تقرير - أفرزت تطورات الاضطرابات وأعمال العنف في اليمن على عدة جبهات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ،عن مقتل جنديان و10 من عناصر (القاعدة) من بينهم عرب وأجانب في كل من مدينتي عدن وزنجبار أبين جنوبي البلاد، فيما نجا ضابط رفيع في جهاز البحث الجنائي بمحافظة إب "وسط" من محاولة اغتيال غير ان حالته حرجة بفعل الإصابة، وتواصل مشهد الفتنة الطائفية بهجمات وقصف مسلحي "الحوثي" بمدينة صعدة "شمالا" ضد الأقلية السنية "السلفية" في منطقة دماج موقعة أكثر من 26 جريحا، بالتزامن مع تداعي جماعة السنة من إنحاء البلاد في مؤتمر عقد بصنعاء للوقوف أمام ما يصفونه ب"حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الحوثيون (الشيعة) ضد 20 ألف سلفي"بصعدة الواقعة تحت سيطرتهم. وفي تواصل معارك الجيش وعناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين ،قالت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة أن 10 من عناصر التنظيم، من بينهم عرب وأجانب، قتلوا خلال مواجهات دارت مساء الثلاثاء-الاربعاء. وذكرت المصادر اليوم الأربعاء إن مواجهات مسلحة مع عناصر من (أنصار الشريعة) أحد فصائل تنظيم القاعدة، دارت في مدنية زنجبار عاصمة محافظة أبين إستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. وأضافت أن المواجهات أسفرت عن مقتل 10 من عناصر التنظيم بينهم سعودي وعراقي وأفريقي لم تعرف هويته، وأوضح المصدر أن الجيش استعان بمسلحين قبليين في محافظة أبين يناهضون عناصر القاعدة، تمكنوا من جرح عدد منهم في كمين نصب على طريق يربط منطقتي الطرية وباجدار شمال شرق مدينة زنجبار. وفي مدينة عدن المجاورة أطلق مسلحون النار على جنديين كانا بالزي المدني الأربعاء برفقة ضابط أمني رفيع قرب سوق القات فاردوا احدهما واصابوا الثاني بجروح بالغة فيما نجا المسئول الامني،وقضى الجندي الجريح لاحقا في المستشفى متاثرا بجروحه. ووقع الهجوم في يوم ذكرى 30 نوفمبر ،استقلال جنوب اليمن سابقا من الاحتلال البريطاني وجلاء اخر مستعمر. ولم تتبن اي جهة الهجوم غير ان عناصر القاعدة ناشطة جدا في جنوب اليمن حيث تنسب اليها هجمات منتظمة ضد قوات الامن. وفي محافظة إب وسط اليمن نجا نائب مدير البحث الجنائي بالمحافظة المقدم عادل الخطيب، من محاولة اغتيال، عندما نصب له كمين مسلح بعاصمة المحافظة. واتهم مدير أمن محافظة إب العميد احمد الشيخ " المليشيا التابعة لأحزاب المشترك وحزب الاصلاح تحديدا –الذراع السياسي للإخوان بالوقوف خلف العملية" وقال "تعرض الخطيب ومرافقيه لكمين مسلح من تلك المليشيا أثناء مروره بالسيارة في الخط الدائري الغربي للمدينة حيث باشروه بوابل من الرصاص مما أدى إلى إصابته واحد مرافقيه بطلقات نارية في الصدر أسعفا على أثرها إلى احد مستشفيات المدينة وأن حالتهما الصحية غير مستقرة وأنهم في غيبوبة كاملة ". وأكد مدير الأمن أن هذه الأعمال الإجرامية والتخريبية الهادفة إلى إفشال المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة التي تم التوقيع عليها في الرياض لن تثني الأجهزة الأمنية عن القيام بمهامها الأمنية في الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع ، وأنها لن تألو جهداً في متابعة وملاحقة تلك العناصر والقبض عليها وإحالتها للجهات المختصة. وعلى سياق تطورات المشهد المتفجر منذ أسابيع في صعدة شمالي اليمن ، والمتمثل بهجمات مسلحي الحوثي على منطقة دماج حيث أقلية سنية ،ومركز تعليمي سلفي مع إطباق الحصار عليه ، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات ومعاناة إنسانية، وسط تصاعد المخاوف من تنامي الفتنة الطائفية، نقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم السلفيين القول ان 26 شخصا على الأقل أصيبوا يوم الأربعاء عندما تجدد قصف المتمردين الحوثيين الشيعة، للمحاصرين من "السنة" في دماج.. والقتال الذي وقع على الحدود مع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم جزء من الصراعات الداخلية التي تهدد خطة لتجنب نشوب حرب أهلية في اليمن واجراء انتخابات بعد توقيع الرئيس علي عبد الله صالح اتفاقا لتسليم السلطة عقب احتجاجات على حكمه استمرت عشرة اشهر. وذكر المتحدث واسمه أبو اسماعيل وكان يتحدث عبر الهاتف بينما ترددت أصوات انفجارات في الخلفية ان مقاتلين حوثيين هاجموا السلفيين في وقت مبكر اليوم في منطقة دماج بمحافظة صعدة.وأضاف :أن عدة طلاب في مدرسة دار الحديث السنية أصيبوا في الاشتباك. وبالتزامن، تداعت الجماعات السلفية بعموم البلاد في مؤتمر عقد الأربعاء بالعاصمة صنعاء ، لمناصرة الآمنين الذين وقع عليهم الضرر من قبل الحوثيين في حجة والجوف ودماج –حسب منظميه. وقال بيان صادر عن الجماعة بأن أبناء اليمن تابعوا كل ما يحدث في محافظات صعده، حجة، الجوف وبعض مناطق عمران من اعتداءات مسلحة على المواطنين الأمنيين من قبل جماعة الحوثي وحرمان الألاف من الغذاء والدواء وما ترتب على ذلك من قطع الطريق وإيذاء المارة وإخافة السبيل وخطف النساء وتعذيبهم وقصف للمنازل والمساجد وقتل وجرح مئات من الأنفس البريئة فيهم أطفال ونساء، معتبرا ذلك بأنه في سبيل توسيع نفوذ الحوثي وفرض أفكار طائفية دخيلة على اليمن وفقا لأجندات ومخططات خارجية. ودعا مؤتمر الجماعة السنية السلفية ، جماعة الحوثي إلى كف عدوانها عن جميع المناطق ورفع حصارها عن دماج وإزالة كافة المظالم ، كما دعا كافة أبناء الشعب اليمني من العلماء والمشايخ والقوى السياسية والمنظمات الأهلية إلى القيام بواجبها الديني والأخلاقي والعرفي لنصرة المظلومين والأخذ على يد الظالم، والمنظمات الحقوقية والإعلامية إلى تسليط الضوء على ما يجري هناك من جرائم ضد الإنسانية وانتهاك لحقوق الإنسان. وعبر البيان عن رفض الجماعة لكل دعوات والممارسات الطائفية والنعرات الجاهلية وكل ما من شأنه أثارة الفتنة، داعيا أجهزة الدولة المعنية إلى تحمل مسئوليتها أمام ما يجري وحماية المواطنين وإعادة الاستقرار والأمن. وأكدت الجماعة بأنه في حال أستمر الحوثيين في عدوانهم وفرض العقاب الجماعي على الناس فأن من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق في الدفاع عن أنفسهم بكل الطرق المشروعة، شاكرا جهود كل الجهات التي تبذل مساعيها لفك الحصار عن دماج، داعيا أيها إلى الاستمرار في إيجاد الحلول السلمية، وكل اليمنيين إلى الاحتكام لشرع الله.