سكوت بورطات - لم تكن القلة القليلة من المهاجرين اليمنيين الذين نظموا أنفسهم في العام 1969 تبتغي أكثر من مكان خاص بهم في ذلك الحين. ولكن مسعاهم تطور وأصبح موردا حيويا ومتقنا لآلاف من الناس في الجالية الأميركية-العربية الأوسع وغيرهم من السكان في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان. فالجمعية الخيرية الأميركية-اليمنية، التي تعرف باسم يابا، تقدم خدمات اجتماعية للسكان من ذوي الدخل المنخفض وللمهاجرين العرب في ديربورن. وتفيد خدمات الجمعية 5000 شخص كل عام بتزويدهم ببرامج منح دراسية وتنظيم صفوف لتعليم اللغتين الإنجليزية والعربية، فضلا عن خدمات الترجمة والبحث عن وظائف. وكما هو الحال في العديد من المنظمات الأهلية في أميركا، فإن معظم خدمات يابا تقدم مجانا. يقول علي بالعيد المكلاني إنه حينما وصل إلى ديربورن في الستينيات من القرن الماضي، كان اليمنيون بحاجة إلى مكان يلتقي فيه أبناء الجالية. وأضاف: "كنت أرى الناس يلتقون في المقاهي لأنه لم يكن لديهم مكان آخر يتسامرون فيه كأميركيين-يمنيين على غرار مبنى أو جمعية". ولذلك فقد خطط المكلاني ويمنيون آخرون لإقامة مركز وصاغوا مجموعة من الأنظمة لهذا الغرض. وأصبح المكلاني أول رئيس للجمعية، وهو اليوم مديرها التنفيذي. بنت الجمعية الخيرية الأميركية-اليمنية مركزها وطورت دورا لها في الجالية العربية في وقت مبكر. هناك جمعية أخرى هي مركز الجالية العربية للخدمات الاقتصادية والاجتماعية، وتعرف اختصارا باسم "أكسس". تأسس هذا المركز في العام 1971، ولكنه مني بكارثة بعد ذلك بعامين عندما احترق مكتبه الرئيسي في حي ساوث أند الفقير بمدينة ديربورن. وسرعان ما هبت يابا لنجدة المركز. يتذكر اسماعيل أحمد، أحد مؤسسي أكسس والمدير السابق لدائرة الخدمات الإنسانية في ولاية ميشيغان، كيف قدمت يابا قسما من مكاتبها في بنايتها الجديدة لمركز الجالية العربية بغير أجر ولعدة سنوات. ويضيف قائلا: " هذه هي شيم الجمعية. إنها سخية في عطائها ومناصرة لأبناء الجالية الأميركية-العربية وللمجتمع ككل". ولا يفوت أحمد أن ينوه بأن منظمات مثل يابا تساعد القادمين الجدد على التكيف والاستقرار في أميركا. ويقول: "أعتقد أن المنظمات التي تعنى بالمهاجرين وتدعمهم وتساعد المجتمع ككل تساعد الناس في الوقت ذاته على الاندماج في المجتمع. وفي اعتقادي أنهم يوفرون أيضا ملاذا آمنا للمهاجرين الجدد يتعرفون فيه أولا بأول على مجتمعهم الجديد، كما أن هذه المنظمات تمد القادمين الجدد بالعون المباشر إلى أن يقفوا على أقدامهم ويصبحوا أعضاء مثمرين في المجتمع الأميركي". ويلاحظ أن صفوف اللغة العربية ودروس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية هي أكثر مساهمات يابا شعبية. إذ ينخرط أكثر من 200 طالب-من العرب وغير العرب-سنويا في صفوف اللغة العربية؛ بينما يلتحق عشرات من الطلاب بمنهاج اللغة الإنجليزية. وتتضافر يابا مع مركز أكسس، أكبر منظمة أميركية-عربية للخدمات الاجتماعية، في توفير بعض الدروس والبرامج المسائية. يقول فهد صالح، رئيس الجمعية الخيرية الأميركية-اليمنية، إن جمعيته تجاهد لوضع استراتيجيات مبتكرة لجمع التبرعات من أجل تغطية نفقات برامجها. ويشدد فهد على أن احتياجات أبناء الجالية تزداد بصورة مطردة ولكن احتياجاتهم "تلبى بفضل التخطيط السليم". ويقول أيضا إن المتطوعين المتفانين في أعمالهم سبب آخر من أسباب نجاح الجمعية المتواصل. ثم يخلص إلى القول: " إننا نبني آمالا كبيرة على الجيل الجديد من موظفينا المجدين الذين تقل أعمار الكثيرين منهم عن عمر جمعيتنا". والمناسبة الكبرى التي تعول عليها يابا لجمع التبرعات هي حفل العشاء السنوي. وخلال حفل عشاء السنة الماضية، أشادت النائبة في المجلس التشريعي لولاية ميشيغان، رشيدة طليب، ورئيس بلدية ديربورن، جاك أورايلي، بالجمعية لما أسدته للمجتمع من خدمات طيلة عشرات السنين. قال أورايلي: "ما أقدره فعلا في الجمعية الخيرية الأميركية-اليمنية هو أنها فيما تعمل جاهدة للقيام بمهمتها الأساسية، وهي تقديم الخدمات المباشرة لأبناء الجالية فإنها في الوقت ذاته لا تألو جهدا في الانخراط والعمل النشيط كعضو فاعل في المجتمع الأوسع". ثم خلص رئيس بلدية ديربورن إلى القول إن يابا تلفت انتباهه وانتباه الآخرين في الحكومة إلى آراء الأميركيين العرب وهمومهم وأصواتهم. *عن موقع وزارة الخارجية الامريكية