشريعية ممثلة بمجلس النواب الرامية إلى تطوير النظام السياسي والانتقال بالسلطة المحلية إلى مراتب متقدمة من الأداء الملبي لمصالح الشعب والوطن واكدوا على أهمية التعديلات الدستورية المتجاوبة مع الإستراتيجية الوطنية للدولة في هذا المجال. واعلن مؤتمر القوات المسلحة والامن انه لن يسمح بأي شكل من الأشكال بوقوع الوطن في فراغ دستوري وجدد التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها.. وانه لا يجوز السماح لتجار السياسة والساعين إلى تعطيل الانتخابات وصناعة الأزمات أن يبلغوا مراميهم الخبيثة مطلقاً. كما اكد على ضرورة العمل بمبدأ الحوار كوسيلة يُجمع من خلالها أبناء الوطن على ما يخدم الشعب ويقود إلى الخروج من الأزمات ويمكن من تجاوز العقبات والتحديات التي تواجه مسيرة البناء الوطني الشامل.. ويقطع الطريق على الذين يفكرون بالتضحية بالأبرياء. وحذر قادة الجيش والأمن من مخاطر الأساليب المخادعة للانتهازيين والمتمصلحين الذين يريدون أن يزجوا بالبسطاء من أبناء الشعب في المجهول ودعوا إلى كشف أساليبهم التآمرية المخادعة.. كونهم سيختفون في البدروم أو المخابئ وسيتحالفون مع الشيطان لبلوغ أهدافهم المريضة وتحقيق مصالحهم الشخصية.. أما مصلحة الوطن وأبناء الشعب فهي لا تهمهم لا من قريب ولا من بعيد. ولم تذهب كلمات وزيري الداخلية والدفاع بعيدا عن توجه قادة الجيش حيث كانت مخاوف اعمال الشغب والتخريب هاجسا حاول الجميع رفع حدة خطابه لايصال رسالة الى القوى التي تعمل في هذا الاتجاه مفادها ان قوات الامن والجيش لن تقبل المتظاهرين كما حصل في تونس. وفي مقابل ذلك اتخذت احزاب المشترك المعارضة واللجنة التحضيرية من اعتقال الناشطة توكل كرمان مساء امس الاول مدخلا لرفع نبرة خطابها ضد السلطة والحزب الحاكم ولم تغفل قوات الامن والجيش حيث توجه اللقاء المشترك وشركاؤه بكل ود وحرص إلى إخوانهم وأبنائهم الأفراد والضباط وضباط الصف من القوات المسلحة والأمن بأن يحذروا من عواقب جرجرتهم ودفعهم إلى ما من شأنه قمع وانتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم باعتبار ذلك جرائم دستورية لا تسقط بالتقادم، ولن تتورع القلة الفاسدة في اللحظة الحرجة من تقديمهم كبش فداء حيث سيلقون بالمسئولية عليهم- حسب بيان صدر مساء أمس الاحد. وحذر المشترك وشركاؤه السلطة من مغبة اللعب بالنار الذي سيجر الوطن إلى ما لا يحمد عقباه فالظروف المحلية والإقليمية والدولية اليوم غيرها بالأمس، وما كل مرة تسلم الجرة حسب البيان. وفي حين دعت احزاب المشترك كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى التضامن مع الناشطة والصحفية توكل كرمان وكافة المعتقلين السياسيين والناشطين الحقوقيين طالبت أعضاء وأنصار اللقاء المشترك وشركاؤهم وكافة جماهير الشعب اليمني إلى مواصلة النضال السلمي وإقامة مختلف وسائل الاحتجاج السلمي حتى يستعيد الشعب حقوقه المغتصبة. واعتبر المشترك المهرجانات والفعاليات السلمية التي أقامها وشركاؤه في العديد من مديريات الجمهورية ومدنها الثانوية، والانطلاقة ا العفوية لطلاب وطالبات جامعة صنعاء تعبير عن تطلعها للتغيير ورفض الواقع المر البائس الذي تعيشه البلاد، . وقال بيان المشترك ان الواقع المؤلم والموجع الذي يعيشة الشعب اليمني فرضته عليه القلة الفاسدة الممسكة بأزمة القرار، والتي انتفخت كروشها وتضخمت أرصدتها من العملات الصعبة على حساب كدح وعرق وحياة الغالبية العظمى من أبناء الشعب اليمني الذي أرهقتهم المعاناة وأفقرهم ذلك النهب المنظم للمال العام ولثروات البلاد وخيراتها ومقدرات الدولة والمجتمع . وتؤكد المؤشرات ان الأيام القادمة ستحفل بمواجهة سياسية بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة لن تقتصر ساحاتها على وسائل الاعلام كما كان سابقا بل سيكون الشارع ملاذا وحيد للمعارضة في حال اصر المؤتمر على السير نحو انتخابات برلمانية بصورة منفردة. وأمام كل هذه المؤشرات المزعجه وضعت القوات المسلحة والأمن في مواجهة قوى سياسية وطلاب أرهقتهم سياسة الحزب الواحد وقضت على ما تبقى من أمل لدى الجميع بإمكانية ان تمثل العملية السياسية بشقها الانتخابي مخرجا من واقع مخيف اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا في بلد لم يعد بعيدا عن الهاوية. وعليه سيكون من الملائم ان يضع العقلاء في هذا البلد حدا للتدهور الذي تشهده الاخيرة ،وتكرسه الازمة السياسية بين الحاكم والمعارضة بالتوازي مع بؤر محتقنة جنوبا وشمالا ستجد في اشتعال فتيل الازمة من عواصم المدن المحافظات وقودا لنارها الرابضة تحت الرماد.