انتقد مسؤولون فلسطينيون بشدة تصريحات المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية نيوت غينغريتش الذي وصفهم بأنهم شعب "تم اختراعه"، وقالوا إن تلك التصريحات البغيضة تؤجج الصراع في الشرق الأوسط. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن التصريحات التي أدلى بها المرشح الجمهوري غينغريتش تمثل إنكارا للحقائق التاريخية ودعاه إلى "مراجعة التاريخ"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني ظل متشبثا بالبقاء على أرضه. ومن جانبه وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات غينغريتش بأنها بغيضة وتمثل "أدنى حد من التفكير يمكن أن يصل إليه أحد"، مؤكدا أن مثل هذه التعليقات من شأنها فقط أن تؤجج دائرة العنف في منطقة الشرق الأوسط. وتساءل عريقات "ما هو سبب العنف والحرب في هذه المنطقة؟ الإنكار. إنكار وجود شعب ودينه والآن ينكر وجودنا". من جهتها، استهجنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي تصريحات غينغريتش، وقالت إنها تدل على جهل وعنصرية، كما أنها محاولة رخيصة للتوجه للناخب الداعم لإسرائيل على حساب الحق الفلسطيني وعلى حساب السلام في المنطقة. وأضافت عشراوي "يبدو أن غينغريتش فقد كل الصلة بالواقع وهذا أمر خطير جدا"، مشيرة إلى أنه في ظل سباق انتخابي محموم وهستيري ورخيص فإن الشعب الفلسطيني وحقوقه يدفعان الثمن. وفي قطاع غزة، انتقدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات غينغريتش ووصفتها بأنها عنصرية، وقالت إنها تنم عن جهله بتاريخ الشعوب العربية والإسلامية. واعتبر القيادي في الحركة يحيى موسى أن تصريحات غينغريتش تنم عن العقلية العنصرية الجاهلة من قبل المسؤولين الأميركيين تجاه تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته. وأوضح موسى أن تصريحات غينغريتش تأتي في سياق الحملة الانتخابية لإرضاء اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة على حساب الشعب الفلسطيني. شعب مخترَع وقال غرينغريتش في مقابلة مع محطة تلفزيونية يهودية بثتها المحطة على موقعها الإلكتروني إن الفلسطينيين شعب "تم اختراعه" أو "ملفق"، وإنهم يسعون لتدمير إسرائيل. وقال غينغريتش "لم تكن توجد دولة تحمل اسم فلسطين، لقد كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية". ومضى يقول "أعتقد أننا أمام شعب فلسطيني مخترَع (ملفّق)، هم من العرب في الواقع، وهم من الناحية التاريخية جزء من العرب، وأمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن، ولعدة دواع سياسية تحملنا هذه الحرب التي يتم شنها ضد إسرائيل منذ الأربعينيات، إنه أمر مأساوي". وأضاف غينغريتش أن حركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية تمثلان "رغبة ضخمة لتدمير إسرائيل". وانتقد غينغريتش بشدة سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في الشرق الأوسط، وقال إنها بعيدة جدا عن الواقع. وكغيره من المرشحين الجمهوريين الآخرين يسعى غينغريتش لاجتذاب الدعم اليهودي بالتعهد بتعزيز الروابط الأميركية مع إسرائيل في حال انتخابه. واختلف غينغريتش مع السياسة الأميركية الرسمية التي تحترم الفلسطينيين وترى أنهم شعب يستحق قيام دولة على أساس المفاوضات مع إسرائيل. وسعت الحكومة الأميركية لتشجيع السلطة الفلسطينية على التفاوض مع إسرائيل، ولكنها تعتبر حماس "منظمة إرهابية". ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس "العنف" ضد إسرائيل وسيلة لضمان قيام دولة مستقلة، ويعلق الأمل أولا على المفاوضات، وعلى محاولة أحادية الجانب قام بها مؤخرا لإعلان الدولة عبر الأمم المتحدة. المصدر:الجزيرة+ وكالات