فيما أثيرت تساؤلات حول مدى علاقة بلجيكيان من أصول عربية اعتقلتهم السلطات اليمنية قبل أكثر من أسبوعين بمطار صنعاء لدى محاولة المغادرة- بعد أن قضايا مدة في اليمن لدراسة العربية والقرآن- بشبهة ارتباطهما بنشاط إرهابي لم يكشف عنه ، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول يمني كبير يوم الثلاثاء قوله إن اليمن ليس لديه معلومات عما اعلنته الولايات المتحدة بإنها مؤامرة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتفجير طائرة ركاب متجهة لبلد غربي. وكانت الولايات المتحدة قد ذكرت أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يتخذ من اليمن مقر له وضع مخططا لتفجير طائرة تجارية. وقالت أمس أنها وحلفاؤها نجحوا بإحباط محاولة انتحارية للتنظيم لتدمير طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة، باستخدام قنبلة تحتوي على نظام تفجير دقيق. وافاد مسؤولون أميركيون إن المؤامرة شملت نسخة مطورة من القنبلة التي كانت مخبأة في ملابس داخلية، والتي لم تنفجر على متن الطائرة التي كانت متوجهة إلى ديترويت في الخامس والعشرين من ديسمبر 2009. وصممت هذه القنبلة الجديدة بحيث يتم إخفائها في الملابس الداخلية أيضا، لكنها تحتوى في الوقت ذاته على نظام تفجير أكثر دقة. وذكر البيت الأبيض أن الرئيس، باراك أوباما، جرى إطلاعه على المخطط في أبريل/ نيسان الماضي. وفيما ذكر أحد المسؤولين الامريكيين أن المخطط أحبط بالتزامن مع الذكرى الأولى لمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، قال آخر إن الهجوم المحتمل لم يخطط له ليصادف الحدث. وأن العملية ضبطت خلال العشرة أيام الماضية. وكانت السلطات اليمنية اعتقلت في مطار صنعاء منتصف إبريل الماضي مواطنين بلجيكيين أثناء محاولة مغادرتهما اليمن على إحدى الرحلات . وأشارت تحقيقات إلى أنهما مرتبطان بنشاط إرهابي لكن لم يكشف عنه ، فيما قالت منظمة هود اليمنية المستميتة بالدفاع عنهما لاطلاقهما والتابعة للإخوان المسلمين في اليمن ويرئساها رئيس الدائرة القانونية بحزب الإصلاح أن اعتقالهما في مطار صنعاء بالشبهة غير مقبول ، وقالت في رسالة للنائب العام بتاريخ السادس من مايو الجاري أن كلا من - إبراهيم بالي وعزالدين طهيري،بلجيكيا الجنسية من أصول عربية اعتقلا بمطار صنعاء الدولي لدى محاولة مغادرتهما بعد زيارة لليمن قضيا فيها فترة لدراسة لغة القران ممن يعتقدون انهم يجيدون لغة القران فكرمهما جهاز المخابرات بإلاعتقال ، وكأن هذه هي مساهمته في تحسين سمعة اليمن ودعم السياحة". ونقلت وكالة "رويترز" قبل أيام عن مسؤول أمن يمني ووزارة الخارجية البلجيكية القول إنه قد يتم ترحيل اثنين من مواطني بلجيكا من اليمن بعد احتجازهما الشهر الماضي للاشتباه في تورطهما في "الإرهاب". وقال المسؤول اليمني إن المحتجزين البلجيكيين من أصل عربي "ألقي القبض عليهما للاشتباه في التخطيط لأنشطة إرهابية في اليمن" ، وقال "نحن بصدد التفاوض مع الحكومة البلجيكية. نتوقع ترحيلهما... خلال أيام." واستنفرت الولايات المتحدة الامريكية إلى اليمن في 24 من ابريل الماضي وفدا من مكتب التحقيقات الفدرالية برئاسة مدير المكتب روبرت مولر والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي ومسئولين بحكومة الوفاق،وقالت الانباء الرسمية في حينه انه جرى متابعة عملية التسوية السياسية التاريخية في اليمن وكيفية المضي في ترجمتها على أرض الواقع وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة والقرار الدولي رقم 2014 ، إلى جانب جهود محاربة الإرهاب خصوصا ضد تنظيم القاعدة في مناطق تواجدهم في بعض المحافظات اليمنية وفي مقدمتها محافظة أبين وكيفية تعزيز الجهود المشتركة من أجل دحر هذه الجماعات الارهابية التي عاثت فسادا وقتلا واجراما بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وفي الخامس والعشرين من ابريل الماضي قالت وكالة أنباء أمريكية أن نشرة استخبارية وزعت في وقت متأخر من القيادة الأميركية الشمالية ومكتب التحقيقات الفيديرالي (ا ف. بي. آي.) ووزارة الأمن الداخلي تشير إلى مخاوف لدى المسؤولين الأميركيين من أن فرع تنظيم «القاعدة» في اليمن، ربما كانت لديه خطط متقدمة على جبهات عدة، مما في ذلك تجديد مساعيه لاستهداف الطيران الغربي. وفي اليوم التالي التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما أعضاء مجلس الأمن القومي، وتدارسوا صورة التهديد الذي من المحتمل أن يتزامن مع مرور عام على قتل ابن لادن. ولم يكن الانتحاري المفترض ومقره اليمن، قد اختار هدفا أو اشترى تذاكر للطائرة، عندما تم التدخل ومصادرة القنبلة حسب المسؤولين...ولم يتضح بعد ماذا حل بالانتحاري المزعوم. وقالت "أسوشييتد برس" انها علمت بالمؤامرة المحبطة الأسبوع الماضي، لكنها وافقت على طلب البيت الأبيض وسي آي إيه عدم النشر لأن العملية الاستخباراتية كانت لا تزال في طور التنفيذ. وبعد رفع تلك المخاوف قررت الوكالة الأميركية الكشف عن المؤامرة أمس الاثنين، رغم طلب السلطات الأميركية الانتظار حتى صدور إعلان رسمي الثلاثاء. وذكرت قناة "اى بى سى"الأمريكية يوم الثلاثاء ، أن عميلا متخفيا تمكن من إفشال مخططا للقاعدة لارتكاب اعتداء انتحارى ضد طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة، بعد أن تمكن من إخراج العبوة الناسفة المعدة لهذا الغرض من اليمن، وسلمها إلى عاملين فى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) فى السعودية. وطبقا لوكالة فرانس برس ، قالت القناة إن العميل تمكن من الخروج من دون مشاكل من اليمن مع القنبلة، حيث سلمها لضباط مسئولين عنه فى السعودية، ولم تعلق الاستخبارات الأمريكية على هذه المعلومات. يذكر أن شخصية صانع القنبلة ما زالت غامضة، لكن بسبب تعقيدها وشبهها بقنبلة أخرى استخدمها عمر الفاروق عبد المطلب وهو متشدد نيجيري كان يدرس العربية في اليمن في محاولة تفجير طائرة أمريكية متجهة إلى ديترويت يوم عيد الميلاد عام 2009 ، تشك السلطات في أنها من عمل صانع القنابل المخضرم السعودي إبراهيم حسن العسيري. وكان السعودي العسيري هو الذي صمم أول قنبلة تحت ملابس داخلية وقنبلتين أخريين خبأتهما القاعدة في خراطيش طابعات وأرسلتها إلى الولايات المتحدة على متن طائرات شحن في 2010.( الوطن والوكالات )