شارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مراسم رفع العلم وعزف السلام الوطني الفلسطيني الثلاثاء للمرة الأولى أمام مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في باريس، ليكون رمزا لانتصار دبلوماسي كبير للفلسطينيين بالرغم من المعارضة القوية من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل. جاء ذلك بعد أسابيع قليلة بعد نحو شهر ونصف من موافقة المنظمة على منح فلسطين عضويتها الكاملة، وهو ماردت عليه واشنطن بوقف المساهمة الأمريكية في تمويل ميزانية المنظمة، وهي مساهمة تمثل نسبة 22% من الميزانية. كما جمدت إسرائيل عوائد الضرائب المستحقة للفلسطينيين مدة شهر، ومنحت موافقات لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس كرد على التحرك الفلسطيني. ووفقا لبي بي سي، صرح عباس في كلمة ألقاها بتلك المناسبة بأن الانضمام الى اليونيسكو هو بمثابة "اعتراف اول بفلسطين" ، كما أعرب عن أمله في أن يكون " ذلك فأل خير على انضمام فلسطين الى منظمات دولية أخرى". وأضاف "ان مشاهدة علمنا يرفع اليوم في مقر للامم المتحدة يحرك المشاعر، وهو مصدر فخر لنا، لأن فلسطين هي أرض تلاقي الحضارات، وبالرغم من كل الصعوبات الناجمة عن الحصار، لطالما حافظنا على تراثنا". وأعربت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا عن إيمانها بأن "الانضمام الى اليونسكو فرصة لإثبات أن السلام يبنى بالتربية والثقافة". وكانت المنظمة قد قبلت عضوية فلسطين الكاملة في 31 اكتوبر/ تشرين الاول الماضي بعد تصويت وافق فيه مندوبو الدول الأعضاء على القرار بأغلبية 107 صوتا مقابل اعتراض 14 صوتا ، لتكون فلسطين بذلك هي الدولة الخامسة والتسعين بعد المائة في اليونسكو، التي أصبحت أيضا أول منظمة تابعة للأمم المتحدة تتخذ مثل هذه الخطوة . ويذكر أن انضمام فلسطين لعضوية اليونسكو لن يكون له أثر على الطلب الفلسطيني المقدم للحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة، حيث يحتاج الفلسطينيون في تلك الحالة إلى موافقة تسعة من الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن، كما أن الولايات المتحدة أعلنت صراحة أنها ستستخدم حق الفيتو لوأد الطلب الفلسطيني.