سادت مساء الأربعاء-الخميس في مدينة عدن والعاصمة صنعاء ، وبالمثل مدينة تعز حالة من التوتر والقلق في أعقاب تصعيد لافت من المواجهات والتفجيرات المتزامنة في توقيت واحد بعد حسم قوى التشدد في معسكر المعارضة نهج مسارها نحو تفجير الأوضاع بالطريقة التي رسمتها للإطاحة بالنظام ورفض التفويض الذي صدر مؤخرا من الرئيس صالح لنائبه بصلاحياته الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية ومقابلتها بتفويض اللواء المنشق علي محس الأحمر بمجلس عسكري، وسط حالة من التأهب للقوات الحكومية ما مكنها من إحباط مخططات عديدة بأكثر من منطقة لتخيم أجواء الحرب على اليمن. وهزت ثلاثة انفجارات عنيفة في ساعة مبكرة مديريتي المنصورة والمعلا بمدينة عدن جنوبي اليمن استهدفت مبنى الشرطة والامن السياسي "المخابرات" بمديرية المنصورة والذي أعقبه إطلاق نار كثيف فيما هز الثالث بعد دقائق مركز شرطة مديرية المعلا . وقتل صبي في واقعة الهجوم الذي استهدف مبنى الشرطة في حي المنصورة يسكن بجانبه عندما قام المهاجمون بعيد الانفجار كانوا يستقلون سيارة نوع نيسان "صالون"بتبادل اطلاق النار مع جنود الأمن. وقال مسئول محلي انه لم يصب أحد من قوات الأمن في الانفجارين اللذين وقعا في وقت مبكر من يوم الخميس، وأضاف ان الانفجارين نتجا على الارجح عن عبوتين ناسفتين لم تتمكنا من اختراق الاسوار الخارجية للمبنيين اللذين يفصل بينهما 400 متر. ووقعت الانفجارات بعد ساعات من اجتماع للسلطة المحلية في مدينة عدن أقرت فيها مناقشة خطة أمنية تقضي برفع التدابير والاجراءات الأمنية لمواجهة انتشار مسلحين وإيواء مطلوبين ، وأعمال خارجة على القانون والتصدي لأعمال الفوضى والشغب وقطع الطرقات والحرابة والنهب والسرقات التي انتشرت كظواهر من قبل جماعات مناوئة لنظام. كما تأتي تلك الانفجارات بعد أيام من اعلان الجيش استعادة عاصمة محافظة أبين المجاورة حيث يشكل متشددون مرتبطون بالقاعدة تحديا متزايد لسيطرة الحكومة. وبدأ المتشددون في السيطرة على بضع مناطق في أبين في مايو/ ايار لكن الجيش شن هجمات قبل اسبوعين لاستعادتها. وتعرضت قوات الامن اليمنية حول عدن لبضع هجمات منذ ان بدأ الجيش قتال المتشددين. والقت الحكومة بالمسئولية في معظم الهجمات على عناصر يشتبه بانها من القاعدة. العاصمة صنعاء حيث استنفار من مسلحي المعارضة والقوات الحكومية ، كانت على موعد مع ليلة مقلقة حيث شهدت في ذات التوقيت لاحداث عدن اشتباكات عنيفة في حي الحصبة المدججة بمسلحي ال الاحمر الموصوفين بانصار وحماة الثورة وبالخنادق والمتارس والاسلحة المتوسطة والثقيلة بجانب تعزيزات انتشار القوات المنشقة بقيادة على محسن الأحمر الذي فوضته قوى التشدد بالمعارضة المهيمنة على مسارها بقيادة مجلس عسكري في إطار التصعيد للحرب . وقالت مصادر محلية ل"الوطن" ان الاشتباكات المفجرة لمناوشات حرب كانت قد أخمدت قبل أشهر بهدنة رعاها ولي العهد السعودي، وقعت عندما قامت مجموعه من ملشيات عيال الأحمر بالاعتداء على حراسة اللجنة الدائمة ومعسكر النجدة الملاصق لوزارة الداخلية قتل على إثرها جندي على الأقل وأصيب آخرين. وفيما تطورت الاشتباكات إلى استخدام الأسلحة الثقيلة ، ردت القوات الحكومية بضرب مركز استهدف ترسانات أسلحة الأحمر ومتارسهم والعتاد الحربي في المنطقة ، وقال مكتب الشيخ صادق الأحمر وإعلام المعارضة ان شخصين من أنصاره على الأقل قد قتلا فيما أصيب ثلاثة آخرين بجروح في المواجهات التي انتهت بعد ساعات من اندلاعها، معيدة للسكان مخاوف الحرب التي وقعت بالمنطقة منذ مايو وحتى مطلع يونيو الماضي مخلفة خسائر بالأرواح والممتلكات. وكان أنصار الأحمر ومليشيات متطرفة بجانب قوات الفرقة المنشقة والتي يديرها الجناح العسكري بحزب الإصلاح بقيادة اللواء على محسن الأحمر القريب من الجماعات الجهادية قد عززت من وجودها خلال الشهرين الماضيين في منطقة الحصبة وبمحيط منطقة معسكر الفرقة في حي النهضة وصوفان وجامعة الإيمان وشارع الستين والدائري واحتلت جامعة صنعاء القديمة ومدارس على امتداد الدائري وحولتها لثكنات لتدريب المليشيات وتخزين الأسلحة، فيما عمم حزب الإصلاح على أعضائه المدربين على القتال بالاحتشاد إلى العاصمة في مخيمات الاعتصامات والتأهب لحين ساعة الصفر للانخراط بمعارك يحضر لها حيث قدم الآلاف منهم خلال هذا الأسبوع في مسار يكشف ترتيبات وممارسات على الأرض لتفجير الأوضاع في حين تساق الاتهامات إلى الطرف الآخر بذلك. وبحسب سكان في أحياء الحصبة ومحيط تواجد قوات ومليشيا المعارضة التي يقودها إخوان اليمن فقد انذروا بالرحيل قبل أسابيع وإخلاء منازلهم بحجة أن الحرب ستندلع قريبا. وفي تعز حيث مليشيا ذراع الإخوان المسلمين بقيادة حمود المخلافي يديرها مندوب اللواء المنشق على محسن الأحمر -وهو قائد قوات الدفاع الجوي في الفرقة الأولى مدرع صادق سرحان في سياق حرب استنزاف بمساعي إسقاط المدن منذ عدة أشهر ، شنت هجمات في ذات توقيت الأحداث بصنعاء وعدن نفذتها قوى المليشيا ضد مواقع وأهداف عسكرية ومنشأت حكومية، غير أنها بأت بالفشل مع صدها من قبل قوات الأمن والجيش محبطة مسعى المهاجمين دون ورود أنباء عن وقوع إصابات. في الأثناء قالت مصادر محلية أن تعزيزات عسكرية من قبل اللواء المنشق على محسن أفرادا وأسلحة قادمة من المنطقة الشمالية الغربية التي يديرها، ومن مليشيا الجهاد والتطرف في حزب الإصلاح تم إرسالها إلى المحافظة وتتحضر لعملية عسكرية في مسعاها المعهود منذ أشهر لإسقاط المدينة.