عملت قوات الامن الباكستانية الاحد على هدم المجمع الذي قتل فيه بن لادن في عملية نفذتها القوات الخاصة الاميركية في ايار/مايو الماضي في ابوت اباد من دون اطلاع السلطات الباكستانية عليها. وتواصلت عمليات الهدم التي بدأت مساء السبت واستمرت طوال الليل حيث عملت الجرافات حتى بزوغ الفجر في مدينة بلال في ضاحية ابوت اباد. وقال شهود عيان ان قوات الامن قطعت الطريق المؤدي الى المجمع واستقدمت الى المكان آليات ثقيلة ومنعت الصحافيين من التقاط الصور او الاقتراب من الموقع. وتمكن مراسل فرانس برس من رؤية غرف وخزائن فارغة وكرسي داخل المنزل. وقال المراسل ان اكثر من نصف المجمع تم هدمه وان اربع جرافات تقوم "بتحطيم" الاساسات والجدران الاسمنتية. وانتشر في الموقع حوالى 500 شرطي ضربوا طوقا امنيا في المكان فيما تمركز جنود في الباحة الداخلية للمجمع. وقال مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس ان "اعمال الهدم التي تتولاها قوات الامن وعناصر من الجيش تواصلت طوال الليل"، فيما اعلن مسؤولون ان الاعمال ستتواصل الاحد. وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس ان "الاساسات شديدة الصلابة وهي مصنوعة من الخرسانات والاسمنت، لذا فانها تتطلب وقتا طويلا لهدمها". وكانت قوات الامن وضعت المجمع تحت سيطرتها منذ مقتل بن لادن على يد قوات اميركية خاصة في عملية انزال سرية بواسطة مروحية لم يتم ابلاغ اسلام اباد بها. وكان زعيم القاعدة اتخذ من هذا المجمع مقرا له لسنوات عديدة حيث كان يعيش مع زوجاته الثلاث وتسعة ابناء واحد احفاده. والقى الاميركيون جثة بن لادن في البحر منعا لتشييد ضريح له يمكن ان يشكل نصبا تذكاريا لمدبر هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن. وبعيد مقتل بن لادن استقطب المجمع يوميا مئات الزوار ما دفع المسؤولين الى التخوف من تحول مخبأ بن لادن الى ضريح او الى معلم سياحي ما لم يتم هدمه. الا انه لم يصدر اي تعليق رسمي بشأن السبب وراء عملية الهدم. وقال سكان المنطقة انهم سمعوا ضجيج الاليات وتساقط الحطام طوال الليل، وصعد بعضهم الى اسطح الابنية القريبة لمشاهدة عملية الهدم. وقال شرطي لوكالة فرانس برس "لقد امضينا الليل باكمله في الصقيع" وقد اشعل مع زملائه نارا للتدفئة. وقال السكان انه يجب بناء مدرسة في الموقع نظرا لعدم وجود اي مدرسة في الجوار، بينما قال مسؤول امني ان "زراعة نباتات هنا قد تكون فكرة صائبة". واضاف المسؤول طالبا عدم كشف هويته "سيمر بعض الوقت قبل ان تتخذ الحكومة اي قرار بشأن الاستغلال المستقبلي للموقع حيث كان المجمع قائما". وتابع المسؤول قائلا "لقد طلبت منا الحكومة المحلية ازالة المجمع لما قد يخلقه من مشكلات لها في المستقبل". واوضح قائد سابق في شرطة المناطق القبلية في شمال غرب باكستان المجاورة لافغانستان محمود شاه لوكالة فرانس برس ان "المجمع كان لديه مقومات التحول الى ضريح" بالنسبة للمتعاطفين مع القاعدة. واضاف "لهذا السبب يتم هدمه". واثارت العملية ضد بن لادن اتهامات ضد الجيش الباكستاني القوي بالتواطؤ او العجز بعد ان تبين ان زعيم القاعدة قد اقام لسنوات على بعد كيلومترين فقط (ميل واحد) من اكاديمية عسكرية كبرى. وتدهورت العلاقات الباكستانية-الاميركية بشكل كبير على خلفية العملية العسكرية ضد بن لادن، وتراجعت الى ادنى مستوياتها في تشرين الثاني/نوفمبر على اثر ضربة جوية لحلف شمال الاطلسي ادت الى مقتل 24 جنديا باكستانيا في موقع قريب من الحدود الافغانية. وشكلت اسلام اباد لجنة قضائية للتحقيق في كيفية اقامة بن لادن في باكستان لسنوات دون كشف مقره. *(ا ف ب )