دشن حزب الإصلاح الذراع السياسي للإخوان المسلمين في اليمن ، مرحلة رئاسته التكتل السياسي لاحزاب اللقاء المشترك -المعارضة سابقا، الحاكمة حاليا بموجب اتفاق المبادرة الخليجية- دشنها بدق طبول الحرب ، وإرهاب طال السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فالرستاين وبشكل رسمي بعد يومين من حملة تحريض واسعة قادها ضد الاخير ، بينما ردت الإدارة الأمريكية بكرت أصفر ، معززة من دعم سفيرها وتأكيد إدانة "استخدام العنف والتصعيد الذي يتعارض مع سير التسوية السياسية"، فيما حذر وزير الخارجية اليمني من "فشل" المبادرة الخليجية إذا استمرت تلك الممارسات والخروقات. المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك في بيان مساء أمس مع تولي أمين عام حزب الاصلاح الرئاسة الدورية للتكتل أعرب عن أسفه للتصريح الصادر عن السفير الأمريكي والتي انتقد فيها "مسيرة الحياة" المنظمة من قوى المعارضة إلى العاصمة صنعاء وما رافقها من أحداث دامية. وقال تكتل المشترك أن ما صدر عن السفير جيرالد فايرستاين "اتهامات باطله ومتجنية تنم عن قراءة غير دقيقة معتمداً على بيانات وحقائق مغلوطة"، وأضافت أن" مسيرة الحياة هي أنبل تظاهرة ثورية سلمية وحدوية عرفتها اليمن منذ بدء الثورة الشبابية الشعبية السلمية، عبر من خلالها الثوار الذين قطعوا مئات الكيلو مترات مشياً على الأقدام وتحملوا عناء البرد والجوع والتعب عن إرادة شعبية للتغيير وطي صفحه مظلمة من تاريخهم السياسي والاجتماعي". وطالب المشترك بسرعة التحقيق الشفاف في الانتهاكات وأعمال القتل التي ارتكبت بحق المتظاهرين وتقديم الجناة للعدالة وإطلاع الرأي العام بنتائج التحقيق. ودق بيان أحزاب المشترك طبول الحرب، بتهديدات مبطنة لشريكه بالحكم حزب الرئيس صالح "المؤتمر" وأنصاره الذين وصفهم ب"المراهنين على الماضي" وأضاف بأنهم "واهمون في رهاناتهم فالعهد القديم قد ولى، ولا يمكن السماح لهذه العناصر ومن يقفون ورائهم أن تضر بمصلحة الوطن العليا وأمن مواطنيه والعودة به إلى الوراء"، داعياً في الأطراف الإقليمية والدولية الراعية للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية "إلى تحمل مسئولياتها واتخاذ مواقف صارمة ورادعه والعمل بشكل شفاف ومسئول وعدم ترك الرأي العام نهباً للمغالطات". وكان السفير جيرالد فايرستاين قال إن تلك المسيرة التي وصلت صنعاء قادمة من محافظة تعز جنوب غرب يوم أمس الأول خرجت عن سلميتها بمساعيها لإثارة الفوضى بعد تغيير مسارها لاقتحام قصر دار الرئاسة في منطقة السبعين والتسبب برد عنيف من قبل الأجهزة الأمني. واعتبر هذا الأمر «لا يعد قانونياً.. وبالتالي فإن الحكومة لديها الحق بالحفاظ على القانون».وأضاف «السلمية ليست فقط بعدم حمل السلاح فإذا قرر 2000 شخص مثلا عمل مظاهرة نحو البيت الأبيض فإننا لا نعتبرها سلمية ولن نسمح بذلك». تبع ذلك حملة تحريض واستهداف إعلامي وميداني ضد السفير الأمريكي من قبل أنصار واعضاء أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتهم حزب الاصلاح. وتركزت الحملة على مطالب بطرده ورحيله من اليمن مترافقة مع تشهير بأبشع العبارات والاتهامات والفتاوى المحرضة على استهدافه والنيل منه بعد تصريحاته الصرحية والجريئة تلك ضد ممارسات الاستفزاز التي تقوم بها أحزاب ومراكز قوى لاجهاض مبادرة الخليج واليتها الموقعة بين اطراف الصراع لانهاء الازمة الطاحنة بالبلاد منذ مطلع العام. من جانبها عززت الإدارة الأمريكية من دعم موقف سفيرها الصريح بتأكيد مساعد الرئيس الامريكي لشئون مكافحة الإرهاب ليل البارحة إدانة بلاده "استخدام العنف والتصعيد الذي يتعارض مع سير التسوية السياسية". وقال مساعد الرئيس الأمريكي لشئون مكافحة الإرهاب جون برينان في اتصال هاتفي تلقاه عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية من البيت الأبيض الأمريكي بأن حكومة بلاده تطالب جميع الأطراف السياسية اليمنية الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة الالتزام الصارم بالتسوية السياسية المحددة في المبادرة وآليتها المزمنة وقرار مجلس الأمن الدولي 2014 .. مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تدين استخدام العنف والتصعيد الذي يتعارض مع سير التسوية السياسية . وقال إننا نعرف أن الوضع في اليمن يتطلب من الجميع العمل الجاد والصادق للخروج من الأزمة التي يمر بها اليمن وبصورة آمنة إلى بر الأمان وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة التي تمثل خارطة طريق للخروج الآمن وبما يحفظ لليمن الأمن والاستقرار والوحدة ..مؤكدا أيضا أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم وبدون حدود أمن ووحدة واستقرار اليمن ، وستقدم الدعم الاقتصادي والأمني ، منوها إلى أن الولايات المتحدة ترقب وبكل اهتمام مجريات الأمور والأحداث وكل المستجدات في اليمن، وتؤكد على أهمية السير في الطريق الواضح والمحدد من المجتمع الدولي كمخرج وحيد من الظروف والأزمة الراهنة في اليمن. وعلى مسار متصل دعا وزير الخارجية اليمني الدكتور ابوبكر القربي إلى وقف الاحتجاجات التصعيدية الاستفزازية ، مشيرا إلى أن من شأنها إفشال المبادرة الخليجية التي وقع عليها الرئيس علي عبد الله صالح في العاصمة السعودية الرياض في الثالث والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وقال القربي في تصريحات صحفية " حكومة الوفاق ستجد نفسها في موقف صعب إذا استمرت هذه المواجهات وهذا العنف مما يهدد قدرتها على الاستمرار وداء دورها في التهدئة وإزالة عناصر الأزمة ". وتابع الوزير القربي "كنا نتمنى ان اليمن قد خرج من الأزمة السياسية بالتوقيع على المبادرة الخليجية وعلى الآلية التنفيذية , وحكومة الوفاق الوطني تتحمل اليوم مسؤوليتها في إزالة عناصر التوتر سواء كانت السياسية أو الأمنية او الاقتصادية والأمور تحتاج إلى جهود كبيرة لإزالة عناصر الأزمة وللأسف الشديد ان المسيرة التي خرجت من تعز إلى صنعاء خلال الأيام الماضية أدت إلى مواجهات نتيجة لعدم الالتزام بما وافقت عليه الأجهزة الأمنية في صنعاء". وحذر من انزلاق البلاد في حرب أهلية، رغم التوقيع على المبادرة الخليجية، وحث الجميع على الالتزام بتعهداتهم، وبواجباتهم إزاء الوطن من أجل تفادي تلك الحرب.