اتسع نطاق مواجهات تخوضها جماعة الحوثي مع السلطة والمعارضة وجماعات إسلامية في محافظات صعدة والجوف وحجة وعمران شمالي اليمن وذلك في سياق تقول إطراف انه بهدف توسيع حضورهم وفرض نفوذهم، فيما يقول الحوثيون انه دفاعا عن النفس. وتجددت يوم الاثنين في محافظة الجوف المواجهات العنيفة بين المسلحين الحوثيين وحزب الإصلاح "الذراع السياسي للاخوان المسلمين" بالتزامن مع احتفالات الحوثيين بما يسمونه "عيد الغدير". وأفادت مصادر محلية في محافظة الجوف بأن 10 أشخاص من عناصر حزب الإصلاح والحوثيين لقوا مصرعهم في الاشتباكات التي وقعت في أعقاب محاولة انتحاري من الإصلاح يحمل حزاما ناسفا تفجير نفسه في احتفالات الحوثيين بمناسبة " الغدير". وقالت المصادر أن الحوثيين أطلقوا النار على الانتحاري فقتلوه قبل أن يفجر نفسه فيهم وهم يحتفلون, فاندلعت اشتباكات بينهم وبين مسلحي الإصلاح بأسلحة مختلفة سقط فيها 10 اشخاص على الاقل بينهم إمرأة ، بالإضافة الى جرحى غير معلوم عددهم من الجانبين. وتأتي هذه المواجهات لتعيد التوتر وأجواء الحرب التي خاضتها قبائل في محافظة الجوف تنتمي سياسيا لحزب الإصلاح المعارض مع الحوثيين بعد ان اسقطوا مجتمعين المحافظة في مارس الماضي بكل مقدراتها العسكرية والحكومية ضمن تحالف "الثورة الساعية للاطاحة بالنظام"، ما أسفر عن مئات القتلى والجرحى من الطرفين حتى سبتمبر حين نجحت وساطة في إيقاف الحرب وتقاسم المحافظة سلطة وإدارة ونفوذ. ويحتفل الحوثيون منذ مساء أمس بمديريات محافظة صعده و بعض مديريات الجوف وعمران و حجة بذكرى يوم المبايعة الكبرى للامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بغدير خم المسمى بعيد الغدير الذي يصادف الثامن عشر من شهر ذي الحجة ، حيث تشهد حشودا من عديد محافظات بمظاهر احتفالية من رقص البرع والاهازيج القبلية. وانتقل مؤخرا ولا يزال نطاق مواجهات الحوثيين إلى مناطق في محافظة حجة ،وكما استدار الحوثيون صوب مركز دماج المنشأ العلمي السلفي بمدينة صعدة، في حين يخوضون مواجهات بدأت منذ ايام في مناطق بمحافظة عمران. وقالت مصادر متطابقة ان المواجهات في منطقة دماج بمحافظة صعدة تزداد في حدتها ، حيث شهدت جولة ليل أمس لم يعرف حصيلتها حتى الان ، على الرغم من اتفاق تهدئه بوساطة قبلية . ومنذ ما يقارب الشهر والحوثيون يشكلون طوقاَ على المركز المكون من مئآت الطلاب وقطع كل الإمدادات الغذائية والدوائية وعدم السماح للمارة من الدخول والخروج من المركز الى مدينه صعدة وخارجها . وتقول جماعة الحوثي انها تدافع عن نفسها من اعتداءات طلاب دماج السلفيين ، متهمة إياهم بتنفيذ أجندات للمخابرات الامريكية لإشعال الصراع الطائفي. ويوم أمس أشارت تقارير إلى أن مسلحي الحوثي هاجموا نقطة لمسلحين بمديرية القفلة محافظة عمران تابعة لحزب الإصلاح وكذا النقاط التابعة للقبائل في منطقة السكنيات ، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار بين الطرفين. وأشارت التقارير الواردة من مديرية القفلة إلى أن تبادل إطلاق النار بين مسلحي الحوثي من جهة والإصلاحيين ومجموعة القبائل في السكنيات من جهة اخرى أسفر عن مقتل 4 أشخاص من المجموعات الاخيرة ، و 4 آخرين بإصابات مختلفة نقلوا على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
