أكد مصدر عسكري في أبين جنوبي اليمن ان معارك عنيفة دارت يوم الأربعاء بين مسلحي القاعدة ووحدات الجيش من الحرس الجمهوري المتقدمة من لودر في عمليات تمشيط واسعة عند جبال العرقوب المطلة على مدينة شقرة الساحلية –آخر معاقل التنظيم بالمحافظة التي تم استعادت مدنها الرئيسية أمس لاسيما جعار معقل التنظيم وزنجبار عاصمة المحافظة. وأشار المصدر في تصريح ل"الوطن" إلى أن قوات الحرس الجمهوري والخاصة واللجان الشعبية خاضت اعنف معارك في تمشيط سلسلة جبلية من العرقوب بينها جبل الرهوة احد ابرز حصون القاعدة الذين استماتوا في الدفاع عنه باعتباره جبل استراتيجي على طريق شقرة الساحلية. وبحسب المصدر فقد سقط العشرات من مسلحي التنظيم بين قتيل وجريح وفر اخرين ، فيما تمكنت وحدات الجيش من السيطرة على تلك الجبال بالكامل بينها الرهوة وتقوم بتمشيط متواصل صوب شقرة اخر معاقل القاعدة وذراعها المحلي المسمى "أنصار الشريعة" في محافظة أبين. من جانبه قال بيان لمصدر عسكري في المنطقة العسكرية الجنوبية ان أبطال القوات المسلحة والأمن ورجال اللجان الشعبية وجهوا ضربات موجعة للعناصر الإرهابية التي حاولت الاحتماء بجبال العرقوب بعد فرارها أمس من جعار وزنجبار ومحيطهما, واجبروها على الخروج من أوكارها ومخابئها في جبال العرقوب تجر أذيال الخيبة والهزيمة. وأضاف المصدر ان رجال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية يواصلون زحفهم ومطاردتهم لفلول الإرهابيين الفارين من اتجاه الركبة شقرة. واكد المصدر ان العناصر الإرهابية لم تعد تجد لها ملجأ أو مفر في محافظة ابين ,.. مشدد على أن المقاتلين الأبطال في القوات المسلحة والأمن ومعهم الرجال الشرفاء من ابناء اليمن سيواصلون اداء مهامهم الوطنية والدستورية في الدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره ومطاردة عناصر الإرهاب والتخريب أينما كانت وسيتصدون بكل قوة وحزم لكل الإرهابيين والخارجين عن القانون وسيضربون بيد من حديد ومن دون هوادة كل من تسول له نفسه العبث بالأمن والاستقرار والسكينة العامة ومقدرات الشعب والوطن. ووجه وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد مساء يوم الاربعاء برقية الى قائد محور البيضاء قائد اللواء 26 حرس جمهوري ،وقائد اللواء الثاني مشاة جبلي –حرس جمهوري ، وقائد اللواء 111مشاة والامن المركزي واللجان الشعبية.. اثنى فيها على الانتصارات الكبيرة التي حققتها وحدات الحرس الجمهوري والوحدات العسكرية والامنية الاخرى اليوم خلال عمليات التمشيط والمطاردة لفلول الارهابيين في جبال العرقوب الوعرة. وجاء في البرقية "لقد تابعنا ما قامت به هذا اليوم وحدات اللواء 26 حرس جمهوري واللواء الثاني مشاة جبلي واللواء 111مشاة والامن المركزي واللجان الشعبية من اعمال قتالية بطولية وهي تطارد انصار الشر وعناصر القاعدة المجرمة ". وأضاف "اننا نعبر عن اعتزازنا بضرباتكم الساحقة والتي قضت على اكثر من ثلاثين عنصراً ارهابياً وتمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات التقنية التي كان يستخدمها القتلة ضد ابناء الشعب وقواته المسلحة والامن واجبرت من تبقى من الارهابيين على التقهقر والفرار امام زحفكم وتقدمكم البطولي.. نشد على ايديكم ونبارك لكم ثباتكم وصمودكم ونحيي المواقف البطولية لأبطال الحرس الجمهوري ولكل المقاتلين.. واصلوا تقدمكم فالنصر خياركم الاوحد وبه تنتصرون للوطن اليمني ولشعب الايمان والحكمة". وكان محافظ أبين جمال العاقل كشف النقاب عن تدشين حملة عسكرية موسعة لملاحقة الفارين من قيادات ومقاتلي جماعة أنصار الشريعة، الذين فروا باتجاه منطقة "شقرة" الساحلية التي تمثل المنفذ الرئيس لتسلل مقاتلي القاعدة الوافدين من منطقة القرن الإفريقي والصومال . ونفى المحافظ العاقل في تصريح نقلته يوم الأربعاء "الخليج" الإماراتية اشتراك طائرات عسكرية من دون طيار في توجيه ضربات جوية مباشرة على مناطق تمركز مقاتلي القاعدة في مدينتي "زنجبار وجعار"، معتبراً أن التطهير الكامل للأخيرتين من مسلحي القاعدة تم بشكل منفرد من قبل قوات الجيش وفرق اللجان الشعبية المسلحة المساندة، وهو إنجاز يحسب للجيش ورجال القبائل معاً . وحول طبيعة التدابير العاجلة التي شرعت القيادة العسكرية والسلطات المحلية بأبين في تنفيذها للتخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن المواجهات المسلحة المتصاعدة التي دارت خلال الأسابيع الأخيرة بوتيرة مرتفعة بين قوات الجيش وفرق اللجان الشعبية ومقاتلي تنظيم القاعدة أكد العاقل أنه تم استدعاء فرق تابعة لسلاح المهندسين للبدء بعملية تطهير مدينتي "زنجبار وجعار" من الألغام الأرضية التي زرعها مسلحوي القاعدة لعرقلة تقدم القوات الحكومية باتجاه مناطق تمركزهم . ونوه إلى أن السلطات المحلية بالتعاون مع قوات الجيش ستشرع خلال الأيام القليلة القادمة في إعادة توطين النازحين والتطبيع الكامل لمظاهر الحياة العامة في المدن التي تضررت بشدة جراء الحرب المستعرة ضد تنظيم القاعدة .