من المقرر أن يعقد وزراء مجلس التعاون الخليجي جلسة طارئة خلال الأيام القليلة القادمة لبحث أزمة اليمن بعد انهيار اتفاق مبادرة الخليج التي توسطت بها لاحتواء الأزمة بين أطراف المنظومة السياسية، وفيما تبادلت السلطة والمعارضة الاتهامات بإفشالها ،يترقب بيان ومؤتمر صحفي لامين عام التعاون عبداللطيف الزياني يكشف الحقيقة للرأي العام الداخلي والخارجي ومن الطرف المتسبب بانهيارها ،بينما حثت واشنطن وفرنسا الرئيس صالح على توقيعها من أجل مصلحة اليمن واليمنيين. وكان أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قد غادر صنعاء مساء أمس الأربعاء بعد مباحثات لخمسة أيام دون ان يتم التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. ولم تفلح الجهود التي بذلها الزياني في إقناع الرئيس علي عبدالله صالح والمعارضة اليمنية في التوقيع على المبادرة الخليجية لانهاء الازمة السياسية في اليمن بسبب خلافات اللحظة الاخيرة حول الاطراف المخولة بالتوقيع بعد تقدم تكتل المشترك المعارضة باسماء لا علاقة لها بقيادة التكتل وبقيادة أحزابها الممثلة بالبرلمان،برغم موافقة الرئيس صالح تحت ضغوط امريكية اوروبية خليجية على التوقيع بصفته رئسا للجمهورية بحسب طلب تكتل المشترك المعارض. وقال مصدر في رئاسة الجمهورية باليمن " ان يومين من المباحثات فشلت في اقناع اللقاء المشترك، بأن يوقع عن المبادرة من لهم صفة قانونية معترف بها وفقا للدستور والقانون، متوقعا ان "يتشاور الزياني مع قادة مجلس التعاون لتحديد الموقف مما حدث". وقال ان المؤتمر الحاكم وحلفائه اعترضوا على أسماء ليس لها صفة قانونية -أحزاب معترف بها وممثلة بالبرلمان- وغير قادرة على الوفاء بما ورد في الاتفاقية وآلية تنفيذها من بنود والتزامات ، ذاكرا محمد سالم باسندوه وصخر الوجيه وحسن زيد، وقال: "ان كان المشترك يوقع لحل الأزمة كان عليه تقبل ملاحظات المؤتمر، وان لايحشد اسماء لمجرد انها من حلفائه، والا فان كل اليمنيين من حقهم التوقيع على مثل هكذا اتفاق، بصفاتهم الشخصية". مضيفا: "المؤتمر يرى أن الاتفاق الذي يتنازل بموجبه رئيس الجمهورية عن منصبه الدستوري، هو من اجل الحفاظ على النظام السياسي، وليس من أجل تسليم السلطة للمشترك والغاء كل القوانين واللوائح". ووفقا للمصدر فان هذا الامر "يتطلب ضمانات بأن لاينقلب المشترك على الاتفاق، وفقا لجدول زمني، بحيث يلتزم المشترك بتنفيذ القوانين التي تحكم العمل السياسي الذي يتنازل الرئيس لحمايته، بعد ان يضمن ان الهدف ليس فقط ازاحة رئيس منتخب من الشعب، ثم الغاء وتعطيل كل القوانين الاخرى وتعليق العمل بالدستور والقانون"، وقال: "نتمنى ان يثبت لنا الاخوة في اللقاء المشترك حسن النية بدلا من التعامل مع المبادرة وكأنها اعلان لتسلمهم السلطة ومنحهم الحق في ان يتصرفوا خارج القانون". واضاف: "المؤتمر وفخامة الاخ رئيس الجمهورية لن يقبلوا الابتزاز" متهما "اللقاء المشترك بعدم تحديد موقف واضح وصريح من المبادرة، وهل هي حل للأزمة أم انه يتعامل معها كأنها اعلان لنجاحه في مشروعه الانقلابي على الشرعية". وقال: "قاداته يتناوبون. ففي حين يعلن بعضهم انهم طلقوا المبادرة، فان اخرون يستمر في التحريض على الاعمال المنافية لشروط توقيعها، والبعض الاخر يعلنون ان المؤتمر هو من يرفضها". من جانبه اتهم أحد قادة المعارضة اليمنية الرئيس علي عبد الله صالح الخميس بإفشال المبادرة الخليجية لإخراج البلاد من أزمتها المستعصية، مشيرا إلى أن صالح (مستعد لكل شيء للبقاء في السلطة). وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي والرئيس الدوري للقاء المشترك المعارض ياسين احمد نعمان لوكالة فرانس برس إن (النظام افشل المبادة برفضه توقيعها رغم أنها كانت تستجيب لجزء كبير من مطالبه). وأضاف نعمان أن رفض التوقيع على الخطة الخليجية (يضع النظام بمواجهة الشعب الذي سيواصل انتفاضاته السلمية وسيصعدها). وتابع ردا على سؤال : (لن يكون هناك رد فعل حتى لو استخدم النظام السلاح). وختم نعمان : (نحن مصصمون على الاستمرار في العملية السياسية، لكن يبدو أن النظام مصر على خيارات أخرى، أي رفض الخيار السلمي، كما انه مستعد لكل شيء لكي يبقى في السلطة). وبالسياق ذاته حثت فرنسا يوم الخميس الرئيس علي عبد الله صالح على التوقيع على المبادرة الخليجية بدون أي تأخير من أجل مصلحة اليمن. وقالت وزارة الخارجية في بيان إنها ترى أن المبادرة الخليجية "السبيل الوحيد باتجاه انتقال سلمي ومنسق للسلطة يمكن من تلبية تطلعات الشعب اليمني الشرعية وتعزيز وحدة واستقرار اليمن". وشدد على أنه "لا يمكن تفادي" التوقيع على المبادرة، ودعت صالح "على اتخاذ بدون تأخير هذا القرار التاريخي الذي يلائم مصلحة اليمن واليمنيين". وكان البيت الابيض أعلن أمس ان مستشار الرئيس الامريكي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب جون برينان اتصل هاتفيا بالرئيس صالح لحثه على توقيع المبادرة الخليجية لانهاء الازمة السياسية التي يشهدها اليمن. وذكر البيت الابيض في بيان ان برينان حث صالح على "توقيع وتنفيذ الاتفاقية التي رعاها مجلس التعاون الخليجي لتتمكن اليمن فورا من المضي قدما في مرحلتها الانتقالية السياسية". واضاف البيان ان برينان "اشار الى ان نقل السلطة يمثل افضل طريق لليمن ليصبح بلدا اكثر امانا ووحدة وازدهارا وليحقق الشعب اليمني تطلعاته للسلام والاصلاح السياسي". واشار الى ان برينان "اكد على التزام الولايات المتحدة بالوقوف الى جانب الحكومة اليمنية وشعبها فيما ينفذون الاتفاق التاريخي ويعززون التنمية الاقتصادية ويحاربون التهديد الامني من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". كما جدد برينان التأكيد على ضرورة تجنب كافة الاطراف اليمنية اللجوء الى العنف والمضي قدما في مرحلة انتقالية بطريقة سلمية ومنظمة.